تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ونحن نغادرها...!

رؤيـــــــة
الأثنين 6-8-2012
سعاد زاهر

الا عندما نجبر على مغادرتها..حينها نكتشف عمق العلاقة معها وهي التي احتوتنا زمنا طويلا...احتفظت بنا كأننا لقية ثمينة تلقفتها ولاترغب بالتفريط بها...لنراها تحزن علينا أكثر من حزننا عليها...

عندما نحاول زيارتها بين حين وآخر نراها وقد بدت خاوية نفضت يديها منا نحن البشر..كيف لم نتمكن من الحفاظ عليها كيف تفننا في دمارها...؟! هي لاتستغرب ان كنا لانحرص على بعضنا البعض فكيف سنحرص عليها وهي المعطى المكاني لا الحسي بالنسبة لمعظمنا...!‏

ونحن نغادرها نشعر وكأن شرخاً قد تمكن منا...لايمكن الشفاء منه طالما ابتعدنا...هي ليست مجرد أمكنة إنها المؤثر الاول على كل تحركاتنا في الحياة على تطور شخصياتنا...على نبضنا الحياتي...من منا يمكن له أن ينسى أمكنته وتلك الذكريات التي احتضنتها...وقد لاتغادرنا الا اذا غادرتنا الحياة نفسها..!‏

المبدع التقط هذه العلاقة الخاصة مع المكان... ليس فقط من أجل الوصول الى فضاء أوسع وفقا للشكل الابداعي الذي يختاره...بل من أجل رسم علاقة الشخصيات بالعالم الخارجي...‏

المكان في العالم الابداعي ليس مجرد مكان جغرافي...بل له دلالات مختلفة وقد يتحول ليصبح هو البطل لنرى كيف يساهم في تشكيل الشخصيات وليلعب دورا محوريا في مصائر أبطالها وفي تطور الاحداث......‏

تتعدد أنواع العلاقة مع المكان وفقا للمنتج الابداعي وطبيعة المبدع ورؤيته الخاصة للمكان من هنا نرى أشكالا لامحدودة في التعامل مع الامكنة في الخزينة الابداعية...نحاول أن نعرض لبعضها في ملفنا التالي...‏

soadzz@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية