|
مجتمع أما الراسب فما هو موقفه؟ وما هو فاعل؟ ولاسيما إن اللوم غالبا ما يصب عليه لأنه لم يجتهد بما فيه الكفاية وأكثر من اللعب ومشاهدة التلفزيون و...غير ذلك من الاتهامات التي تحمله المسؤولية الكاملة عن فشله ولايعترف الآباء بأنهم يتحملون جزءاً من المسؤولية في فشل أبنائهم، ويتخذون موقف الزجر والتهديد والتبخيس والنقد والتجريح والاستهزاء من ابنهم أمام الغرباء عن الأسرة بينما يفضل البعض موقف اللامبالاة والموقفان يجعلان من الطالب الراسب إنسان ضعيفا عديم الثقة بنفسه يميل إلى العزلة والعنف وما حالات تمرد الأبناء والانتحار التي تنقلها إلينا وسائل الإعلام بعد إعلان النتائج إلا ردة فعل طبيعية على موقف الآباء من أبنائهم.لهؤلاء الآباء أقول: إن جو العطف والحنان والحب داخل الأسرة هي الزاد الغني والرغيف الساخن الذي يمنح الطالب وكل أفراد الأسرة القوة الذاتية الكفيلة بصنع النجاح والتفوق وبالحوار الهادف المتفهم يمكنهم التوصل إلى فهم موضوعي لأسباب تراجع النتائج المدرسية لأبنائهم وإلى تحفيزهم على بذل مايكفي من الجهد للحصول على نتائج أفضل. ولهؤلاء الطلاب أقول: تعلموا أن تتجرعوا مرارة الفشل كخطوة جديدة على طريق الإبداع ولاتكونوا فريسة سهلة للوم وتأنيب الضمير . نعم لقد أخفق توماس أديسون مخترع المصباح الكهربائي 10،000 مرة في تجاربه لاختراع المصباح ولم ييئس بل الغريب في الأمر إن الصحف آنذاك اتهمت أديسون بأنه رجل مجنون وأنه يبدد وقته وحياته من أجل حلم لن يتحقق والطريف في الأمر أن أحد الصحفيين قابل أديسون بعد المحاولة 5000 وقال له أديسون رغم كل هذه المحاولات الفاشلة إلا أنني لم أخفق بعد...!! مبارك للناجحين ولن أقول حظا أوفر للراسبين لأنه لاعلاقة للحظ بالنجاح والنجاح لايأتي صدفة يقول الأديب الروسي ديمتري ليماشيف: «إن الكثير مما أنجزه الفرد في حياته والوضع الذي تبوأه وما قدمه للآخرين وما اكتسبه لنفسه يعتمد على الفرد نفسه» إن النجاح لايأتي صدفة فهو يعتمد على هدفه في الحياة وبعيدا عن الأهداف الوقتية الصغيرة فإن كل فرد ينبغي أن يكون لديه هدف فوق شخصي خارج إطار ذاته ومن ثم فإن خطر الفشل سوف يختزل إلى الحد الأدنى .... |
|