تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كلية الآداب والعلوم الإنسانية

طلبة وجامعات
6/6/2012
تبقى صورة كلية الآداب في مخيلة المارين في أروقتها من طلبة و مدرسين وضيوف .. فالكلية التي تجاوز عدد طلبتها الخمس والخمسين ألف طالب تسجل رقما قياسياً كأكبر كلية في العالم وهو ما يطرح تساؤلاً متى يتم توزيع هذه الكلية بأقسامها الستة عشر

الى كليات ثلاث او أربع على الرغم من حركة البناء المتسارعة من مبان ومدرجات حديثة وتلك التجهيزات العملاقة إلا أن المشهد العام لم يستطع تغيير الصورة النمطية عن الازدحام والروتين والانتظار .. هو تغيير في الشكل وبقي المضمون .. مناهج ضخمة .. أسئلة صعبة .. أساليب تدريس أكل الزمان عليها وشرب ولأن طلاب كلية الآداب يتميزون عن غيرهم من طلاب كليات الفرع الأدبي في الثانوية بأنهم اختاروا الدراسة من باب المصادفة او نتيجة المفاضلة وليس كرغبة مسبقة ( وإن اختلفت أسبابهم وأهدافهم من وراء دراسة الآداب ، وباستثناء طلاب الفرع العلمي الذين كان انخفاض معدلهم سبباً لدخولهم ) فإن المتفوقين قلة والحملة والراسبين كثر بالإضافة الى انعدام سبب رئيسي في ذلك والاكتفاء بالفوز في وظيفة أو فرصة ولذلك نجد نسبة الفشل والرسوب والانقطاع فيها كثيرة جداً والمعدلات ونسب النجاح هي الأقل مابين جميع الكليات على الإطلاق، والفارق مابين الداخلين إليها في السنة الأولى والمتخرجين في الكلية كبير جداً لا يمكن إهماله والتغاضي عنه ولابد من بحث أسبابه وعلاجها.‏‏

ماذا يفعل الندم ؟!‏‏

يقول الطالب شادي زين الدين إن أول ما يُفاجأ به الداخل إلى كلية الاداب هو ذلك العدد الضخم من الطلاب والذي لا مثيل له في باقي الكليات ، وعددهم بالآلاف لذلك فالازدحام أينما ذهبت في التسجيل وفي المحاضرات وأثناء الامتحانات وعند إصدار النتائج .‏‏

ولا تقف الأمور عند هذا الحد ، فالعدد الأضخم لطلاب التعليم المفتوح أضف إليهم الطلاب الذين يدرسون في الجامعات اللبنانية ، واختلاف أهداف الطلاب من دراسة الآداب، حول ما يسمى بسوق العمل، وأمام هذه الأعداد الهائلة من طلاب الاداب وفرص العمل النادرة سيجد الطالب نفسه قد أخطأ خطأ عمره باختيار هذه الكلية، وتمنى لو أنه اختار أي كلية أخرى، على الأقل فإن فرص العمل لخريجي بقية الكليات في الداخل والخارج هي أفضل من فرص طلاب.‏‏

ضاقت بهم الأحوال‏‏

في حين ترى الطالبة لوريس العظم أن ما في الآداب هو ارتباطها الوثيق بالواقع الحقيقي للإنسان في معيشته ضمن أسرته ومجتمعه، تبعاً لأهمية القانون وارتباطه بجميع تفاصيل الحياة، ومواد عملية أكثر منها نظرية، بمعنى أنها تحتاج إلى الفهم والربط والاستنتاج أكثر منها الحفظ والبصم ورغم ضخامتها فإنها ما تزال تدرس بأسلوب المحاضرة السردية، ورغم العدد الهائل لطلاب الاداب فإن طلاب السنوات الأربع يتوزعون على أربعة مدرجات فقط والمحاضرة تعطى لمرة واحدة، فليس فيها عملي أو حلقات بحث، ولا يوزع الطلاب على عدة شعب، وذلك لأن العدد الأقل في المدرج يساعد على الفهم والحوار مع الأساتذة، وهي الكلية الوحيدة التي تمتاز بهذه الصفة، ورغم ضخامة المنهاج فإن أساتذة الآداب يطالبون بمحاضراتهم وما يأتي فيها إضافة إلى الكتب، وتأتي الامتحانات وليس بذهن الطالب أي فكرة مسبقة عن نموذج الأسئلة، فكل دورة تختلف عن غيرها، ولكل أستاذ أسلوبه فأصبح الطالب مطالباً بالمحاضرات والكتاب بهوامشه ومطالعاته التي كثيراً ما أتت منها أسئلة الامتحان.‏‏

لحظة الحسم‏‏

يشير غسان وردة أن الامتحانات تبدأ وتنتهي وتصدر النتائج ولا نرى سلالم التصحيح ، لنعرف  أين تذهب علاماتنا ولنتبين أخطاءنا فيما كتبناه. هل ترى هو الخوف من الاعتراضات الكثيرة التي ستقدم من الطلاب على نتائجهم .. وبالتالي فإن إدارة كلية الآداب وأساتذتها في غنى عن هذه المشكلة.‏‏

ويضيف أيضاً دخلنا وفوجئنا أكثر من مرة بالقسوة الشديدة والمعاملة غير اللائقة من بعض المراقبين وأكثر المواد قدمت دون راحة نفسية وبضغط شديد، ولم نجد مراقباً واحداً هدأ من روعنا وشجعنا بكلمات لطيفة كنا بأمس الحاجة إليها ونحن في أول امتحان لنا في الجامعة، وأية حركة ضمن القاعة كانت تؤدي إلى سحب الورقة ، وتعرض أكثر من طالب للتفتيش دون سبب ، فقط ليقولوا للطلاب إن بإمكاننا أن نفعل ما نشاء وأي اعتراض يسحب في الدفتر، ويأخذ الطالب الصفر في المقرر.‏‏

إلـى متى؟‏‏

قد تكون هذه عينة من الحالات التي لا تعد ولا تحصى في الكلية وهي مثال مصغر عما يجري في الكثير من الكليات وبالنظر إليها نلمس أن معظم هذه الحالات هي مكررة وليست جديدة والسؤال .. إلى متى ؟‏‏

س. سليمان‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية