تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دفاع عن الديمقراطية أم انتهاك لحقوق الإنسان ؟

عن موقع : Voltairenet
ترجمة
الأثنين 6-8-2012
ترجمة: دلال ابراهيم

تعمل إدارة الرئيس اوباما من خلال تبنيها خطاباً منمقاً في دفاعها عن حقوق الإنسان ووعود نشر الديمقراطية , على توسيع مناطق حروبها والتي تنتهك فيها حقوق الإنسان وكذلك التطلعات الديمقراطية للشعوب .

دافعت الولايات المتحدة خلال 236 عاماً عن الديمقراطية في جميع الأنحاء , هذا ما أكدت عليه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال زيارتها إلى القاهرة . الأمر الذي يعني حذف 160 حرباً عسكرية تمتد لغاية أعوام الأربعينات شنتها الامبريالية الأميركية من التاريخ, ومنها تلك الحروب الباردة التي جرت في كوريا وفي فيتنام ولاوس وكمبوديا ولبنان والانقلابات التي أشرف عليها جهاز الاستخبارات الأميركية في غواتيمالا وأندونيسيا والبرازيل وتشيلي والأرجنتين , وحروب ما بعد الحرب الباردة في العراق والصومال ويوغسلافيا وأفغانستان .‏

ونفس مضمون هذا التعهد الذي تعهدت فيه كلينتون التزمت فيه إدارة الرئيس اوباما . وفي الواقع تغيرت استراتيجية الشرق الأوسط الكبير (الممتد من شمال أفريقيا إلى آسيا الوسطى ) التي أطلقها الرئيس الجمهوري بوش إلى استراتيجية الشرق الكبير في ظل عهد الرئيس الديمقراطي اوباما ( الحائز على جائزة نوبل ) الذي يستهدف منطقة آسيا الهادي في تحد مفضوح للصين وروسيا .‏

وأولى الخطوات ضمن هذه الاستراتيجية كانت الحرب ضد ليبيا , تلك الحرب التي عملت على شاكلة حرب بوش ضد يوغسلافيا على تفكيك الدولة من أجل فرض سلطة حاكمة تابعة لواشنطن . ومن هذا المنطلق جرت ما أطلقوا عليها تسمية ( الانتخابات الحرة ) في ( ليبيا الحرة ) والتي كسبها ( الليبرالي ) محمد جبريل , وعزا فوزه إلى الإرادة الشعبية . وتجاهلوا أن الولايات المتحدة والقوى الغربية قد ضخت الملايين من الدولارات في ليبيا من أجل ضمان دعم المنظمات والمناطق القبلية , كما وتجاهلوا أن جبريل هو محط ثقة واشنطن كونه الرجل الاقتصادي الذي تدرب في الولايات المتحدة والمكلف بنشر النموذج الليبرالي في العالم العربي, وشغل جبريل منذ عام 2007 منصب رئيس المكتب الحكومي للتنمية الاقتصادية , المرتبط بالشركات المتعددة الجنسيات الأميركية والبريطانية . في تلك الأثناء حذر جبريل واشنطن أن الخطة الهادفة إلى خصخصة الاقتصاد الليبي وتشكيل طبقة حاكمة جديدة موالية للغرب قد تم تجميدها من قبل الرئيس القذافي وأن المنافسة الروسية - الصينية تزداد .‏

والجدير قوله إن فوز محمد جبريل في الانتخابات قد تمت برمجته مسبقاً . حيث أوردت صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر في 30 آذار عام 2011 ( عقب يومين من بدء الحرب ) بناء على معلومات استخباراتية حكومية أنه :« في حال أسقطت الحملة العسكرية الأميركية والغربية نظام حكم القذافي , فالزعيم المقبل لليبيا هو محمد جبريل .»‏

والحرب ضد ليبيا هو النموذج الذي تعمل وفقه الولايات المتحدة في محاولة لإخضاع دول أخرى من بينها سورية وإيران الدولتان اللتان تعيقان تقدمها نحو الشرق . وبما أن العديد من الدول ترفض إقامة قواعد عسكرية أميركية فوق أراضيها , يخطط البنتاغون على نشر سفن في المياه الدولية ابتداء من الخليج باتجاه الشرق يمكن استخدامها كقواعد عائمة خاصة بالقوات الخاصة . وثمة قواعد جوية وبحرية جرى إقامتها أو يجري إقامتها في تايلاند والفليبين وسنغافورة واستراليا ودول أخرى . ووصلت إلى سنغافورة أول ( سفينة قتال ساحلية ) وهي سفينة حربية حديثة يمكن لها الاقتراب من الساحل للقيام بهجوم في الأعماق . وسوف تنشر الولايات المتحدة منهم 50 سفينة في المحيط الهادي .‏

وضمن سياق حملتها الدبلوماسية وبغية خلق شرخ عميق بين الصين والدول المجاورة لها , قامت وزيرة الخارجية كلينتون ( بزيارة تاريخية ) إلى لاوس . تعهدت خلال تلك الزيارة بتقديم 9 مليون دولار لإزالة الألغام , والتقطت صورة لها مع أحد الشبان المشوهين نتيجة الألغام , حيث العديد من الضحايا تسقط بالألغام التي زرعتها واشنطن في لاوس ما بين عامي 1964 و 1973 وتقدر نسبتها بنحو 30% من أصل 2 مليون طن من المتفجرات المتوزعة . وطبعاً هذا من أجل الدفاع عن الديمقراطية .‏

 بقلم الصحفي الإيطالي مانليو دينوتشي‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية