تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اقتصـــاد الـمــاء

الكنز
الأربعاء 29-7-2009م
علي محمود جديد

على الرغم من أنَّ هناك مُسَلَّمة تقول : شريك الماء لايخسر، إلا أنَّ مثل هذه الشراكة عندنا غدت وكأنها لم تعد تعرف سوى الخسارة، أو مايشبهها، دون أن ندرك تماماً إن كانت طبيعة الأمور قد تغيّرت،

أم أننا لانتقن حتى مثل هذه اللعبة الملعوبة، ولا التعاطي مع بداهة مثل هذه المسلّمة، أو لعلَّ هناك من يلعب تحت الطاولة بهدوءٍ وحذر، حتى وصلت مياهنا المعبّأة إلى ما وصلت إليه، فمرات عديدة استنجدت المؤسسة العامة للصناعات الغذائية – التي تنتج قوارير المياه المعبّأة – بوزارة الاقتصاد والتجارة لمراقبة الأسواق بشكلٍ جيد، لضبط عبوات المياه المخالفة، حيث توجدُ في تلك الأسواق عبوات مياه غير سورية، واستيرادها ليس نظامياً، أي أنها مهرّبة، وعلى الرغم من ذلك فإنها تتواجد بكميات كبيرة عند الكثير من المحال وبأسعار متهاودة راحت تنافس فيها مياهنا بقوّة، ولكن أجهزة الرقابة التموينية، يكاد لايكون مفهوماً كيف أنها لم تعثر في المحافظات الأربع عشرة، ولا حتى على علبة واحدة من هذه المياه المهرّبة، فهل الأمر كذلك فعلاً أم أنَّ هناك تنسيق واسع بين مديريات التجارة الداخلية في هذه المحافظات كلها..؟!‏

الصناعات الغذائية ما كادت تؤكد بأن هذه العبوات منتشرة بقوة في المحال التجارية، حتى تفاجأت بأن مياهها المُصدّرة إلى الدول العربية، حيث بدأت تواجه بفرض رسوم عليها تحديدا ولأنها سورية ..‏

هكذا يمكننا القول بأننا أتقنّا العثور على الطرق التي تؤهلنا للخسارة مع الشريك الذي لايخسر، وبكفاءةٍ عالية!. Ali.gdeed@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية