تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أكدا على متابعة تنفيذ الاتفاقيات والمشاريع المشتركة ...الرئيس الأسد وأردوغان :السلام يتطلب الانسحاب من الجولان حتى خط 4 حزيران

حلب
سانا
الصفحة الأولى
الخميس 23-7-2009م
تناولت مباحثات السيد الرئيس بشار الأسد مع السيد رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي في مدينة حلب بعد ظهر أمس القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك حيث اعرب الجانبان عن ارتياحهما للتطور الكبير الذي تشهده علاقات البلدين والتأثير الايجابي لهذه العلاقات على تعزيز الاستقرار في المنطقة.

وتم الاتفاق على متابعة العمل وتكثيف الجهود من اجل رفع الحصار الجائر المفروض على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة واهمية مواصلة المساعي الرامية الى تحقيق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية التي تضمن وحدة الصف الفلسطيني في كفاحه من أجل استرجاع حقوقه وعلى رأسها اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.‏‏

‏‏

وفيما يتعلق بالعراق أكد الرئيس الأسد والسيد أردوغان ضرورة الاستمرار بدعم الحكومة العراقية ومساعيها لتعزيز المصالحة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب العراقي.‏‏

وتطرقت المحادثات ايضا الى ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط والذي يتطلب توافر الارادة السياسية الحقيقية لدى اسرائيل من اجل صنع السلام المستند الى تطبيق قرارات الشرعية الدولية وانسحاب اسرائيل من الاراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان السوري حتى خط الرابع من حزيران عام 1967.‏‏

وشدد الرئيس الأسد ورئيس الحكومة التركية على اهمية استمرار الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين بغية تعزيز العلاقات الثنائية ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات والمشاريع المشتركة بالسرعة المطلوبة وبما يستجيب لارادة القيادتين السياسيتين في البلدين.‏‏

‏‏

حضر اللقاء السيد حسن توركماني معاون نائب رئيس الجمهورية والسيد وليد المعلم وزير الخارجية والسيد احمد داوود أوغلو وزير الخارجية التركي.‏‏

بعد ذلك توجه اردوغان الى جامعة حلب وكان في استقباله حشد جماهيري كبير من الطلبة والمواطنين حيث منحته الجامعة درجة الدكتوراه الفخرية في العلاقات الدولية تقديرا لدوره المهم في تعزيز علاقات الصداقة والروابط التاريخية بين سورية وتركيا ولمواقفه المساندة للقضايا العربية العادلة ونصرته للحق واسهامه في خدمة الامن والسلم الاقليمي والدولي.‏‏

وألقى اردوغان كلمة اعرب فيها عن سعادته لوجوده في سورية وجامعة حلب وشعوره بالامتنان الكبير لحصوله على هذه الشهادة الفخرية.‏‏

‏‏

وأشار اردوغان الى نقاط التقارب التاريخية والثقافية التي تجمع بين سورية وتركيا والتي لا يوجد لها نظير في العالم اجمع ما يجعل منهما نموذجا يحتذى في العلاقات بين الدول لافتا الى ان العلاقات بين سورية وتركيا شهدت تطورا ملحوظا على الصعد كافة واتسمت بالاخوة والصداقة وقال: اشعر بالفخر والاعتزاز تجاه هذه العلاقات المتميزة ويشاركني في ذلك الشعب السوري وعلى رأسه الرئيس الأسد .‏‏

واضاف رئيس الوزراء التركي ان سورية وتركيا رمتا بكل الخلافات بينهما وابرزتا النقاط الايجابية والجوانب المشتركة لتكونا نموذجا مثالياً للتقارب بشكل مطرد وسريع انسجاما مع الرغبة الموجودة لدى الطرفين والشعبين في البلدين.‏‏

وقال اردوغان ان التعاون بين سورية وتركيا أعطى ثماره خلال الفترة الماضية حيث وصل حجم التبادل التجاري الى ملياري دولار سنويا لكن ذلك ما زال دون الطموح حيث نسعى الى زيادته الى خمسة مليارات دولار اضافة الى تعزيز الروابط بين البلدين من خلال زيادة قنوات التواصل البرية والجوية والسكك الحديدية بما يسهم في تعميق العلاقات الاقتصادية والاجتماعية.‏‏

واكد رئيس الوزراء التركي حرص بلاده على مواصلة جهودها في لعب دور الوسيط لاحلال السلام واعادة الاراضي السورية المحتلة والغاء الامر الواقع للاحتلال لافتا الى ان هذه الجهود توقفت بسبب العدوان الاسرائيلي على غزة الذي خلف مئات الشهداء وآلاف الجرحى ودمارا كبيرا في الاراضي والممتلكات.‏‏

واضاف اردوغان انه على الرغم من توقف هذا العدوان لم تفلح جهود الاغاثة للمتضررين حيث لايزال اكثر من مئة الف في العراء دون مأوى اذ لم يسمح الى الآن سوى بدخول الغذاء والدواء ولا تزال الابواب موصدة امام جهود اعادة اعمار غزة قائلاً: عندما تفتح ابواب الانسانية تفتح ابواب غزة.‏‏

وتساءل رئيس الوزراء التركي عن دور منظمات حقوق الانسان التي بقيت متفرجة على كل ماحدث دون اتخاذ اي اجراء يعبر عن دورها الحقيقي في حماية حقوق الانسان لافتا الى ان المؤتمر الذي عقد في شرم الشيخ ابان العدوان وقدم وعودا بدعم اعمار غزة بـ 4.5 مليارات دولار لم يف بوعده حتى الآن.‏‏

وقال اردوغان ان سورية تلعب دورا مفتاحيا في حل قضايا الشرق الاوسط وتحتل موقعا مهما في تحقيق السلام والاستقرار مشيرا الى ان سورية وتركيا تمتلكان رؤية مهمة جدا تجاه قضايا المنطقة وتستطيعان اسداء النصائح للآخرين حول هذه القضايا.‏‏

وحول جامعة حلب ومكانتها التاريخية والعلمية اثنى أردوغان على دور المؤسسين وجهود القائمين عليها لنجاحهم بالوصول بها الى مراتب متقدمة لتكون منهلا للعلم والمعرفة لافتا الى ما تلعبه جامعة حلب من دور مهم في تطوير العلاقات العلمية والثقافية مع الجامعات التركية.‏‏

وكان رئيس جامعة حلب الدكتور محمد نزار عقيل ألقى كلمة لفت فيها الى ان هذا الحدث المميز يأتي تعبيرا عن التقدير لمواقف السيد اردوغان منذ بدء العدوان الصهيوني اللا انساني على اهلنا الصامدين في قطاع غزة والتي توجت من خلال موقفه المتميز في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي.‏‏

كما أشار رئيس الجامعة الى الدور الفاعل لرئيس الوزراء التركي في ابراز عدالة قضية فلسطين وادانته للجرائم االصهيونية وجهوده المبذولة من اجل عودة الجولان العربي السوري المحتل الى الوطن الام سورية واهتمامه بتعزيز الروابط التاريخية الوثيقة وعلاقات الصداقة والتعاون بين البلدين الجارين سورية وتركيا واسهامه الفاعل في خدمة الامن والسلم الاقليمي والدولي.‏‏

وعرض قبيل تسليم درجة الدكتوراه فيلم قصير عن محطات مهمة من حياة رئيس الوزراء التركي وتسلمه مناصب عدة تعكس مسيرة حافلة بالنجاح والانجازات كما تم عرض فيلم حول جامعة حلب والكليات والمعاهد والمشافي التابعة لها.‏‏

ثم غرس السيد اردوغان شجرة في حديقة أصدقاء جامعة حلب تعبيراً عن الصداقة والمحبة التي تجمع بين الشعبين في البلدين الجارين.‏‏

والسيد اردوغان متخرج من كلية علوم الاقتصاد والاعمال من جامعة مرمرة التركية ويشغل منصب رئيس وزراء تركيا منذ عام 2003.‏‏

حضر تسليم درجة الدكتوراه معاون نائب رئيس الجمهورية والدكتور غياث بركات وزير التعليم العالي ووزير الخارجية التركي وامينا فرعي الحزب بالمدينة والجامعة ومحافظ حلب والمفتي العام للجمهورية ونخبة من اساتذة جامعة حلب وطلبتها.‏‏

وتأتي زيارة اردوغان الى سورية وهي السادسة له منذ توليه رئاسة الوزراء في تركيا في اطار التواصل والتنسيق المستمر بين قيادتي البلدين حول قضايا المنطقة والعمل لتوفير متطلبات الامن والاستقرار فيها وتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.‏‏

يشار الى ان الرئيس التركي عبد الله غل زار سورية منتصف ايار الماضي وأجرى مباحثات مع الرئيس الأسد اكد الجانبان خلالها على الارادة المشتركة لتطوير العلاقات بين البلدين وتحقيق السلام وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام.‏‏

وأعطى التطور المتنامي في العلاقات السياسية دفعا كبيرا للتعاون الاقتصادي والاستثماري حيث وقع الجانبان العديد من الاتفاقيات في مجالات الملاحة البحرية والطيران والطاقة والنقل والاسواق المالية والسياحة اضافة الى تأسيس مجلس الشراكة السوري التركي المنبثق عن اتفاقية منطقة التجارة الحرة التي دخلت حيز التطبيق مطلع عام 2007 وساهمت في رفع حجم التبادل التجاري بين سورية وتركيا الى حوالي ملياري دولار عام 2008 .‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية