تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل اغتالت السي آي ايه أوغو شافيز؟

عن موقع Press t.v.
ترجمة
الأربعاء 13-3-2013
ترجمة رندة القاسم

قبل أكثر من عام، و عبر الإذاعة الوطنية الفنزويلية قال شافيز: «أنا لا أعلم و لكن... من الغريب جدا أننا رأينا «لوغو» يصاب بالسرطان، و «ديلما» عندما كانت مرشحة،

و أنا عندما أصبحت في سنتي الانتخابية، و «لولا» منذ زمن‏

غير طويل و الآن «كريستينا»... و حتى وفق قانون الاحتمالات، يبدو من الصعب جداً شرح ما الذي يحدث لبعض قادة أميركا اللاتينية، على الأقل الأمر غريب، غريب جدا».‏

بالتأكيد غريب، غريب جداً، وإذا كنت تعتقد أن الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، والبرازيلي ديلما روسيف، ورئيس الباراغواي فيرناندو لوغو، والقائد البرازيلي السابق لولا (و هؤلاء هم أكثر قادة أميركا اللاتينية عداء لامبراطورية الولايات المتحدة الأميركية) قد أصيبوا كلهم صدفة بالسرطان و بنفس الوقت تقريباً، عندها ستكون من المهووسين بنظرية الصدفة.‏

هل أنا واثق 100% من أن السي آي ايه قتلت هوغو شافيز؟ بالطبع لا، فربما كانوا قتلة غير حكوميين يعملون لمصلحة أصحاب مصارف.‏

و لكن بلا شك الحكام في امبراطورية الولايات المتحدة مسؤولون عن اصابة شافيز و قادة أميركيين لاتينيين آخرين بالسرطان، و كيف نعلم هذا؟ فقط ابحث في تاريخ الامبراطورية.‏

فابيان ايسكالانتيه ، الحارس الشخصي لفيديل كاسترو، يقدّر محاولات قتل السي آي ايه للرئيس الكوبي ب 638 محاولة. و طرق السي آي ايه كانت تشمل سجائر متفجرة، دهن مواد بيولوجية على ملابس كاسترو للسباحة، حبوب مميتة، باكتيريا سامه في القهوة، منصة متفجرة، قناصة، و صدفات بحرية متفجرة.‏

محاولات الاغتيال ضد كاسترو تشبه أفلام توم و جيري، حيث السي آي ايه هي القط القاتل الأخرق، والرئيس الكوبي هو الفأر الذكي المحظوظ. بل ربما يقول البعض إن نجاة كاسترو في وجه 638 محاولة اغتيال من قبل أكبر قوة في العالم، ما هو إلا دليل على أن إلحاد الرئيس الشيوعي غير صحيح، فلا بد أن الرب او على الأقل ملاك حارس، كان يراقب فيديل كاسترو طوال الوقت، و لنترك اللاهوت جانباً ونقول: إن محاولات السي آي ايه اللامنتهية لقتل كاسترو تمنح الدليل على أن سلطات الولايات المتحدة لن تقف عند حد في محاولاتها قتل أعدائها الأميركيين اللاتينيين.‏

في كتابه (اعترافات قاتل اقتصادي مأجور) و الذي حقق مبيعات كبيرة، يزودنا جون بيركينز بالمزيد من الأدلة على أن أصحاب المصارف المسيطرين على حكومة الولايات المتحده يقومون بشكل روتيني بقتل رؤساء الدول باستخدام قتلة سريين أو من السي آي ايه.‏

خلال عمله الذي وصفه ب «قاتل اقتصادي مأجور»، حصل بيركينز على المعلومات المباشرة حول كيفية احتفاظ المصارف الدولية الكبرى بسيطرتها على أميركا اللاتينية و أماكن أخرى. كان عمل بيركينز هو زيارة قادة الدول الأجنبية و إقناعهم بقبول قروض لا يمكن سدادها، لماذا؟‏

يريد المصرفيون اخضاع هذه الدول لاستعباد الدين، فعندما تفلس الدولة يضع المصرفيون أيديهم على المصادر الطبيعية للدولة و يشكلون سيطرة كاملة على الحكومة و الاقتصاد.‏

كان بيركينز يلتقي مع قائد الدولة المستهدفة و يقول: « في إحدى يدي توجد سندات بمئات الدولارات ، اما في الأخرى فتوجد رصاصة، و أي منهما تختار؟ « و إذا قبل القائد بالقرض عندها يكون قد استعبد دولته، و سيحصل على مكافأة ، أما اذا غضب وطرد بيركينز من مكتبه، سيستدعي المصرفيون «الكويكبات» من أجل اغتيال رئيس الدولة غير المتعاون.‏

أما «الكويكبات» فهم أكثر قتلة العالم خبرة و كلفة. إنهم يعملون وفق عقود أحياناً مع السي آي ايه، و أحيانا مع أصحاب مصارف، و أحيانا لمصلحة أشخاص، و رغم أن خبرتهم تتعلق بالتسبب بحوادث تحطم الطائرات، إلا أنهم قادرون على قتل أشخاص بما فيهم قادة دول بعدد كبير من الطرق.‏

وهذا ليس مجرد تخمين، ففي الواقع يعرف جون بيركينز بعضاً من هؤلاء القتلة المحترفين المرتبطين بالسي آي ايه بشكل شخصي. و قد شهد جرائم قتل قادة أميركيين لاتينيين، و أهدى كتابه «اعترافات قاتل اقتصادي مأجور» لصديقيه المقتولين الجنرال توريجوس من باناما و الرئيس جيم رولدوس من ايكوادور، و كلاهما قتل من قبل «كويكبات» مرتبطة بالسي آي ايه في حوادث طيران مدبرة.‏

هل سبب القتلة المرتبطون بالسي آي ايه السرطان لضحاياهم؟ يبدو أنهم فعلوا، أحد الضحايا البارزين هو جاك روبي، عضو في عصابة مجرمين كان ذات يوم قاتلاً محترفاً، و آخر أعماله قتل لي هارفي أوزوالد قاتل جون كينيدي في مقر شرطة دالاس. و توسل روبي لأجل أخذه الى واشنطن ليقول القصة الحقيقية لجريمة جون كينيدي، و لكن عوضاً عن هذا مات في السجن جراء سرطان مفاجئ و غامض، قبل التمكن من بوح الحقيقة.‏

هل حاولت «كويكبات» السي آي ايه قتل قادة أميركا اللاتينية بالسرطان؟ و الجواب هو «نعم» بلا شك.‏

كتاب «قرد الدكتوره ماري» بقلم ايدوارد هاسلام قدم الاثبات على ما قاله المدعي العام في قضية اغتيال جون كينيدي و هو أن عميل السي آي ايه دايفيد فيري، أحد قتلة كينيدي، قام بتجارب واسعة على فيروسات مسببة للسرطان لمصلحة السي آي ايه في مخبره المنزلي. و الهدف هو اصابة فيديل كاسترو و قادة أميركيين آخرين بالسرطان. (فيري نفسه قتل على يد السي آي ايه بعد وقت قصير من دعوته للشهادة في المحكمة حول دوره في اغتيال جون كينيدي).‏

و باختصار، نعلم أن المصرفيين المسيطرين على حكومة الولايات المتحدة يحاولون بشكل روتيني قتل أي قائد أميركي لاتيني يرفض أن يكون دميتهم. و نعلم أنهم قادوا آلاف محاولات الاغتيال ضد قادة لاتينيين، بما فيها أكثر من ستمئة محاولة ضد كاسترو وحده. و نعلم أنهم أجروا تجارب على فيروسات مسببة للسرطان ، و قتلوا أشخاصاً بالسرطان منذ ستينيات القرن الماضي.‏

إذاً، إن اعتقد أحدهم أن موت هوغو شافيز كان طبيعياً، فإني أخشى أن أقول إنه ساذج الى أقصى حد.‏

كاتب المقال واحد من أشد الناقدين الأميركيين للحرب ضد الإرهاب.‏

 بقلم دكتور كيفين باريت‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية