تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


(حائرات).. قضايا شائكة في عالم يغلي

فنون
الأربعاء 13-3-2013
يتابع المخرج سمير حسين تصوير مسلسله الاجتماعي المعاصر (حائرات) في عدد من الأماكن المتفرقة في دمشق ، وهو من تأليف أسامة كوكش وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي

وتمثيل عدد من النجوم ، منهم : رشيد عساف ، أسعد فضة ، سوزان نجم الدين ، مصطفى الخاني ، نادين خوري ، فاديا خطاب ، جهاد سعد ، فايز قزق ، جيانا عيد ، تيسير ادريس ، عبد الرحمن أبو القاسم ، مرح جبر ، مروة أحمد ، ناهد حلبي ، ميرنا شلفون ، لينا دياب ، أحمد رافع ، مجد فضة ..‏

انعكاسات الأزمة‏

تدور أحداث المسلسل حول مجموعة من النساء المختلفات فيما بينهن من ناحية الأوضاع الاجتماعية فيتم رصد أحلامهن وآلامهن وآمالهن ، ويثير العمل عدداً من الموضوعات الشائكة كالعنوسة والطلاق والهجران الزوجي والرغبة في الانجاب والعنف الجنسي ومشكلات قانونية تتعلق بحضانة الأطفال , ومشكلات الشباب وانحرافهم وتأثير أصدقائهم عليهم وغفلة الأهل , والاغتصاب ، مرض السرطان عند الأطفال والجمعيات التطوعية التي تعمل على هذا الموضوع .. إضافة إلى موضوعات أخرى مثل الفساد والبيروقراطية ، ويجتمع أبطال العمل بشكل رئيسي في إحدى الدوائر الحكومية كموظفين لكل واحد منهم حياته وهمومه وأحلامه وآماله فتقوده دروب الحياة نحو مصائر قد تكون إيجابية أو سلبية حسب خياراته . كذلك تلقي الأزمة التي تمر بسورية بظلالها فنشاهد التأثير السلبي لها على حياة الشخصيات من وجهة نظر اجتماعية وإنسانية ومعيشية بعيداً عن السياسية ، وهذا ما يؤكده المخرج بالقول (تركنا العمل خارج إطار الحالة السياسية والتحزب ، فالوطن فوق كل اعتبار ونحن مستمرون في الحياة) وبالتالي سيكون من ضمن أحداث المسلسل عمليات خطف وتفجير والازدحام على الغاز والمشكلات التي يمر بها المجتمع السوري حالياً .‏

نسائي بامتياز‏

ويرى المخرج أن مسلسله نسائي بامتياز ، يقول : (مما لا شك فيه أن هناك الكثير من الأعمال التي قدمت عن المرأة ، ولكن فرادة المسلسل الظروف التي تعصف بحال المرأة ، وأعتقد أنه سيكون عملاً جديداً ومختلفاً في الدراما السورية حالياً ، فالمرأة هنا تتحرك ضمن مفردات أزمة مركبة ومعقدة للغاية ونتابع انعكاسها عليها) . وحول الآلية التي حكمت تناول الموضوعات الاجتماعية التي تلامس الخطوط الحمراء يقول (سيكون العمل دافئاً ويقدم مختلف الشرائح ، سواء الغني الذي بقي يعمل في سورية ولم يغادرها أو الفقير ومعاناته ، ومن ضمن هؤلاء سنرى مجموعة من الصبايا وكيف يستقبلن الحياة ، ويحاولن الهرب من الأزمة حيث تفكر إحدى الحائرات بالزواج وأخرى بالعودة إلى المنزل ، بينما تلجأ حائرة منهن لمساعدة طفل مصاب بمرض السرطان ، وهناك حائرة تصاب بالسرطان فتبدأ بنبش الداخل . وهذه العناوين كلها ستُقدم باحترام ورقي، ليس بسبب الرقابة وإنما احترام لتركيبة مجتمعنا ، فينبغي تقديم الواقع والتحريض نحو إعادة قيمنا الأخلاقية للوضع الصحيح الذي تربينا ونشأنا عليه) .‏

وحول سؤال إن كان من الممكن فقدان العمل لطزاجته وآنيته إن عرض العمل في رمضان وكانت الأزمة قد حلت قبله ، يقول : ما حدث في سورية لم يحدث بكل تاريخها ، وبالتالي يبقى في الذاكرة لفترة طويلة ، والحقيقة أن ما جرى هنا يحتاج إلى الكثير من الأعمال فهناك تفاصيل يمكن أن تستلهم منها موضوعات فنية هائلة ، فما بالك إن كنت تبدأ من البدايات في طرح أزمة حاضرة فكيف ستفقد طزاجتها ؟. وحتى في حال انتهاء الأزمة نعيد ترميم ذاتنا ، فنحن بحاجة إلى أن نستلهم مما حدث ونربي أولادنا على ألا يتكرر لأنني لا أتمنى أن يحدث ما جرى في سورية بأي بلد في العالم .. باستثناء ما يسمى العدو الصهيوني .‏

الشخصيات‏

يؤدي الفنان جهاد سعد دور زهير وهو انسان إيجابي وانضباطي يحترمه الجميع ، مدافع عن الحق وملتزم بالقانون ، وعلى الرغم من أنه لا ينجب أطفالاً لكن هذا الأمر لا يمنع زوجته من العيش معه حياة جيدة ، أما الفنان تيسير ادريس فيجسد شخصية عدنان المتقاعد الذي تدفعه وحدته للزواج من سعاد التي وصلت إلى عمر الخمسين ، ترفضها ابنته بداية لكن لا تلبث أن تتقبلها على العكس من شقيقها الذي يتقبلها بداية ومن ثم يرفضها عندما تحصل المفاجأة غير المتوقعة ويظهر الحمل عليها .‏

أما الفنان مصطفى الخاني فيلعب دور راغب الذي يحاول إقامة علاقة مع فتاة لكنها ترفضه ما يدفعه إلى وضع مخطط للانتقام منها والاعتداء عليها إلا ان ضميره لا يلبث أن يؤنبه ، حول خصوصية الشخصية يقول : راغب ينطوي على كثير من المتناقضات في حياته، على نحو لا يمكن أن تصدر حكماً نهائياً عليه، فهو كريم وأناني ، قاسٍ وحنون ، ملتزم ومنفلت في الوقت نفسه ، فيأتي بالفعل ونقيضه ، وفي كل مرة يردم المسافة بين الفعل ونقيضه بالندم , يحاول أن يبدأ من جديد بداية صحيحة لكن يجد نفسه في مواجهة المجتمع الذي لا يساعده على ذلك . وهو يدرك التناقضات التي في حياته، لكنه في كل مرة يحاول أن يصلح غلطه بغلط أكبر، ومن تلك الأخطاء ما يغير في مصائر شخصيات من حوله، على نحو تراجيدي مؤلم، لا ينفع معه الندم . والمأساة الحقيقية وربما الأكبر في حياته أنه يحب بصدق لكن أكثر من يقوم بإيذائه هم أولئك الذين يحبهم , وهنا يبدو مقتل الشاب. وفي وقت يبدو أن ضحايا راغب ممن حوله كثر، إلا أن أحداث العمل ستكشف أنه هو ضحية أيضاً .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية