تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


النيات وحدها لا تحقق السلام

حـــدث و تعــليـق
الاربعاء29-7-2009م
محرز العلي

لاشك أن تقرير لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم البريطاني الذي استهجن استمرار فرض الحصار على قطاع غزة

وحرمانه من وصول المساعدات الانسانية ومطالبة الحكومة البريطانية بالتحرك لانهاء الحصار يعد خطوة هامة وجريئة لجهة فضح ممارسات اسرائيل العدوانية أمام الرأي العام الدولي وكشف الوجه الحقيقي لهذا الكيان العنصري الذي يضرب عرض الحائط بالقوانين الانسانية.‏

هذه الخطوة الاوروبية الجريئة بالاضافة الى المطالبات الدولية بوقف الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة والقدس تؤكد وجود نية لدى المجتمع الدولي لتحقيق السلام إلا أن ذلك يصطدم بالتعنت الاسرائيلي الرافض لمتطلبات السلام والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وهذا يتطلب وجود آلية دولية ملزمة لارساء السلام وفق قرارات الشرعية الدولية حتى لا يبقى السلام مجرد احلام ونيات.‏

لقد قابلت حكومة نتنياهو العنصرية دعوات المجتمع الدولي لوقف الاستيطان بتخصيص المزيد من المبالغ الطائلة لبناء بؤر استيطانية جديدة في حي سلوان بالقدس وفي مناطق أخرى بالضفة الغربية المحتلة وذلك عشية وصول المبعوث الاميركي جورج ميتشل الى الاراضي المحتلة مؤكدة بذلك تحديها للإدارة الاميركية والاتحاد الاوروبي واستهتارها بدعوات المجتمع الدولي لتحريك عملية السلام ودفعها الى الامام وابعاد شبح الحروب عن شعوب المنطقة.‏

ان استمرار الكيان الارهابي الاسرائيلي بفرض الحصار على مليون ونصف المليون فلسطيني وتعريض حياتهم للخطر وتواصل حملات الاستيطان وإخلاء وهدم منازل الفلسطينيين في القدس والتهرب من متطلبات السلام يتطلب من الادارة الاميركية والاتحاد الاوروبي إيجاد السبل الكفيلة بإلزام اسرائيل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي من شأنها تحقيق السلام العادل والشامل وإنهاء احتلال الاراضي العربية الأمر الذي من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية