تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وجهة نظر...حرمة جامعاتنا

طلبة وجامعات
6/6/2012
يخوض طلابنا الآن امتحانات الفصل الثاني التي تأتي تتويجاً لجهد عام دراسي في ظل ظروف استثنائية فرضتها الأزمة التي يتعرض لها بلدنا الحبيب.

وحشدت الجامعات السورية كل الجهود لتوفير كافة المستلزمات الضرورية لإنجاح سير العملية الإمتحانية، ولتأمين الجو الامتحاني الهادىء والاستقرار الجامعي لأبنائنا الطلبة في ظل التحديات الجسيمة التي تخيم على بلدنا، فالجامعات وجدت لبناء جيل مسلح بالعلم والمعرفة، وجامعاتنا التي تبوأت مكانة مرموقة بين جامعات العالم لن تقبل الركود أو الإنغلاق وستستمر بدورها ولن تأبه لسلوك بعض الفئات المريضة من الطلبة التي تغيب العقل من تفكيرها لصالح انتماءات ضيقة ومصالح شخصية على حساب انتمائها الوطني، لأن المتضرر الوحيد في توقف العملية التعليمية هم أبناؤنا الطلبة، جيل المستقبل الذين تقع عليهم مسؤولية البناء في بلدنا الغالي فهم فرسان التغيير والتطوير وصناع الغد والمستقبل. لذلك يجب الحفاظ على استمرار جامعاتنا ومدارسنا في خطها العلمي المرسوم ودون الإضرار بالمسيرة التعليمية ومعاقبة المستهترين بحرمة جامعاتنا التي قاتل الآباء والأجداد لإنشائها والتي تقدم التعليم مجاناً وتضاهي الجامعات العالمية.‏

فالحرية كما يقال وعي بالضرورة وهذا ما يبرز عدم مخالفة أنظمة الجامعة وقوانينها . والإصلاح يعني الانفتاح وقبول كل الآراء لا أن تقتصر الآراء على فئة دون أخرى بل يجب أن يشارك الجميع وينبغي أن يعرف أن الحرية الأكاديمية لها حدودها وضوابطها وشروطها والمسؤولية الملقاة على عواتق الشباب بحمل اسم هذا الوطن كبيرة لأنهم أولى في حمل لواء التجديد والإصلاح والتقدم في الجامعات وعجلة الإصلاح والتغيير ستدهس أولئك الذين يحاولون وضع العصي في دواليبها لأن الجامعات ملك لكل سوري، فلنحافظ عليها لأنها مصدر فخر واعتزاز. والأجدر أن يكون رد الجميل لهذا الوطن جميلاً وعظيماً لأن محبة الوطن تلزمنا العمل على تقدمه وعلو شأنه كلا من موقعه.‏

فالوطنية سلوك نابع من الفرد لاانتماء فقط . وليس كون الفرد يحمل هوية الوطن يدل ذلك على أنه وطني. بل الوطنية تعني الإنتماء إلى آمال وهموم وطموحات قطاع أوسع من الناس ولا يكفي الشعور بالتضامن مع هذه الآمال بل يتعداه إلى معنى الفعل وبالوقت نفسه رفض أي ممارسة سلوكية أو تبني مواقف تتعارض مع تلك الأهداف والآمال. والوطنية هنا ترادف معنى الضمير.‏

هذا ما يحتم على الطلبة الأعزاء مسؤولية أخلاقية ووطنية لا يمكن التنصل منها تحت أي حجة أو ذريعة وهي الحفاظ على الجامعات وعدم الإستهتار بحرمتها لأنه تعد على الوطنية . فخدمة الوطن شرف وخدمته تتمثل في الإخلاص في العمل واحترام القوانين بعيداً عن الفوضى وخرق الأنظمة واللامبالاة بالغير والاستهتار بحقوقهم المادية والمعنوية.‏

وكذلك لابد من صفات وأخلاق وقيم ومعايير واضحة يتم ترسيخها في عقول الطلبة كي يكونوا فاعلين يعتزون بجامعاتهم ومجتمعهم ووطنهم.‏

ابتسام ضاهر‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية