تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


البحث عن مفتاح «القيمة»..هــــل يكمــــــــن في فرديـــــــــــة «الاختـــــــلاف»..؟!

ثقافة
الجمعة 5-7-2019
لميس علي

في معرض حديثه عن حرية الشخص ومعاني الشخصانية ذكر مرةً إمانويل مونييه: «إنَّ حريتنا هي حريَّة إنسان في موقف٬ وهي كذلك حريَّة شخص تعطى له قيمة»..

وضمن (ميتافيزيقا الأخلاق)، وفي حديثه عن قيمة الإنسان متجاوزاً كل سعر، قال كانط: «عندما نعتبره كشخص، أي كذات لعقل أخلاقيّ عمليّ، سنجده يتجاوز كلَّ سعر... يمكن تقديره كغاية في ذاته وهذا معنى أنَّه يمتلك كرامة (وهي قيمة داخليَّة مطلقة), وبامتلاكه لهذه القيمة يرغم كلَّ الكائنات العاقلة الأخرى على احترام ذاته ويتمكن من مقارنة ذاته بكلّ مخلوقات نوعه، ويتبادل معها نفس الاحترام على أساس قاعدة المساواة».‏

في الحديثين، نقطة تقاطع ترتكز على «القيمة» التي من خلالها يكتسب مطلق إنسان معاني وجوده..‏

كيف يمكن الحصول على القيمة في ظل مجتمعات تبتكر وسائل لتهشيم وتهميش كل تميّز بوصفه تفرّداً..؟!‏

في ظل مجتمعات تتوجّس من كل اختلاف وتنظر إليه على اعتباره شذوذاً عن المجموع وليس تميّزاً أو هوية تقرّ بفرادة صاحبها..؟!‏

ما يمكن أن يُفهم من كلا النصّين السابقين، إعلاء «القيمة»، لتبدو كبصمة خاصة بصاحبها..‏

لكنها بالآن عينه ليست هيّنة التحصيل.. ولا سهلة الامتلاك.‏

كما لو أننا من خلال هذه «القيمة» التي نسعى عمرنا للقبض عليها ومن ثم الحفاظ عليها وعدم هدرها، نمتلك وشماً خاصاً يميّزنا عن سوانا..‏

نقوش فرادتنا كيف يمكن إكساؤها «القيمة» المتعارف عليها مجتمعياً.. وفق معايير مجتمع «الآن وهنا»..؟‏

من ملامح الشخص الذي أراده مونييه، ونظّر على سبيل نشر مفهوم «الشخصانية» لأجله، أن يمتلك استقلالية ذاتية وروح المبادرة والمسؤولية.. بالإضافة على عدم اعتبار «الشخص» جزء من كل.. هو ليس جزءاً من أي كلية من الكلّيات.. إنما وجود مطلق.. وهو وجود ينفتح على الآخر.. بل يعتبر هذا «الآخر» ضرورياً لـ(الشخص) في سبيل تحقيق ذاته.. وفي طريقه ذاك ينجح في امتلاك «قيمته».. التي تفرز له شخصيته/شخصانيته.. فرادته وتميّزه عن جموع عامة..‏

هل يمكننا من خلال تحصيل قيمتنا أن نمتلك حريتنا...؟!‏

هي مجرد وسيلة..؟!‏

لاسيما أن كلام مونييه في البداية ربط هذه بتلك..‏

لعل طريق تحصيل تلك القيمة الفريدة، كبصمة تميّز صاحبها.. تتأتى عن طريق إبصار ملامح اختلاف لا يستطيع أحد آخر التقاطها.. وبالتالي الوصول إلى مطلب «الندرة».. شيء من صعوبة المنال في اختلافه..‏

وكلما زادت ندرته زاد اختلافه وكان هنا بالضبط مكمن وجوهر قيمته..‏

ولهذا لا يستطيع كثيرون قراءة «الاختلاف» بعين صائبة أو حتى راضية..‏

لدى تلقي مختلف الشخصيات التي تكرّسها السينما الهوليوودية، كأفلام سلسلة (جيسون بورن، جون ويك) على سبيل المثال، شخصية البطل الفردي الذي لا مثيل له، صاحب الصفات النادرة وحتى الخارقة، لوهلة نظن أنها حيلة ووسيلة لتصدير هيئة خاصة بملامح بطولة على مقاس صانعي تلك الأفلام.. شيء من الرغبة باكتساح عقول المتلقين وهماً..‏

وفيما لو قلبنا الأمر.. ورأيناه بعين تلتقط القدرة على بث «فرديةٍ» مشغولٍ عليها بتقنيات عالية.. وصورة أكثر من جذابة.. لربما اختلفت طريقة تلقينا لسيل الميزات الأكثر من «قيمية»، و»فردانية».. التي تشط عن معاني أي شخصانية.. وتزيد عنها.‏

هل كانوا بفرط نتاجاتهم الغارقة بجمالية صورتها، يبثون رسالة تلهم على امتلاك «فردية» كخطوة أولى لكسب «القيمة»..؟‏

أيكون البحث عن مفتاح «القيمة»، كامناً في فردية lamisali25@yahoo.com‏

">«الاختلاف»..؟!‏

lamisali25@yahoo.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية