تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أربع قصائد بِشأنِهِم وأغنية إلى دمشق

ملحق ثقافي
2012/6/12
هادي دانيال: 1-عِتاب إنَّني أرتَدي بِيرَتي هَل رأيتُم فَتىً يَرْتَدي بِيرةً

وَيُنَادِمُ في لَيلِها العالَمين؟‏‏

هكذا خَذَلَتْني البِلادُ التي خلْتُها‏‏

وَطَناً لِبَلابِلِ رُوحيَ‏‏

يا رُوحُ رُحْ إنْ وَجَدْتَ سِواها‏‏

فَتُونُسُ بَعْدَ ذُبُولِ الحبيبِ‏‏

يَباسٌ وَرَمْلٌ وَآثارُ طِينْ.‏‏

................‏‏

هذهِ لحظةٌ مِن حَياتي‏‏

قَدْ تُساوِي مَماتي:‏‏

حَبيبي‏‏

وقاتِلُ شَعْبي‏‏

يُطِلاّن في لحظةٍ واحِدَهْ‏‏

آهِ ياتُونُس الجَّاحِدَهْ‏‏

هَل نَسِيتِ صَوارِيَ صُوْرَ التي‏‏

أخْرَجَتْكِ مِن البَحْرِ؟..‏‏

أو خُيُولَ ابنِ نافِع إذْ أَنْجَدَتْكِ‏‏

مِنَ الحَيْرَةِ النَّكِدَهْ؟‏‏

كَي تَدُسِّي سُمُومَكِ في قَدَحِ الشَّامِ‏‏

حينَ تَنادى إلى ذَبْحِها الأطلسِيُّ ، الخَليجيُّ،‏‏

والقاعِدَهْ؟.‏‏

3/5/2012‏‏

إقامة ريم1-المنزه التاسع – تونس‏‏

2-سؤال‏‏

هَل لَدَيْكَ أمانٌ مع امرأةٍ سَلَبَتْكَ؟‏‏

لَيسَ مالاً قَصَدْتُ،‏‏

إنَّما سَلَبَتْكَ اتِّكاءً إلى عاصِفَهْ‏‏

إلى أُمِّكَ المَعْرِفَهْ؟.‏‏

3/5/2012‏‏

إقامة ريم1-المنزه التاسع – تونس‏‏

3-بائعُ الحبْرِ والدِّماءِ‏‏

أيْنَكَ الآن؟‏‏

 أتَضمُّ حُدودَ البِلادِ إليكَ‏‏

 وتَرْتِقُ مِنها الثُّغُورَ بِلَحْمِكَ؟‏‏

 ‏‏

أم الآنَ نَجْمُكَ يَسْطَعُ عَبْرَ الأثيرِ‏‏

وَحِبْرُكَ يَرْوي قَتادَ الرِّمالِ‏‏

وَتَجْتَرُّ حِقْدَكَ بينَ قَطِيعِ الجِّمالِ‏‏

وَبَيْنَ المَرايا تُباهِي بِأنَّكَ‏‏

أعلى زُهُورِ الرَّمادِ؟‏‏

................‏‏

أيْنَ سُنْبُلَةُ القَمْحِ مَلأى‏‏

وَحَبَّاتُها بينَ أثْلامِ أرْضٍ تَشَهَّتْ‏‏

وفَكَّيِّ صَخْرِ الرَّحى‏‏

يَتَرَحَّلُ منها الرَّغيفُ‏‏

كما يَتَرَحَّلُ هذا الدَّمُ‏‏

مِنَ الجَّسَدِ السُّنْبُلَهْ بَينَ أخْيِلَةِ القَتَلَهْ؟.‏‏

................‏‏

أينَ رُوحُكَ يَحْتَضِنُ الأرضَ قَوْسَ فَرحْ؟‏‏

كيفَ أضْحى دُخاناً يَدلُّ على ما تَبَقّى‏‏

مِنَ الأرضِ بَعْدَ الحَرائقِ؟‏‏

أينَ صَوتُكَ‏‏

نَبْعُ الغِناءِ‏‏

على ضفَّتَيْهِ الفَراشةُ في نَسْمَةٍ‏‏

والعَصافِيرُ في شَدْوِها الإحتِفاليِّ‏‏

والعُشْبُ مُخْضَوضِلٌ نَشْوَةً‏‏

كَيفَ صَوْتُكَ في ذروَةِ الفَرَحِ انْشَقَّ شَطْرَيْنِ‏‏

جَفَّ وفَحَّ؟.‏‏

................‏‏

هَل تَرانِيَ؟‏‏

لا،‏‏

لَسْتُ حَوْلَكَ‏‏

حَوْلَكَ قَشٌّ ، نَشازٌ ونرجسَةٌ ذابِلَهْ.‏‏

6/5/2012‏‏

إقامة ريم1-المنزه التاسع- تونس‏‏

4-القَتَلَةُ‏‏

يُوقِظُونَ الكَوابِيسَ في نَوْمِ أطفالِنا‏‏

يُولِمُونَ لأعدائنا مِن ضُلُوعِ دِمَشْقَ‏‏

يَشْرَبُونَ عَصِيرَ الشِّعارِ‏‏

بِجُمْجُمَةِ الشارِعِ المُتَناثِرِ‏‏

في عَصْفِ رِيحِ الخَناجِرِ‏‏

يَشْرَبُون الدِّماءَ على نَخْبِ مِقْصَلَةٍ‏‏

نُجِّرَتْ مِن يَباسِ الضَّمائرِ‏‏

 هكذا يَرسمونَ البلادَ بِمِخْيالِ قابيلَ‏‏

مَقْبَرَةً للضِّباعِ‏‏

ورايتها عَظْمَتانِ تَصالَبَتا‏‏

تَقْطرانِ دَماً‏‏

في بَياضِ الكَفَنْ.‏‏

................‏‏

يا إلهي،‏‏

هَل تَرى كَيفَ نُذْبَحُ باسْمِكَ أنتَ؟‏‏

كيفَ أضحى مُسَيْلَمَةُ الآنَ بُوصَلَةَ المُسلِمين؟‏‏

كيفَ يُصْرَفُ مالُ الحجيجِ إلى بَيْتِكَ الآنَ‏‏

أسْلِحَةً عَفَّ عَنها الجحيمُ الذي قَد وَصَفْتَ؟‏‏

فَهَلْ أدْرَكَتْ منذ بَدْء الخليقة هذا الهَباءَ‏‏

 حِجارةُ سِجِّيلَ، أم‏‏

يا إلهي الجَّميلْ‏‏

يَكذِبُونَ عَليكَ إذَنْ؟.‏‏

................‏‏

خُدِعَتْ بِهِم طرْوادةُ العَرَبِ‏‏

صَنَعَ اليَسارُ حِصانَها مِن رَغْوَةِ الخُطَبِ‏‏

وَأتى اليمينُ بِجَوْفِهِ حَكَّاً عَلى جَرَبِ‏‏

لكنّنا أسوارُ سوريّا،‏‏

جَمْرُ البِلادِ إذا اسْتُبِيحَ أديمُها ،‏‏

وَرِجالُها في كُلِّ مُنْقَلَبِ‏‏

 الشَّمْسُ في أعماقِنا سَطَعَتْ‏‏

إنْ أُطْفِئَتْ مِن حَوْلِها‏‏

الشُّهُبُ.‏‏

10/5/2012‏‏

إقامة ريم1-المنزه التاسع –تونس‏‏

5-أغنيةٌ إلى دِمَشْق‏‏

ضَمِّدِي جُرْحَ رُوحيَ بالياسَمِينِ‏‏

فَإنْ أنكَرَتْني البَسيطَةُ‏‏

ما هَمَّنِي؟‏‏

إنَّ جَذْرَ وُجُودِيَ‏‏

 أنْ تَعْرِفِينِي‏‏

 فَإنْ نَزَفَتْنِي جِبالُكِ‏‏

يَلْقَفُنِي خَنْدَقٌ في السُّفوحِ‏‏

بذْرَةً سَوفَ تَنْبُتُ ثانيةً‏‏

كي تُظَلِّلَ أعْلى الضَّريحِ‏‏

 مِن بَعيدٍ أراني‏‏

رِيشةً في جَناحِكِ تَزْهُو‏‏

وإنْ نَتَفَتْنِي الرِّياحُ‏‏

أنا بالرِّياحِ سألهُو‏‏

كَحُنْجرةٍ بالأغاني‏‏

يا دِمَشق النّهار الذي حاصَرَتْهُ الليالي‏‏

يا بِلادي‏‏

يا دِمَشقَ التي ظَلّلَتْها غُيُومُ الجّرادِ‏‏

وَمِن لِحْيَةِ الشَّرِّ هَرّتْ عَليها ذئابُ البَوادِي‏‏

وأضْرَمَ عِطْرُ الورودِ الذي فاحَ مِن جُرْحِكِ العَرَبِيِّ‏‏

عُرُوقَ سُلالةِ قابيلَ‏‏

مِن كَهفَها في جِبالِ الخميرِ‏‏

إلى قَصْرِها حَيثُ آل الحمير‏‏

وآل الجِّمالِ‏‏

 كُلّما قَطْرَةٌ مِن نَبيذِ بَنِيكِ الدّواليَ‏‏

عل خِنجَرٍ قَطَريٍّ تَراءَت‏‏

تَداعَت قُصًور إلى هُوَّةٍ في الرِّمالِ‏‏

 لَقَدْ نادَمَتْكِ الخُطُوبُ‏‏

وَسُدَّتْ إليكِ الدُّروبُ‏‏

ولكنّني قادِمٌ فوقَ خَيْلِ دَمي‏‏

شاهِراً قَلَمي‏‏

عاشِقاً لا يُبالي.‏‏

23/5/2012‏‏

مَقْهى النَّخْلَتَين – المنزه الثامن - تونس‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية