تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مجلس التآمر الخليجي

معاً على الطريق
الأربعاء 13-3-2013
علي نصر الله

من يتذكر تاريخ تأسيس مجلس التآمر الخليجي، ومن يتذكر تاريخ تأسيس مجلس التعاون العربي، ومجلس التعاون المغربي أو ما سمي باتحاد المغرب العربي،

وهل وقع أحد على حقيقة تأسيس هذه المجالس؛ لماذا أسست؛ وما الدوافع لتأسيسها، وهل اكتشف أحد حينها أن هذه المجالس شكلت بهدف محاولة عزل سورية ولبنان ؟!.‏

هذه المجالس أنشئت؛ وأسست؛ وشكلت لتضم كل الدول العربية باستثناء سورية ولبنان، وبقيت الدولتان الشقيقتان خارج أي أطر عربية الا الجامعة التي كانت وما زالت غلافا كرتونيا معطلا بقرار (داخلي - خارجي) أسه النفطيون الخليجيون الذين يتلقون الأوامر كل صباح عبر الهاتف من واشنطن التي تدير شؤون البلاد والعباد في ممالك وامارات النفط والغاز.‏

قد يسأل سائل: لماذا نسجل هذه العودة في التاريخ الى العام 1981 حيث تشكل مجلس التآمر الخليجي، والى العام 1989 حيث كان اعلان تشكيل المجلسين الآخرين، ونحن اذ نمتلك الاجابة الكاملة التي لا نرغب في تقديمها الآن؛ نود ممن قد يطرح هذا التساؤل أن يذهب في الذاكرة السياسية الى أيار 2011 حيث وجه مجلس التآمر الخليجي الى المغرب ثم الى الأردن الدعوة للانضمام الى المجلس؛ كي يكتشف السائل بنفسه دوافع تشكيل تلك المجالس، ودوافع الدعوة لانضمام المغرب والأردن لمجلس التآمر الخليجي!!.‏

واذا ما تعذر على السائل اكتشاف الحقيقة، فاننا ندعوه الى محاولة البحث في نجاح هذه المجالس، من عدمه، بتحقيق الأهداف والغايات التي تم الاعلان عنها آنذاك، كي يجد بنفسه أن ليس هناك من أهداف سوى الأهداف السياسية التي تخدم اسرائيل، وتسهم في تصفية القضية الفلسطينية؛ وفي وأد فكرة المقاومة الوطنية اللبنانية التي كانت بدأت تنشأ حينذاك؛ وتالياً لانهاء الانتفاضة الفلسطينية الأولى ... من يتذكر ؟!.‏

وحتى لا نتهم بأننا نذهب بعيدا في قراءة تلك الحقبة من تاريخ العرب، ولطالما طرقنا أبواب الذاكرة فلا يضير في شيء استعادة شريط الأمس القريب ومواقف ملوك السفلس - ولاسيما ذاك الذي كان يستعذب الاقامة في جدة - من الاجتياح الاسرائيلي للبنان ووصول شارون الى بيروت، كما لا يضير في شيء استعادة موقف ملوك وأمراء النفط والغاز من الحرب العراقية - الايرانية، وموقفهم من العديد من القضايا المطروحة التي ربما لن يكون آخرها موقفهم من مكتب مقاطعة اسرائيل!.‏

لم يتفاجأ السوريون بما يقوم به ملوك وامراء الخليج اليوم من أدوار قذرة؛ فقط لأن السوريين كانوا يعرفونهم، غيرأن المفاجأة التي صدمت السوريين هي اكتشافهم مناسيب الحقد المرتفعة لدى هؤلاء تجاه سورية؛ لا لأمر يتعلق بكثرة أو قلة أفضال سورية عليهم جميعا، بل لأنهم أخفقوا في تعلم معاني الكرامة والعزة من السوريين.‏

اليوم هناك من يسأل لماذا يتخذ مجلس التآمر الخليجي قرارات ضد سورية، ولماذا يريد تدميرها، وما الهدف من اسقاط الدولة السورية، ولماذا اختطف الخليجيون الجامعة واستصدروا منها قرارات ضد سورية، لكن ليس هناك من أحد بين السوريين يطرح مثل هذه التساؤلات، غير أن السوريين كل السوريين يرغبون في توجيه عدد من الأسئلة للعرب كل العرب؛ مثقفين؛ ورجال علم ودين واقتصاد؛ وشعوبا: هل تقبلون أن تحكمكم عباءات العمالة والتآمر، وما موقفكم مما تفعله أنظمة الاستبداد، وما مصلحتكم، كل من موقعه، باستعداء السوريين ؟.‏

واذا كنتم وقعتم تحت تأثير الاعلام المضلل؛ واعتقدتم للحظة أن ما جرى في تونس ومصر وليبيا واليمن؛ وما يجري في سورية؛ ثورات فجرها الشباب العربي الباحث عن حرية مفقودة، فهل ينعم الشباب في دويلات العائلات المستبدة في الخليج بالحرية، أم أن شعب وشباب الخليج استثناء وغير مؤهل لفهم معاني الحرية والديمقراطية حتى لو وجد من ينفق على تثويره مليارات الدولارات ومبالغ خرافية كما فعلت قطر والسعودية في مصر وليبيا وتفعل اليوم لتدمير سورية والعراق؟.‏

ربما لم نكن بحاجة للعودة الى شريط الذكريات، ولا لإظهار كل هذه المفارقات لندلل على حقيقة مملكات وامارات الزيف؛ ولنؤكد أن مجلسها هو مجلس للتآمر على الأمة وقضيتها؛ ولنعري ملوكهم وأمراءهم على هذا النحو بصفتهم عملاء أجراء للصهيونية العالمية ولأميركا وذيلها الأوروبي .. هذه حالهم وما كان لهم أن يستمروا لو لم يكونوا على هذه الحال .. لكن للضرورة أحكام، وربما يكون لنا حديث آخر فيهم قبل أن يندثروا.. وقبل أن يطوي شعبنا العربي المظلوم هناك صفحتهم الى الأبد.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية