|
شباب ومن يفرض حضورها وهل هناك من يستولد هذه القيم لتأتي منسجمة مع التطورات العاصفة وخاصة في سوريانا الحبيبة؟ لطالما ردّدنا عبارات كبيرة في السابق (بعجرها وبجرها) كما يقولون وكان انحيازنا فيها واضحاً لصالح المواطن وكانت عبارة « المواطن دائماً على حقّ» هي الدارجة وكانت مؤسسات الدولة تتلقى الاتهامات في كل لحظة عن تقصيرها أو سوء خدماتها، وكنّا إن وجدنا رغيفاً واحداً سيئاً في ربطة الخبز نقيم الدنيا ولا نقعدها.. يقول شباب سورية: لم يأتِ أي صاحب سلطان وبيده عصا ليضربنا بها ونحن نتغيّر ونتحوّل نحو الحدود الدنيا من القناعات لا عن يأس أو عن ضعف وإنما عن فهم ووعي كبيرين لما يجري حولنا، فكنّا – وهذا يشرّفنا- خطّ الدفاع الأول عن بلدنا وعن وحدته واستقراره وثبات مواقفه.. ويضيف هؤلاء الشباب: لم تعد مسألة البحث عن وظيفة هي الأولوية بالنسبة لنا على الرغم من أهميتها ولكن الهاجس الأكبر لنا كشباب هذه الأيام هو كيف نساهم ونساعد بلدنا في خروجه من الأزمة الحالية سليماً معافى وأقوى مما كان، وعندما يتحقق هذا الأمر نفكّر من جديد بالوظيفة وبزيادة الراتب و.. لماذا هذا التغيّر؟ يقول الشاب نوّا «طالب جامعي»: يعتقد البعض أننا نتنازل عن حقوقنا أو نخفّض سقف مطالبنا التي كنّا نراها ضرورية لمستقبلنا وهذا غير صحيح وكلّ ما في الأمر أن الوطن يمرّ بمحنة ومن حقّه علينا أن نضحّي من أجله وأن نقدّم مصلحته على مصالحنا الشخصية وأن نصبر بعض الشيء فالأهم من أن أحصل على وظيفة هو أن يستعيد الوطن عافيته ويعيد إعمار ما دمّره الإرهاب وتطهير الأرض السورية من دنس أقدام المتآمرين، ونحن على ثقة أن الوطن لا ينسى أبناءه المخلصين والذين وقفوا معه في محنته والأيام القادمة نراها جميلة بإذن الله...كل ما علينا فعله هو أن نعي الظروف التي يمرّ بها بلدنا والاجتهاد في دراستنا لأن من أكبر أهداف المؤامرة هو تجريد مستقبلنا من كل ما هو مفيد ومثمر.. الشاب يوسف « طالب بكالوريا» قال: من المهم جداً أن نتابع دراستنا وألا يحول الإرهاب دون توجهنا للجامعات لأن الإرهابيين يخشون من جامعاتنا ويخشون من الشباب الذين يتخرجون من هذه الجامعات متسلحين بالعلم وبالإيمان بقضايا بلدهم، وقد أساءهم إصرار الشباب السوري على مواصلة الحياة بعزيمة وبإصرار، من حق بلدنا علينا أن نصون سيادته وأن نكون وقود حربه على الإرهاب بعد أن نعمنا بمجانية الدراسة ومجانية الطبابة وبكل الخدمات التي أمنّت لنا حياة كريمة فإن نادانا اليوم حملنا أرواحنا على راحاتنا ومضينا إلى الساحات ندافع عن سورية الحبيبة.. الشاب محمود «أعمال حرة» قال: كنا نحتج على الدولة وعلى المحسوبيات التي حرمتنا من فرص العمل وبصراحة أكبر كنا ساخطين كثيراً وكنا نشعر بشيء من الغربة لكن حب الوطن الباقي أبداً في قلوبنا يمسح من هذه القلوب كل ما يعكّر نبض هذه القلوب، الوضع الآن مختلف وقد نسينا همومنا الصغيرة وكل ما نفكّر به هو أن يخرج بلدنا منتصراً على أعدائه في هذه الحرب الكونية، الوقت ليس مناسباً للحديث عن محسوبيات أو عن فساد هنا أو هناك، وكلّ ما يهمنا هو أن تندحر هذه الهجمة الشرسة على بلدنا.. النصر قريب.. المؤامرة تلفظ أنفاسها الأخيرة، وتحاول بشتى الوسائل أن تلمّ ذيول خيبتها من الساحات التي وقف بها السوريون الحقيقيون لها بالمرصاد، والتصعيد الإرهابي المتمثّل باغتيال ثلاثة من قادتنا الوطنيين يوم 18/7/2012 ما هو إلا صحوة الموت بالنسبة للمؤامرة على سورية.. لم أشكّ يوماً أن الدولة غير قادرة على حسم الأمور منذ الأيام الأولى وكنت أتمنى ذلك ولكنني كنتُ على ثقة أن قيادتنا الحكيمة ترى أفضل مما أرى وأنها تحاول قدر الإمكان ألا تصيب المدنيين بأي أذى وهو ما جعل المجموعات الإرهابية تتمترس خلف المدنيين، ويتابع الشاب ناصر « موظف» القول: سورية قوية جداً، حزّنا كثيراً على فقد القادة الثلاثة، ولكننا على ثقة تامة أن مفرخة الأبطال لم تتوقف في سورية وأن استشهادهم سيكون محرضاً للبقية على مزيد من الاستبسال والفدائية وقد لاحظنا ذلك على الأرض في الساعات التي تلت استشهادهم.. أما يسرا «وهي طالبة جامعية» فقد قالت: لم أكن يوماً من هواة السياسة أو متابعيها، ولكن الظروف فرضت علينا أن نتابع ولعدة ساعات يومياً كل ما يقال عن سورية، والجميل أن العدو قبل الصديق يتحدث عن قوة سورية وعن تراصّ شعبها ولحمته خلف قيادته الحكيمة، كنّا نقيم الدنيا ولا نقعدها عندما لانحصل على غرفة في المدين الجامعية، أو عندما نرسب في مادة ونصبّ جام غضبنا على أساتذة الجامعة لكن اكتشفنا أن كل هذه الأمور صغيرة جداً أمام الشيء الكبير الوحيد وهو الوطن، وكلّ شيء دون سلامة الوطن يمكن تأجيله.. ارتياح كبير.. عبّر السوريون عن ارتياحهم الكبير عن التقدّم الذي يحرزه أبطال قواتنا المسلحة والقوى الأمنية في تطهير سورية من فلول الإرهابيين، وترافق ذلك مع الضربة المزدوجة الروسية – الصينية لقوى الطغيان من على منصة مجلس الأمن.. ليس هناك أجمل من منظر الذلّ على وجوه ممثلي قوى الشر في مجلس الأمن وهم يتلقون اللكمة المزدوجة من الصين وروسيا يوم الخميس 19/7/2012 وتابع الشاب «إياد»: الفيتو المزدوج لصالح سورية هو دليل على الحق السوري وعلى صوابية الإجراءات التي تتخذها الدولة السورية وعلى وفاء الأصدقاء الحقيقيين للشعب السوري، وبصراحة لقد خفف هذا الفيتو المزدوج من حزننا على فقط الضباط القادة قبل يوم من هذا الفيتو، كما أن الضربات الموجعة التي وجهها أبطال الجيش العربي السوري للإرهابيين دبّت الطمأنينة في قلوبنا.. أما رانيا «طالبة صف حادي عشر» فقالت: تحية لجيشنا البطل، وكل الرحمة لشهدائنا الأبطال، لقد أكدت شهادة الأبطال القادة بالتفجير الإرهابي يوم 18 تموز على أن جميع السوريين في خندق واحد من اصغر مجند إلى أكبر قائد وهذه هي الحقيقة التي يتعامى عنها الآخرون وهذا سرّ انتصار سورية على الدوام.. وتبقى سورية.. إنما للباطل جولة.. خسرنا عدداً كبيراً من خيرة شبابنا وكفاءاتنا في مختلف الميادين، تعطّلت الكثير من مرافقنا الخدمية والاقتصادية، أوجعنا سماع صوت اليتامى والثكالى، لكن سورية أمّ الجميع وحضنها ينسينا كلّ من فقدناه.. سورية تولد من جديد، تنهض من تحت ركام الأزمة، تغسل عن شرفاتها آثار الهمجيين الذين حاولوا إبكاء هذه الشرفات.. سورية تنتصر على أعدائها وهي أقدر ما تكون على التسامح مع الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين أما الأيدي الآثمة فإن الوعد ببترها يتجدد كلّ يوم ووعد الحرّ دين وسورية حرّة على الدوام.. |
|