تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وبعد طول انتظار خرج الدخان ..الأسود!!.. الحكيم مدرباً مؤقتاً للمنتخب الأول ..لماذا و أسئلة أخرى؟

رياضة
الاربعاء 11-5-2016
هشام اللحام

لم يخرج اسم المدرب الذي أقره اتحاد كرة القدم في اجتماعه يوم الاثنين الماضي، عن التوقعات و عما تداوله الإعلام و الجمهور في الأسابيع الأخيرة. نعم فقد اُختير الكابتن أيمن الحكيم ليقود الدفة،

‏‏‏

وهو الذي كان في نهاية العرض المسرحي مع الكابتن فجر إبراهيم آخر الاحتمالات و الخيارات.‏‏

ما سبق كان أمراً عادياً، ولكن المفاجأة كانت كبيرة في أن يكون الحكيم مدرباً مؤقتاً و في المباريات الودية التي سيلعبها منتخبنا آخر الشهر الحالي مع فيتنام وفي دورة تايلاند الدولية، كما جاء في البيان الصادر عن الاتحاد ونصّه :‏‏

«أقر اتحاد كرة القدم في اجتماعه الذي جرى ظهر الاثنين توصية لجنتي المدربين والمنتخبات تعيين المدرب أيمن الحكيم مدرباً للمنتخب الوطني للمباريات التي تجري في أيام الفيفا القادمة بالفترة بين 31/5 و7/6 والتي سيلعب فيها منتخبنا مباراتين بدورة ملك تايلاند ومباراة مع فيتنام. وترك اتحاد الكرة كامل الحرية للحكيم لاختيار الكادر الفني المعاون. مع العلم أن اتحاد كرة القدم أبقى الباب مفتوحاً للحوار والتواصل مع المدربين الوطنيين الذين ستنتهي عقودهم مع أنديتهم بالفترة المقبلة».‏‏

دخان بيعمي‏‏

وعلى رأي أحد الجمهور الذي علّق على الخبر (انتظرنا الدخان الأبيض، فخرج دخان بيعمي؟!). وهنا نحن لا نقلل من قيمة المدرب الحكيم، و إنما القصد حصر مهمة الحكيم في أيام و مباريات معدودة. وهذا ما دفع إلى الدهشة و التساؤل: لماذا؟ لماذا أساء اتحاد الكرة لنفسه أولاً في أن اختار مدرباً لمدة شهر تقريباً، في الوقت الذي يحتاج المنتخب إلى مدرب يستمر معه ليكون هناك الاستقرار و الوقت الكافي للعمل و الوصول إلى الهدف مع بدء التصفيات مطلع أيلول القادم؟!!‏‏

و إذا كان اتحاد الكرة - ونقصد طبعاً أصحاب الحل والربط فيه،لأنه لا يوجد اتحاد فعلياً- على ثقة و قناعة بالحكيم لماذا جعل مهمته مؤقتة؟ علماً أن هذا القرار يعني العكس تماماً و هو عدم الثقة بالحكيم و أن الاتحاد أراد (تمشاية) الأمور إلى ما بعد دورة تايلاند ليس إلا؟!‏‏

ومن جهة أخرى فإن الكابتن الحكيم أساء لنفسه أيضاً و فتح الباب ليكون موضع نقد وتعليق عندما قبل أن يكون مدرباً مؤقتاً. و بصراحة لم يترك المجال لأحد للدفاع عنه. علماً أن من الواجب اليوم و قد اختير ليكون على رأس المنتخب أن نقف معه و أن ندعم المنتخب مهما كان القرار و مهما كانت الآراء فيه .‏‏

رسالة واضحة‏‏

تحركات اتحاد الكرة المختزلة في شخصين (الرئيس و نائبه) و القرارات و ردود الأفعال، ومن ثم القرار الأخير و ليس الآخر ، هذا كله فيه رسالة مهمة للكثيرين الذين تناولوا المدربين الوطنيين الذين حاورهم الاتحاد ولم يتفق معهم بالإساءة و الافتراء، ومنهم من تحدث منظّراً ، وهو الذي يشهد تاريخه بالكثير من التناقضات و السلبيات. وليت هؤلاء يعلمون اليوم لماذا فشلت المفاوضات و التي هي لم تكن مفاوضات على قبول المهمة، بقد ما كانت مفاوضات لتوفير شروط النجاح لمن يريد أن يعمل و لما فيه مصلحة المنتخب و الوطن..‏‏

المدرب المحترف و الحقيقي لابد و أن يعرف مع من يعمل و على أي أساس و كيف ستكون الطريق التي سيعمل فيها. أما المدربون (بلا عمل) فمن الطبيعي أن يقبلوا بأي شيء، و هم يعرفون سلفاً أن نسبة النجاح ضعيفة في المباريات الكبيرة و الحاسمة و في ظل ظروف غير مناسبة.‏‏

أما الكلام عن الواجب و التضحية فهذا كلام نظري لأن الواجب و الصدق في العمل و في المهام التي يكلف بها أي إنسان، تتطلب الوضوح و الشجاعة و الصدق مع الذات أولاً، و المطالبة بشروط النجاح مهما كانت طالما أنه بالإمكان توفيرها و هي ليست شروطاً تعجيزية.‏‏

تأكيد الدعم‏‏

و أخيراً نؤكد دعمنا و وقوفنا إلى جانب المنتخب و المدرب الكابتن أيمن الحكيم في مهمته المؤقتة هذه، ونتمنى لهم النجاح و التوفيق و أن يكونوا إن شاء الله على الطريق الصحيح الذي يوصلنا إلى الدور النهائي من تصفيات المونديال ونحن في أفضل حال من الجاهزية.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية