تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سورية.. مبادرة للحوار في مواجهة التآمر الغربي المكشوف

عن موقع Mondialisation. ca
ترجمة
الأربعاء 13-3-2013
ترجمة : محمود لحّام

سعى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال جولته الأوروبية والشرق أوسطية الأخيرة إلى حشد المزيد من الدعم و الإجماع مع حلفاء الولايات المتحدة الغربيين والعرب

وذلك في سياق الإعداد لمؤتمر «أصدقاء سورية»‏

الذي عُقد في روما في 28 شباط الماضي .وأثناء جولته أشار كيري إلى تغيير في سياسة الولايات المتحدة فيما يتعلق بالتسليح العلني» للمعارضة السورية» التي تخوض حرباً أمريكية بالوكالة بهدف إسقاط الحكومة السورية .‏

لقد رسم كيري هذه اللعبة السياسية المرتبة بعناية بالاشتراك مع نظرائه في بعض الدول الأوربية بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وايطاليا وألمانيا، وكذلك مع «المعارضة السورية» ذاتها التي كانت قد هددت مسبقاً بمقاطعة القمة وعدم حضور جلساتها فيما يبدو أنه خلافٌ على المكاسب، ما يضع«أصدقاء سورية » في حرجٍ في ظل غياب الطرف المعني الذي يزعمون مصادقته .‏

خلال جولته في العواصم الأوربية وأثناء لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزير خارجيته وليم هيغ استغلّ كيري هذا التوقيت ليطلق وعوداً بدعمٍ أمريكي إضافي، وقال: إن شكل هذا الدعم سيتضح وسيتم الكشف عنه خلال لقاء روما، كما ستتم مناقشة الإجراءات الأمريكية الأخرى التي تصبّ جميعها في سياق دعم المعارضة المسلحة .‏

المفارقة هي إصرار الولايات المتحدة على الادعاء أنها لا تزال تسعى لحل سياسي للحرب في سورية بينما أفعالها وتصرفاتها تشير إلى عكس ذلك تماماً، وها هي تصريحات كيري تؤكّد هذا : « نحن مصممون على ألا نترك المعارضة السورية مهملة ومعلقة في الهواء ، أريد من أصدقائنا في « الائتلاف الوطني السوري » أن يعرفوا أننا لسنا قادمين إلى روما كي نتحدث فقط ، بل نحن قادمون كي نتخذَ قراراً حول الخطوات التالية ، الشيء ذاته أكّده وليم هيغ الذي أشار إلى دعم المملكة المتحدة للمعارضة السورية سياسياَ وعسكرياً متعهداً باستمرار هذا الدعم .‏

مؤتمر روما ناقش القضايا المتعلقة بتكثيف المساعدات العسكرية، و خاصة في سياق التقارير التي أوردتها صحيفة نيو يورك تايمز والتي نقلت أن شحنات الأسلحة المرسلة للمعارضة في ازدياد و ذلك بتمويل من دول الخليج وقد تم شراؤها من كرواتيا وبعض دول أوربا الشرقية ، وقيل إن هذه الأسلحة قد تمّ شحنها عبر الأردن وتركيا .‏

ديفيد اوتاوي من مركز وورد ويلسون انترناشيونال صرّح أنها عملية أمريكية سعودية أردنية، وهي ذات المجموعة التي عملت سابقاً على إسقاط صدّام حسين، ولا أعتقدُ أن الأردن يقوم بهذا العمل لوحده ومن تلقاء ذاته.‏

وعلى الأرض أكّد أحد قادة الجماعات المسلحة حصولهم على أسلحة مضادة للطائرات وأسلحة دفاعية ثقيلة قدّمتها دولٌ عربية وغير عربية مؤخراً، وقال العديد من المسلحين لرويترز إن شحنة من الأسلحة وصلت مؤخراً إلى سورية الشهر الماضي من تركيا مكونة من معدات محمولة على الكتف وأخرى متنقلة بما في ذلك الأسلحة المضادة للطائرات والخارقة للدروع ومدافع الهاون وقاذفات الصواريخ، وقد تمّ توزيع هذه الأسلحة على هؤلاء المسلحين بالإضافة لمبالغ وأموال مقدمة من دول عربية، وحسب رويترز فقد رفض أفراد « ميليشا الجيش الحر » تسمية الطرف الذي قدم الأسلحة الجديدة بزعم أنهم لايريدون إحراج من يدعمهم في الخارج، لكنهم ذكروا أن الشحنة الأخيرة وصلت عبر تركيا.‏

لقد شاهد مصور يعمل لمصلحة وكالة رويترز في دمشق أسلحة غربية في أيدي المسلحين، من بينها بنادق هجومية M4 أمريكية وبنادق شتاير نمساوية الصنع، وقال أحد قادة المسلحين : بخصوص المال والأسلحة المقدمين ، إن الأمر في الواقع هو أننا قمنا بالدفع مسبقاً، فتمويل هذه الصفقات تقدمه الدول التي ستشارك في إعادة إعمار سورية !!‏

وهكذا وبعد تصريحات كيري في لندن، تستعد إدارة أوباما لإزالة القيود المفروضة على المعدات ذات الاستخدام المزدوج مثل أجهزة الاتصالات والسترات الواقية من الرصاص ومعدات الرؤية الليلية، وذكرت شبكة CNN أن التغيرات في السياسة الأمريكية تجاه سورية هي قيد النقاش مع حلفاء الولايات المتحدة، وأضافت الشبكة أن كل دولة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي سوف تقرر ما ستزود به المسلحين .‏

أمام ازدواجية ونفاق الولايات المتحدة وحلفائها الأوربيين وادعائهم السعي لحل سياسي يظهر بوضوح دفع هؤلاء باتجاه قلب وتغيير الحكومة السورية من خلال العمل مع وكلائهم في المنطقة ( تركيا والسعودية وقطر)، في هذه الأثناء دعا سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي إلى دعم مبادرة الرئيس بشارالاسد بفتح حوار مع المعارضة كحلٍ للخروج من الأزمة .‏

 بقلم : كريس مارسدين‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية