تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اليونيسيف وأطفال فلسطين.. تقريرإلى أدراج النسيان!

شؤون سياسية
الأربعاء 13-3-2013
دينا الحمد

لاشك أن التقارير التي تصدرها مؤسسات الأمم المتحدة والتي تفضح الإرهاب الإسرائيلي وتوثق انتهاكاته ضد الشعب العربي الفلسطيني هي إيجابية وتخدم قضية هذا الشعب المناضل،

لكن المثير للسخرية هو طريقة تعاطي المجتمع الدولي وآليات عمله تجاه هذه التقارير التي تذهب إلى أدراج النسيان وخزائن الأرشيف في المنظمة الدولية وكأن شيئاً لم يكن لأن الولايات المتحدة تسيطر على القرار في الأمم المتحدة وتفرض قراراتها على كل مايدور في أروقتها.‏

ومثال هذه المفارقة المثيرة للاستغراب طريقة تعامل هذا المجتمع الغربي الذي يدعي دفاعه عن حقوق الإنسان مع تقرير منظمة اليونيسيف الذي يفضح ممارسات الكيان الإسرائيلي ضد الأطفال الفلسطينيين، حيث مر التقرير مرور الكرام ولم تقم منظمات حقوق الإنسان بالاستنفار ولم تتبعها وسائل الإعلام العالمية بتسليط الأضواء على تفاصيل الجريمة الإسرائيلية بحق هؤلاء الأطفال فماذا تضمن التقرير وماذا كانت النتيجة؟!.‏

فقد أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف أن الأطفال الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي يتعرضون لسوء معاملة منتشر ومنتظم وممنهج، وقالت المنظمة في تقرير لها إن سوء معاملة الأطفال الفلسطينيين في نظام الاعتقال العسكري الإسرائيلي يبدو منتشراً ومنتظماً وممنهجاً مضيفة أنه في أي بلد آخر لايحاكم الأطفال بشكل روتيني أمام محاكم عسكرية للقاصرين والتي بحسب التعريف لاتوفر الضمانات اللازمة لاحترام حقوقهم.‏

وأكدت أن التحقيق مع الأطفال في سجون الاحتلال يجمع بين التخويف والتهديدات بالإضافة إلى العنف الجسدي مع هدف واضح وهو إجبار الطفل على الاعتراف موضحة أنه تم تقييد الأطفال خلال الاستجواب ولفترات طويلة في بعض الأحيان ما سبب لهم آلاماً في أيديهم وظهورهم.‏

واعتبرت أن هذه الممارسات تخرق القوانين الدولية التي تحمي كل الأطفال من سوء المعاملة عندما يكونون على اتصال مع مؤسسات عسكرية وقضائية.‏

وأوصت المنظمة في تقريرها الذي حمل عنوان «مشاهدات وتوصيات» باتخاذ التدابير الكفيلة لحماية أطفال فلسطين ومعاملتهم بما يتماشى مع اتفاقية حقوق الطفل وبقية المعايير الدولية في هذا الإطار.‏

ولتوثيق جرائم إسرائيل ضد الطفولة فإن وثيقة اليونيسيف شملت تحليل الاطار القانوني للقضية وكذلك شهادات الأطفال المعتقلين وكيف تعرضوا للتعذيب أثناء احتجازهم.‏

كما أكدت الوثيقة على النتائج التي توصل إليها المقرر الخاص حول وضع حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة واللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة حول الممارسات الإسرائيلية ضد المعتقلين الفلسطينين.‏

وتقدر اليونيسيف أعداد الأطفال الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال بنحو 700 طفل تتراوح أعمارهم بين 12 و17 سنة تم احتجازهم بعد أخذ اعترافاتهم بالإكراه وأن التحقيق معهم يجمع عادة بين التخويف والتهديد بالإضافة إلى العنف الجسدي والعزل الانفرادي والاعتداء الجنسي حيث يقوم الأطفال بالتوقيع على أوراق مكتوبة باللغة العبرية التي لايفهمونها.‏

ولعل المفارقة الأكبر أن المستشار الإقليمي لليونيسيف (جان نيكولابوز) يقول إن إسرائيل هي المكان الوحيد في العالم الذي يتم فيه اعتقال الأطفال بشكل ممنهج وأمام محاكم عسكرية لكن الذي لم يقله المستشار المذكور أن إسرائيل هي الوحيدة المعفاة من المساءلة والتحقيق والعقاب وأن التقارير التي تجرمها تذهب كالعادة إلى أدراج النسيان في المنظمة الدولية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية