تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مهرجان الكتاب في الرملة

ملحق ثقافي
2012/6/12
مانيا سويد

«حديث الذكريات»بالمصادفة أثناء تصفحي لبعض مواقع الانترنت عثرت على خبر استوقفني، نعم استوقفني لأنه أثار في نفسي شجونا وبعث في وجداني ذكريات من الماضي،‏

يقول الخبر «افتتاح مهرجان الكتاب والثقافة العربية في الرملة» كان ذلك في العاشر من مايو أيار 2012م..‏‏‏

الرملة! يا لها من ذكريات! الرملة لمن لا يعرفها من جيل الشباب الحالي، واللوم علينا في أنه لا يعرفها، هي المدينة العربية التاريخية، التي تبعد نحو أربعين كيلو مترا شمال غرب القدس، المدينة التي أسسها الخليفة سليمان بن عبد الملك بن مروان واتخذها مقرا لخلافته، مدينة الجامع الأبيض ومقام النبي صالح، العاصمة القديمة لفلسطين، الجاثم على صدرها الاحتلال منذ العام 1948م، المدينة التي مازال لنا فيها أخوة وأخوات يعيشون عربا معتزين بعروبتهم بعد أن تم تهجير أهلها قصرا وجبرا.. بالرغم من اتفاقية رودس في العام 1949م التي انتزعت الرملة من أهلها مازال إخوتنا هناك يحيون عربا مسلمين ومسيحيين، يحتفلون على طريقتهم، اجتمعوا بالمركز الجماهيري العربي واحتفلوا بالثقافة العربية والكتاب وافتتحوا مكتبة.. في خضم زحام الحياة وانشغالنا بالمهم والتافه على حد سواء نسينا الرملة لسنوات وسنوات وكأننا سلمنا بالأمر الواقع، نسيناها مثلما نسينا أختها القديمة، العاصمة القديمة، «اللد»، تلك المدينة التي تركت في نفوسنا ذكريات والتي اغتصبها الاحتلال قصرا في العام 1948م، مدينة مسجد دهمش وكنيسة القديس جورجيوس، مازال إخوتنا أيضا يعانون فيها من الظلم والاضطهاد والتهميش من جانب قوات الاحتلال.. الاحتفال بالكتاب والثقافة العربية في الرملة وإن كان متواضعا فإن له مغزاه الذي لا يغيب عن فطنة الواعي، ودلالته الخاصة التي تختلف عن دلالة أي احتفال مماثل في أية مدينة عربية أخرى، إخوتنا هناك لم يقطعوا الأمل في أن يظل الطابع العربي موجودا ومفعلا في تلك المدينة السابحة في دمائنا، أرادوا أن يظل الواقع ناطقا وشاهدا على استمرار الثقافة العربية على أرض عربية وإن كانت محتلة.. لكن الغريب أنني بحثت في كل الصحف العربية اليومية التي صدرت منذ العاشر من مايو ولمدة عشرة أيام تالية فلم أجد حتى مجرد إشارة لهذا الحدث، الذي أعتبره عظيما وعميقا، لم أجد إشارة نعبر بها عن مشاركتنا لأحبائنا هناك، أو على أقل تقدير نبلغهم بأن رسالتهم قد وصلتنا وأن تمسكهم بعروبتهم محل تقدير من جانبنا وأن قلوبنا معهم، ألا يدل تجاهلنا هذا على أننا نسينا المدينة وسلمنا بالأمر الواقع؟ أم أن ثمة تفسير آخر لهذا التجاهل أو عدم الاكتراث؟‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية