تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من يحمي المسجد الأقصى من التدمير ؟

شؤون سياسية
الأثنين 6-8-2012
بقلم: نواف أبو الهيجاء

نذر الحرب الصهيونية الجديدة قادمة . فالميزانية التقشفية التي أقرها نتنياهو بالرغم من الاحتجاجات الاسبوعية على الحالة الاقتصادية والمعيشية داخل الكيان الصهيوني تعني من بين ما تعني الاستعداد لحرب وشيكة قررتها حكومة نتنياهو .

وفي ظل الاعتداءات الصهيونية اليومية على المسجد الاقصى وتوحش المستوطنين وتهيئة مستلزمات بناء ( الهيكل المزعوم) فإن حدثاً جللاً سوف يقع خلال ايام او اسابيع .‏

العدو متهيئ لردود الفعل عليه في حالة ما اقدم المتطرفون العنصريون الصهاينة على تدمير المسجد الاقصى بل حتى نسفه لكي يبنوا في مكانه هيكلهم المزعوم .من من العرب والفلسطينيين والمسلمين يتحمل فعلا مسؤولية حماية الاقصى ؟‏

المسؤولون الفلسطينيون في القدس ألقوا باللائمة مباشرة على العرب جميعا وليس فقط على شعب فلسطين . إن الاقصى في خطر حقيقي والصهاينة باتوا يغيرون اسبوعيا او حتى يوميا عليه وعلى باحاته . أعدوا العدة لبناء حدائق ( توراتية ) في باحة الاقصى . وجهزوا حتى ( الشمعدان ) الخاص بالملك داود – كما يقولون . بل ان صخورا خاصة جهزت لكي تكون اساس الهيكل الذي يجب بناؤه في مكان المسجد الاقصى .‏

ماذا سيفعل العرب ان كانوا مسؤولين حقا عن الأقصى ؟ أليس هو فلسطينيا وعربيا واسلاميا ؟ عليه فإن المسؤولية لاتقع فقط على الفلسطيني الذي لايملك في الضفة الغربية سوى ان يخرج بصدر عار لمواجهة آلة الحرب والقتل الصهيونية الجاهزة ابدا للقتل والتدمير .بل ربما جوبه حتى من قبل سلطة رام الله ان هو خرج في تظاهرات صاخبة ضد الاحتلال . ألم يعتبر رئيس السلطة ان كل من يتظاهر او يتحرك حول او حيال او قبالة أي تجمع حكومي صهيوني في الضفة جريمة يعاقب مرتكبها ؟‏

الاقصى في خطر والقدس تهود والضفة تبتلع وتهود – واكثر من نصف مليون من قطعان المستوطنين تملأ الضفة والقدس . والعدو ينهب الاراضي ويهدم الدور والقرى ومنها قرى في الخليل بعد هدم الكثير من البيوت في الغوركما في النقب فما العمل ؟‏

ليس ثمة امل لافي الوحدة الوطنية ولا حتى في المصالحة فالسلطة منهمكة في التحضير لانتخابات محلية تقتصر على الضفة فقط ما يكرس الانقسام الفلسطيني ما بين رام الله والقطاع . والعرب في جامعتهم الموقرة منهمكون جدا في البحث عن سبل ارسال الحرية وتوريدها ولو بالقوة الى سورية – وان حتى بالاستعانة بالناتو او بما لدى الناتو من قوة .‏

بوضوح أصبحت فلسطين في ذيل اولويات عرب الجامعة كما هي في الواقع في ذيل اولويات المجتمع الدولي اياه – وهو الذي كان الى الأمس القريب رهينة بيد الاحادية القطبية الامريكية وأضحى اليوم في معركة انهاء الاحادية القطبية لأن القضية السورية تشكل فعليا اليوم عالماً ثنائي القطبية او متعدد الاقطاب .‏

هل تضيع القضية في زحام الاهتمامات والهواجس والمخاطر والتحسب ؟ ومن يتحمل من العرب ومن المسلمين مسؤولية حماية الاقصى ؟ ومن من العرب والمسلمين يمكن ان يتصدى لما يعد له الصهاينة ؟ أكان هذا الاعداء على شكل حرب ضد اهلنا في القطاع ام حرب ضد أهلنا في جنوب لبنان أم حرب ضد ايران او حتى التهيؤ لشن عدوان على سورية ؟‏

من يتحمل مسؤولية ترك الحبل على الغارب للصهاينة في هذه الايام ؟ هذا هو السؤال .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية