|
لندن بل بدأت على ما يبدو بجذب دول أخرى لمشاركتها في هذا البرنامج حيث كشفت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن تورط بريطاني مباشر في عمليات الاغتيال التي تنفذها وكالة الاستخبارات الأميركية ضد أشخاص موضوعين على لائحة التصفية الأميركية. وثائق اطلعت عليها الصحيفة كشفت ان الولايات المتحدة قامت بانشاء مركز عمليات خاص للطائرات دون طيار في قلب ريف «لينكولنشاير» في بريطانيا وان وكالة الاستخبارات الأميركية «سي آي إيه» تستعين بتلك القاعدة في الغارات التي تشنها دون رادع أو مراقبة بتلك الطائرات في مناطق عدة بينها الشرق الأوسط وإفريقيا. وقالت الصحيفة إن بريطانيا متورطة في تأمين مراكز قيادة وسيطرة طائرات أميركية دون طيار مهمتها اغتيال المطلوبين لها ممن ترد أسماؤهم على لائحة الموت التي يشرف عليها أوباما شخصياً ويعطي موافقته على الأشخاص الذين يتم قتلهم بما في ذلك المواطنون الأميركيون المطلوبون. وأوضحت الصحيفة ان إحدى الوثائق التي تمكنت من الاطلاع عليها طلبت من موظفين مصرّح لهم أمنياً من الولايات المتحدة بأن يعملوا لدى قاعدة «وادينغتون» الجوية البريطانية في اطار برنامج الاغتيالات باستخدام طائرات دون طيار التي يطلق عليها بريديتورز والتي ساهمت بالفعل في مقتل الآلاف من الأشخاص بينهم الكثير من المدنيين في مناطق متفرقة ولاسيما باكستان والصومال واليمن. وأشارت وثيقة ثانية إلى أحد فنيي الاتصالات العاملين في القاعدة نفسها ودوره في تقديم الدعم اللازم لتنفيذ العمليات على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع. كما ان الوثائق تبين أن شركة «بوش غلوبال سيرفيسز» الأميركية التي تعنى بالتوظيف ووضع التصميمات وتوفير أبرز معدات الطائرات الآلية للجيش الأميركي قامت بانشاء مركز في «لينكولنشاير» يعتقد أنه في قاعدة «وادينغتون» الجوية. ويعتبر هذا الموقع أول مركز خاص بالطائرات الآلية في بريطانيا وسيتم تزويده بخمس طائرات آلية طراز «ريبر» مسلحة تسليحا كاملا بدءا من العام المقبل. وأثارت هذه الوثائق حفيظة سياسيين وناشطين في مجال حقوق الانسان الذين سارعوا إلى ادانة تقديم بريطانيا تسهيلات لعمليات اغتيال بطائرات دون طيار ونددوا باستخدام الولايات المتحدة للقواعد البريطانية بغية دعم عملياتها. وفي هذا الصدد قال كلايف ستافورد سميث رئيس إحدى الجمعيات الخيرية القانونية ان برنامج الطائرات الآلية الأميركية يعمل من قواعد سرية دون الالتفات إلى القانون مضيفاً ان الأدلة على أن القواعد البريطانية التي تخضع لإشراف سلاح الجو الأميركي وتدعم الطائرات الآلية الأميركية تورط بريطانيا في الدمار والإرهاب. من جهتها أكدت البارونة سارة لودفورد من حزب الأحرار الديمقراطيين البريطاني انه حتى بالنسبة إلى الاغتيالات الخاصة بالأشخاص المتهمين بالإرهاب، والتي تتم خارج إطار حرب معترف بها فإنها تشكل خرقاً لقواعد القانون الدولي الراسخة. وأكدت لودفورد ان على بريطانيا ليس فقط ان ترفض التعاون في عمليات القتل الأميركية غير الشرعية بل يتعين عليها أن تتحدى بشكل علني المحاولات التي تقوم بها الولايات المتحدة في هذا الشأن بعيداً عن الشرعية. بدوره قال البروفيسور مويل شاركي من جامعة «شيفليد» البريطانية وهو أحد أبرز الخبراء البريطانيين في طائرات دون طيار ان المطلوب ان يقدم الجيشان البريطاني والأميركي تفسيراً لمشاركة بريطانيا في برنامج الاغتيالات ويجب أن يعرف البريطانيون الهجمات التي تشن من الأراضي البريطانية. وجاء تقرير الصحيفة البريطانية ليكذّب تصريحات سابقة لمسؤولين بريطانيين سرّبوا معلومات لصحيفة الغارديان البريطانية يزعمون فيها رفضهم إقامة مراكز قيادة لطائرات دون طيار فوق أراضيها. كما جاءت المعلومات الجديدة لتثبت ان بريطانيا سخّرت أراضيها لعمليات اغتيال خطيرة تنفذ في شمال إفريقيا وفي الشرق الأوسط وفي أفغانستان وباكستان وانها أصبحت شريكاً أساسياً في كل جرائم القتل وعمليات التخريب التي ترتكبها الاستخبارات الأميركية من خلال غارات طائرات دون طيار باسم مكافحة الإرهاب. |
|