تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


220 مليون دولار .. الـ «Global Hawk» الأميركية ذهبت أدراج الإسقاط الإيراني

قاعدة الحدث
الجمعة 5-7-2019
زينب العيسى

تطوّر في السنوات الأخيرة استخدام الطائرات من دون طيار أو ما تسمّى «الدرون» في الأراضي العسكرية وقد شهدت تقنية هذه الطائرات ثورة تكنولوجية هائلة، وهي متوافرة بأحجام وأصناف مختلفة وبأسعار منخفضة.

كما حذّر العديد من الخبراء من خطورة انتشارها واستغلالها في العمليات الإرهابية والاغتيالات.‏

تم استخدام «الدرون» في عمليات التجسس وصارت تخترق الخصوصيات وأصبحت تهديداً جديّاً، وقد استخدمت بشكل كبير في العمليات المدنية لبعض وسائل الإعلام في الولايات المتحدة الأميركية لتصوير بيوت المشاهير وعمليات المطاردة التي تقوم بها قوات الشرطة في الولايات المتحدة بالذات.‏

ومؤخراً ظهرت المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو لتؤكد خطورة تحويل الطائرات المسيرة إلى أسلحة قد يستخدمها البعض ضد خصومهم السياسيين ودون رقابة أو تقنين.‏

تم البدء باستخدام طائرات «الدرون» عسكرياً منذ الحرب العالمية الثانية، إلا أن تطوّرها في صناعة المحركات خاصة فيما يتعلق بالحجم مقابل القوة الحصانية التي تنتجها هذه المحركات جعل من استخدامها في الطائرات دون طيار أمراً سهلاً وميسّراً.‏

إلا أن أول غارة جوية أميركية لهذا النوع من الطائرات كانت فاشلة، فالطائرة من طراز بريداتور أو المفترسة التابعة لوكالة المخابرات الأميركية C. I. A سبق أن حلقت فوق مجمع في السابع من تشرين الأول عام 2001 في افغانستان، وكان قائد حركة طالبان الملا محمد عمر وكبار قادته مجتمعين في ذلك المجمع لكن الضربة أصابت شاحنة كانت متوقفة في الخارج. إن استخدام طائرات «الدرون» لم يعد مقصوراً على الجيوش بل إن نحو ٩٠ دولة حتى هذا الوقت قد حصلت على بعض أصناف هذه الطائرات.‏

وما يشجع على استخدام الطائرات المسيرة بحسب الخبراء هو سعرها الرخيص الذي لا يتجاوز الألف يورو وهي منتشرة في أرجاء العالم.‏

ففي عام ٢٠٠٠ كانت الولايات المتحدة الأميركية تحتكر صناعة وتطوير الطائرات دون طيار، تطور الأمر فصارت الطائرات دون طيار لا ينتجها إلا دولتان هي أميركا وبريطانيا بالاضافة الى الكيان الصهيوني «إسرائيل».‏

وأظهر تقرير أن «إسرائيل» هي أكبر مصدّر للطائرات من دون طيار في العالم، وأن حجم هذه الصادرات يشكّل ١٠ بالمئة من الصادرات الأمنية الإسرائيلية.‏

في عام ٢٠١٠ وفي استعراض هوائي قرّرت الصين مفاجأة العالم بالكشف عن ٢٥ موديلاً جديداً من الطائرات دون طيار.‏

في عام ٢٠١١ تمّ تقدير البرامج البحثية لتطوير الطائرات دون طيار والتي تقوم عليها الحكومات أو الشركات أو المعاهد البحثية في العالم بـ٦٨٠ برنامجاً بحثياً.‏

في عام ٢٠١٢ ظهر تقرير للكونغرس يقول إن هناك ما يقرب من ٧٦ دولة تعمل على تطوير وتصنيع ٩٠٠ نظام من نظم الطائرات من دون طيار، وأن العدد قفز من ٤١ دولة تمتلك طائرات دون طيار في ٢٠٠٥ إلى ٧٦ دولة في ٢٠١١، وسبب هذا الإقبال هو النجاح الذي أظهرته الطائرات خلال حرب أميركا على العراق وأفغانستان، فقررت الدول الاستثمار في هذا النوع من الطائرات للمنافسة العسكرية والاقتصادية، من هذه الدول مصر وتونس والجزائر والإمارات العربية المتحدة والسعودية وإيران.‏

تعمل السويد وإسبانيا واليونان وإيطاليا وسويسرا وفرنسا على برنامج بحثي مشترك لصناعة طائرة حربية من دون طيار عالية التقنية. كما صمّم مجموعة من الباحثين في جامعة وهران أول نموذج لطائرة من دون طيار جزائرية ١٠٠%، وهذا كردّ فعل على رفض الولايات المتحدة بيع الجزائر هذا النوع من الطائرات.‏

وعلى ما يبدو فإن طائرة «الدرون» الأميركية من طراز»Global Hawk» كان لها نفس مصير طائرة البريداتور ألا وهو الفشل، حيث تم خلال الشهر الماضي إسقاط هذه الطائرة فوق مضيق هرمز في إيران.‏

ويمكن للطائرة «Global Hawk» التحليق على ارتفاع ١٨ كلم عن سطح الأرض لمدة ٣٢ ساعة متواصلة دون التزود بالوقود.‏

يصل طولها إلى ١٤.٥م، وارتفاعها ٤.٧م، وطول جناحها ٣٩.٩م، ووزنها ١٤.٥طنا، ومصنوعة من الألمنيوم ما يصعب على الرادارات كشفها بسهولة.‏

وهي قادرة على تقييم أضرار المعارك ومراقبة الموانئ، وعلى التقاط صور الرادار للمركبات والأشخاص من حوالي ٦ آلاف قدم في الهواء ونقلها مباشرة لمقر القيادة، وأيضاً قادرة على المراقبة البحرية المستمرة على دائرة يصنف قطرها ٢٠٠٠ ميل بحري. وتعتبر من أغلى طائرات الدرون الأميركية ويصل سعرها لـ٢٢٠مليون دولار.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية