|
شؤون سياسية حيث زرعت إسرائيل في حينها بقرار من الأمم المتحدة، وهي اليوم ترفض كل قرارات الأمم المتحدة الخاصة بها لا بل تطالب بتطبيق القرارات الصادرة بحق غيرها في عنجهية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً! قول سولانا: إن على المنظمة الدولية أن تقوم بواجبها في حال فشلت مسيرة السلام في المنطقة، وفي مقدمة ذلك تطبيق القرارات الخاصة بالانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة، والحدود والقدس واللاجئين، فهذا دليل على نفاذ صبر المجتمع الدولي على هذا الكيان الغاصب! ولن ينسى العرب والعالم أن الحركة الصهيونية كانت قد احتلت فلسطين وطردت أهلها بمجازر مازال التاريخ يذكرها بأبشع الصور كدير ياسين وقبية وبحر البقر وغيرها من الجرائم التي استخدمتها العصابات الصهيونية منهجاً لطرد العرب من أرضهم. ولعل قرار وزير المواصلات الإسرائيلي إزالة الأسماء العربية للمدن والبلدات والمناطق وإحلال التسميات العبرية محلها دليل إضافي على حالة التخبط والرعونة التي تعيشها هذه الحكومة بعدما انكشفت أمام العالم بتطرفها وعنصريتها. ومن هنا يمكن القول: إن إسرائيل تسعى وبكل قوة لصبغ نفسها بصبغة عنصرية لاتقل بشيء عن النازية بل لربما تكون قد تفوقت عليها وهي التي طالبت الفلسطينيين والعالم بالاعتراف بها كدولة يهودية في حين أن العديد من دول العالم تعيش فيها أغلبية مسيحية أو إسلامية لكننا لم نسمع أن أحداً من هذه الدول طالبت الآخرين بالاعتراف بها كدولة مسيحية أو إسلامية! أما السعي لتهويد الأسماء العربية فيبين حالة الرعب والخوف التي تعيشها هذه الحكومة من تنامي الديمغرافية العربية والتمسك الشديد بالأرض والجذور الذي يبديه العرب الفلسطينيون داخل الأراضي المحتلة عام ثمانية وأربعين. والغريب أن إسرائيل تدعي أنها دولة ديمقراطية وتجد من يصدقها في العالم الغربي في حين تعمد لطمس هوية الآخرين واقتلاعهم من جذورهم وثقافتهم وبناء المستوطنات في أراضيهم الزراعية وحتى في أحيائهم السكنية، وفوق منازلهم! فمتى كانت الديمقراطية بهذه البشاعة؟ وعن أي ديمقراطية يتحدث الغرب؟ والمجازر والمحارق التي قامت بها عصابات الاحتلال في غزة ولبنان وفلسطين تبرهن يوماً بعد آخر أن ماتقوم به إسرائيل يفوق ماقامت به النازية مع اختلاف الزمان والمكان! والغريب أن الإدارة الأمريكية الحالية التي خبرت حكومة نتنياهو وعرفت توجهاتها هي اليوم تحاول تخليصها من أزمتها بعد ما رفضت الأخيرة تلبية المطالب الأمريكية، لابل عمدت على لسان كل من الرئيس باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إلى مطالبة العرب بالتطبيع! فكيف للعرب أن يطبعوا مع محتل للأرض ورافض لعودة اللاجئين؟ ولماذا تطلب الإدارة الأمريكية من إسرائيل بتطبيق قرارات الشرعية الدولية التي مازالت إسرائيل ترفضها! أليس المطلوب كما قال خافيير سولانا تطبيق قرارات الأمم المتحدة وإقامة دولة فلسطينية بقرار أممي. كان على الرئيس أوباما والوزيرة كلينتون أن يكونا أكثر وضوحا وأكثر شفافية في تسمية الأشياء بمسمياتها بما يحافظ على التفاؤل البسيط الذي حصل عند العرب بعد فوز أوباما نفسه، لا أن يطالبا العرب بالتطبيع و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على تراجع الولايات المتحدة عن وعودها بتحقيق السلام في المنطقة، ولربما نعود إلى ماانتهت إليه الإدارة السابقة التي بقيت تعد الفلسطينيين بإقامة دولتهم طيلة ثماني سنوات حكمها! وهذا يؤكد ماكشفته صحيفة معاريف الإسرائيلية من أن ثمة اتفاقاً أمريكياً إسرائيلياً حقيقياً حصل بين الطرفين يسمح ببناء 2500 وحدة سكنية في الضفة الغربية في حين تفتعل ضجة إعلامية كبيرة بشأن الاستيطان. |
|