تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تعب الكلام

ملحق ثقافي
2012/6/12
-1-إنّي أحبّك وانتهى زمنُ الكلامْ.. فاليوم أروي للمساء حكايتي

ولئن تفرَّدَ -عاشقاً- قلبي‏‏

لوجهكَ لا يُلامْ..‏‏

إني أحبكَ وانتهى تعب الكلامْ.‏‏

يا طالع الحبّ النقيّ‏‏

ووجهيَ العفويِّ لولا‏‏

لمسُكَ الحاني على جرح ِ الندى‏‏

ما كان للجرحِ التئامْ.‏‏

إني أحبك وانتهى تعبُ الكلامْ.‏‏

فلتكتبِ الأيّامُ عنّي ما تشا..‏‏

قلبي أحبّكَ وانتشى..‏‏

ومضى لأجلكَ حالماً‏‏

ولدربِ غيركَ ما مشى..‏‏

فلتكتبِ الأيام عنّي ما تشا..‏‏

ولتكتبِ الأيامْ..‏‏

إني أحبك وانتهى تعب الكلامْ.‏‏

-2-‏‏

إني أحبكَ قُلتها‏‏

والزهر عرّشَ فوقَ وجهيَ وانثنتْ‏‏

شغفاً على كفيَّ أسرابُ الحمامْ..‏‏

وسطَتْ على رقصِ الغصونِ أناملُ الأنسامْ..‏‏

إني أحبك وانتهى تعب الكلامْ.‏‏

يا منْ حملْتَ وصايا كلّ الياسمين على يديكْ‏‏

يا من نثرْتَ الحبّ في عطشِ الحقولِ‏‏

الخضْرِ من عينيكْ..‏‏

يا من لديكَ موانئ الصّمتِ الأخيرِ جوابُهُ‏‏

للعاشقين سؤالهم.. يا من لديكْ..‏‏

سأحبّكَ الآنَ انتماءً للربيعِ لكلّ شيءٍ‏‏

مُشْبَعٍ بالحبّ أهربُ من تفاصيلي‏‏

ومن نفسي إليكْ..‏‏

يا من سكَنْتَ مواسمَ الأحلامْ...‏‏

منّي على عينيكَ يا عمري.. سلامْ.‏‏

إني أحبكَ وانتهى تعب الكلامْ.‏‏

-3-‏‏

يا من نقشْتُ على جبينيَ وجهَهُ‏‏

وعلَنْتُ قلبيَ حبّهُ‏‏

ونسيتني.. وذكرْتُهُ‏‏

يا من أتيتَ كخارجٍ عن ذلك الزمن الكثيفْ‏‏

فرسمْتَ في جرحي ملامح طفلةٍ‏‏

ورسمْتَ عمراً قادماً ورسمتَ صيفْ‏‏

كيف اتّكأتُ عليك من تعبٍ‏‏

وكيف نسيتُ وجهيَ فوق صدركَ غافياً‏‏

ونسيتُ كيفْ..‏‏

يا من أتيتَ كنيزكٍ‏‏

من عتمةِ الفرحِ القديم نشلْتني‏‏

ومسحْتَ عن عينيّ زيفْ..‏‏

يا من أتيت بروعة الأقلامْ‏‏

وأنرْتَ في قلبي دهاليز الظلامْ‏‏

ونطقْتَ في ذاك الصباح كزهرةٍ‏‏

إذ باحتِ الأكمامْ‏‏

إني أحبكَ وانتهى تعب الكلامْ.‏‏

أنا كنتُ قبلكَ قد تعبْتُ من الجراحْ‏‏

أنا كنت قبلك مثل عصفورٍ غريبٍ‏‏

لا يجيد بلحنهِ لغةَ الصباحْ‏‏

فأعرْتَني قصصَ العصافير الصغيرة‏‏

للبنفسج والنسيمِ أعرتني..‏‏

سرَّ الرّياحْ...‏‏

وأمرْتني‏‏

الآن كوني طفلةً أنثى‏‏

الآن كوني نسمةً من شهوةٍ‏‏

من نرجسٍ من ليلكٍ وأقاحْ‏‏

وأمرتني..‏‏

الآن كوني جذوةً للمغرمين وللغرامْ‏‏

علّمتني بالحبّ كيف تُخلَّدُ الأيامْ‏‏

علّمتني وأمرتني.. فلتنهضي‏‏

عنقاءَ أنثى من تواريخ الحطامْ‏‏

وأريتني كيف النجومُ تجيئني‏‏

تنسى عناوين الليالي الماضياتِ بشوقها..‏‏

وتنامْ..‏‏

ما كان إلا أنْ أقصّ حكايتي‏‏

هذا المسا.. وأعيدها وأعيدها‏‏

إني أحبكَ وانتهى تعب الكلامْ.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية