|
ثقافة هو محاولة إبداعية استمدها من نتائج بحثه الطويل والمعمق في فن الرسم، وشكّل مكونات لوحاته من ألوان ورموز ووحدات هندسية، جعلها ذات صلة بقوانين كونية وعلم الكونيات. الفنان داريوباسو يعتبر من الفنانين البارزين في إسبانيا، وبإسلوبه التجريدي الذي اعتمده دائماً تكلمت أرقامه لتشير إلى نقاط التلاقي بين الفنون والعلوم وبين الحضارة الإسبانية والحضارة العربية والإسلامية، من خلال عناصر اللوحات التي استمدها الفنان من شعوب الشرق وثقافته وعلومه، وجسدت هواجسه التي عبَّر فيها بشكل ما عن التواصل الثقافي بين الشعوب والحضارات، استخدم الفنان في هذه التجربة أقمشة الخيمة العربية بمساحاتها الواسعة وأشكالها الهندسية وزخارفها النباتية الشرقية المتنوعة إضافة إلى ما يتخللها من رموز وأرقام..وعالج لوحاته بألوان الإكريليك. واستطاع باسو أن يقدم في معرض واحد تنوعاً ثقافياً حصل عليه من خلال دراسته المتعمقة للحضارة العربية والإسلامية وولد منه مفاهيم تجعل من الفن لغة كونية وتعبيراً إبداعياً بعيداً عن المواقف الوصفية التوضيحية ليقدم تجربة جديدة ولغة جديدة أيضاً وجميلة. وقد نتذكر بهذه المناسبة الفنان الإيطالي أيشر، أو كما يقال عنه الفنان الرياضي الذي أقيم له معرض دائم في متحف أيشر في لاهاي. أيشر كان يعتمد في رسمه على اللوغاريتم والدلالات الأسيّة والتكرارية المطعمة بالزخرفة والتنميط والتحوير الشكلي، وهو فقط كان يرسم ويعبرعن الهم الداخلي بطريقة يفهمها، فنقرأ نحن الصور التشكيلية وننغمس بدلالاتها، التي تعبر عن حالة معينة اختلجت طويلاً في نفس راسمها ومبدعها ثم تدعونا أشكالها الهندسية إلى البحث عن جمال المادة والتجربة. |
|