|
شؤون سياسية فقول بايدن إن إسرائيل تقرر مايتوجب فعله بما يحقق مصالحها تجاه إيران وبرنامجها النووي، كلام يحمل رسالة فاقعة بأن الولايات المتحدة لن تقف حجر عثرة أمام عمل عسكري اسرائيلي يستهدف إيران. وأول مايتبادر إلى الذهن سؤال يؤخذ بالحسبان وهو هل من مصلحة إسرائيل كما يعتقد بايدن، أن تهاجم إيران وتضربها بالعصا العسكرية؟ الجواب بالطبع سيبقى معلقاً في أفق المراوغات الاسرائيلية تتقاذفه أمزجة حكام الكيان الصهيوني كالمد والجزر. ومما لاشك فيه أن تصريح بايدن يفتح أبواب جهنم في المنطقة على مصراعيها ويشجع اسرائيل على الاعتداء العسكري على إيران، وهو أمر يجب أن تحسب له إسرائيل ألف حساب في ضوء الرد الإيراني على هكذا مغامرة. فإيران لن تراقب الطيران الاسرائيلي وهو يخرق أجواءها ويلهب مواقعها ومنشآتها بل ردها سيكون بالمثل وستكون المنطقة بين رحى حرب مدمرة بتداعيات خطيرة مزعزة للاستقرار ومن المستحيل التكهن بعواقبها. وإذا عدنا للوراء قليلاً لوجدنا الخلاف بين عناصر الادارة الأمريكية جلياً تجاه إيران وطريقة التعاطي مع قضاياها المختلفة، فقد ذكر بايدن من خلف الكواليس أن الرئيس باراك أوباما أخطأ في تقليله من الفرق السياسي بين الرئيس أحمدي نجاد وميرحسين موسوي الذي نافسه في الانتخابات الرئاسية. فهل التناقض في المواقف والتصريحات بين الساسة الأمريكيين هو اختلاف في الرؤية وانتاج الحلول أو هو توزيع للأدوار لتمرير الوقت ليس إلا، ولاسيما أوباما يعارض بايدن بالقول إن لاضوء أخضر لاسرائيل على الإطلاق لمهاجمة إيران. ومنذ فترة ليست بالبعيدة فتح أوباما الباب أمام حوار إيراني-أمريكي لايزال غائباً ينتظر الطاولة التي ستجمع المتحاورين لحصاد مصالحهم المتبادلة على قاعدة الاحترام التي طالب بها الرئيس أحمدي نجاد. ومايلفت الانتباه هو دعم أوباما للمتظاهرين في إيران ضد نجاد وإن اعتبره البعض في أركان الادارة الأمريكية غير كاف لكنه يضع إشارات استفهام كثيرة، ويصعب على أوباما الوفاء بوعده الحواري نهاية العام مع إيران لحل المسائل العالقة دبلوماسياً وعلى رأسها الملف النووي إن ظل يمارس هذه السياسة. |
|