تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عاصمة الأمجاد

ملحق ثقافي
2012/6/12
مهنّد علي صقّور :مِن وحي نهجكَ ضجّ الشّعرُ والتهبا

وأبدعَ النّصرُ في فيحائِكَ العَجَبا‏‏

وأذهلَ الدّهرَ مجدٌ رحتَ تكتبهُ‏‏

فوقَ المجرةِ يحكي السّبعةَ الشّهبا‏‏

مِن جانبِ الطّور راحَ البدرُ يعلنها‏‏

هذي دمشقٌ تبدّى صمتها غضبا‏‏

وحيّت الشّمسُ مِن أبراجها أسداً‏‏

لهُ القوافي اشرأبّت وانتشتْ طربا‏‏

وأطرقَ النّجمُ إجلالاً لملحمةٍ‏‏

تزكي الضّياءَ وتجلو الغاسقَ الوقبا‏‏

فأيقظَ الحرفَ مِن أجواءِ سكرتهِ‏‏

حبرٌ تفجّرَ في قرطاسهِ لهبا‏‏

وراحُ ينقشُ للأجيال نسبتها‏‏

أعظمْ بمن «لشآمِ العُربِ» قد نُسِبا‏‏

••‏‏

قمْ ناجِ «جلّقَ» ناجيها على خفرٍ‏‏

يا القلبُ أنتِ تعالي نمزق الحجبا‏‏

وقلْ «لشوقي» أمير الشّعرِ إنّ لنا‏‏

مِن «حافظ العُربِ» مجداً يزدهي قببا‏‏

ويا نديمي تعالَ اليومَ نُسمِعها‏‏

أقاصيَ الكونِ لا خوفاً ولا رهبَا‏‏

دمشقُ عاصمةُ الأمجادِ قاطبةً‏‏

وإن شككتَ فسارع واسأل الحقبا‏‏

ونهرُها النّهرُ ساقي القوم مِن سغبٍ‏‏

ليُمرعَ الخصب لا غلاً ولا سغبا‏‏

••‏‏

ويا دمشقُ تباريحي غدت حلماً‏‏

يستقرئُ النّصرَ يشحذ دونهُ القُضُبا‏‏

وها أنا اليومَ والأوهامُ تمضغني‏‏

وتعصرُ الفكرَ كيما يبدع الأدبا‏‏

تفتّقَ الشّعرُ عن أنداء قافيةٍ‏‏

غرّاء تغزلُ في أعطافها الذّهبا‏‏

وجاءني الصّوتُ هدّاراً بملحمةٍ‏‏

يستمطرُ البحرُ في عليائها السّحبا‏‏

قمْ زلزل اليأسَ قالَ الشّعرُ: مُحتدِماً‏‏

قمْ مزّق الوهمَ لا تترك سببا‏‏

قمْ نادمِ المجدَ كأساً وانتخي كبراً‏‏

فالمجدُ إلاّ لعينِ الليثِ ما كُتِبا‏‏

والنّصرُ إلا بساح الشّام ما عُقِدت‏‏

راياتهُ البيض تجلو الهمّ والكربا‏‏

ورحتُ خمرة أحزاني أصارعها‏‏

فخمرةُ الحبّ تشفي السّقمَ والنّوبا‏‏

فخاطبتني عروسُ الشّعر قائلةً‏‏

وجلجلَ الصّوتُ في الآفاقِ واضطربا‏‏

حيّ الشّآمَ وحيّ معشراً كتبوا‏‏

لن نرفعَ السّيفَ حتى نبلغَ الأربا‏‏

حيّ الأسودَ أسودَ السّاحِ مَن سكبوا‏‏

مِن نزفِ أحمرهم ما يُخصِبُ الجدبا‏‏

••‏‏

يا سيّد القولِ معصوماً بحكمتهِ‏‏

لكَ القصائدُ شقّت صدرها قربا‏‏

ورافضَ الوهم والتضليلِ عن ثقةٍ‏‏

تبارك الله كمْ أعطى وكمْ وهبا؟‏‏

تكالبَ الغربُ والأعرابُ تتبعهُ‏‏

وأمطرونا على شاشاتهم لغبا‏‏

ويل الدّعاةِ الثّاملين غوىً‏‏

والسّافحينَ دماء القوم والعصبا‏‏

والقائلينَ بليثِ العُربِ ما نسجت‏‏

أوهامهم بدعَ الأقوالِ والكذبا‏‏

أمطرتهم لاهبات القول لاذعة‏‏

وقلتَ فيهم مقالاً يكشف الرّيبا‏‏

«صاحَ الغرابُ وصاحَ الشّيخُ فالتبست‏‏

مسالكُ الأمر أيّ منهم نعبا؟»‏‏

لا فُضّ فوكَ فأنصافُ الرّجالِ همُ‏‏

لا بل «وحقّكَ» أشباهٌ غدوا نُصُبا‏‏

••‏‏

يا حارسَ الكرمِ مِن ذئبٍ ترصّدهُ‏‏

وصالَ صولتهُ كي يسرقَ العنبا‏‏

أكبرتُ فيكَ سجايا جلّ خالقها‏‏

أيّ الفضائلِ لم تهتفْ إليكَ أبا؟‏‏

هذي شمائلكَ الغرّاء ما تركت‏‏

للشركِ والكفرِ لا قصداً ولا دأبا‏‏

شاركتُ «شوقي» أمير الشّعر حكمتهُ‏‏

«أعِدّت الرّاحةُ الكبرى لمن تعِبا»‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية