تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«توديز زمان»التركية: الغزو الأميركي للعراق أدى لتراجع مكانة الولايات المتحدة دولياً

أنقرة
سانا-الثورة
أخبار
الأربعاء 13-3-2013
ما تزال قضية الغزو الاميركي للعراق في 2003 تأخذ أبعادها وتأثيراتها السلبية على الساحة الدولية بعد ان تركت هذه الحرب القذرة آثارها الدموية والتدميرية على العراق وشعبه

والتي ما تزال سمومها تشهد عليها في الوقت الحالي، ورغم هزيمة الولايات المتحدة في هذا البلد وخروجها منه منذ وقت قريب، إلا ان هذه الحرب تركت آثارها أيضا على المجرمين الاميركيين الذين استباحوا اراضي الشعوب وسرقوا امنها استقرارها ومن هنا فإن الحرب ربما أضعفت المكانة الاميركية عالميا مع معارضة دول عديدة لهذا الارهاب الاميركي الذي لم يكن إلا لتأمين مصالحه في هذه المنطقة من العالم الامر الذي قد يشكل خطرا قادما على المركز الاميركي دوليا وفي هذا الاطار قالت صحيفة توديز زمان التركية إن هذا الغزو للعراق انتهى بالعديد من العواقب غير المتوقعة بالنسبة للولايات المتحدة وأهمها هو التراجع الكبير لمكانتها الجغرافية والاستراتيجية على الصعيد العالمي وخسارتها لنفوذها الجيوسياسي في الشرق الأوسط وجنوب غرب آسيا وآسيا الوسطى.‏

وتابعت الصحيفة ان تكلفة الغزو الاختياري الذي شنته الولايات المتحدة على العراق لا تشمل فقط تكاليف الحرب نفسها ولكن ايضا الضرر الذي تسببت به لعلاقاتها مع الشعوب في الشرق الأوسط وجنوب غرب ووسط آسيا حيث ان النتيجة الرئيسية لهذا الغزو هي خسارة الولايات المتحدة لهيبتها بدرجة هائلة بين شعوب المنطقة حيث انهم ينظرون إلى الغزو على انه محاولة أميركية لتأمين استمرار هيمنتها في المنطقة وعلى الشعوب والمواد الخام وخاصة في مصادر النفط والغاز.‏

وأضافت الصحيفة أن الآثار الناجمة عن غزو العراق والتي يبدو أن النخب السياسية والاقتصادية سواء في واشنطن وفي الولايات المتحدة ككل لا يستوعبونها تشكل الآن تحديات خطيرة للمؤسسات الأمريكية .‏

وقالت الصحيفة ان الشعب العراقي تحمل تكلفة ضخمة اثر هذا الغزو نظرا إلى أن عدد سكان العراق خلال السنوات التسع من الغزو بلغ بالمتوسط 28 مليون نسمة حيث تشير التقديرات إلى أن واحدا من كل أربعة أطفال عراقيين دون سن 18 فقد أحد والديه أو كليهما.‏

وأكدت الصحيفة أن الضرر الذي لحق بالبنية التحتية للكهرباء والصناعة والصرف الصحي والمياه والطرق بسبب الغزو وعمليات القصف التي نفذتها الولايات المتحدة وحلفاؤها كان هائلا حيث دمرت العديد من مؤسسات الدولة جراء القصف والنهب كما تم نهب كنوز العراق التاريخية والمحفوظات الوطنية عدا عن الدمار الواسع الذي لحق بالمنازل والمباني والجامعات والمرافق الطبية والصحية.‏

وتابعت الصحيفة ان خفض عديد قوات الولايات المتحدة في أفغانستان وباكستان تأثر بشكل كبير بكارثة غزو الولايات المتحدة للعراق حيث ان سوء ادارة هذا الغزو كان مأساويا واسفر عن مقتل نحو 4490 جنديا أمريكيا واصابة نحو 50 ألف جندي اخرين. ونقلت الصحيفة عن تقرير صدر مؤخرا عن مكتب الجراحة العام العسكري في الولايات المتحدة أن 253330 مجندا ومجندة عانوا إصابات في الدماغ نتيجة لغزو العراق وأفغانستان. بينما وجدت دراسة احدث من جامعة براون ان تكلفة الحربين بما في ذلك الرعاية الطبية على المدى الطويل تقارب 4ر4 تريليونات دولار أي 24 بالمئة من العجز الحالي في ميزانية الولايات المتحدة‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية