|
طلبة وجامعات فما هي الخطة العلمية المتبعة وما هي الخطط والجوانب المطلوبة من قبل الأساتذة الذين يطمحون لتطبيقها؟ الدكتور عهد الناصر رجوب رئيس قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة يقول: ما يهمنا من الخطة العلمية، أن ترفع من مستوى تعليم الطالب، وقد اكتشفنا العديد من الأخطاء أثناء تطبيقنا للخطة الحالية والتي يفترض أن تكون أفضل من السابقة.. والأمثلة كثيرة: لدينا مادة اسمها التقانات، وضعت لطلاب السنة الثالثة الفصل الثاني، ووفق ثوابت علم الفن يجب أن يتعلمها الطالب بالفصل الأول من السنة الثانية، كما أنه لا يجب أن نضع للطالب مشروع الدائرة اللونية وهو يتعلم التصوير، أو إعطاء مشروع وتحديد أن يكون بالألوان الشفافة والمائية.. الخ. وبالتالي والكلام للدكتور عهد: لا نستطيع ابتكار أمور غير قابلة للتطبيق وغير محسوبة النتائج، ونحن أمام جيل مختلف يتمتع بحيوية ولديه انفتاح ويأخذ معلومات من جهات مختلفة، فلا نستطيع أن نقدم له منهاجاً بطيئاً. كما أننا يمكن أن نضيف أفكاراً جديدة إلى الخطة العلمية. مثل ورش عمل لتدريس المشاريع يعمل بها الأساتذة مع الطلاب وقد كان لي تجربة في ذلك ولاحظت كيف يتعلم الطالب بسرعة في مثل هذه الأنشطة. وهناك الرحلات الإنتاجية العلمية عن طريق التبادل الطلابي، مع الدول التي تربطنا معها معاهدات علمية. أما الفكرة المجدية والتي تلاقي استحساناً لدى الطلبة، هي إقامة معسكرات إنتاجية مفيدة، حيث يعمل الطالب فترة الصيف ضمن اختصاصه، وبنفس الوقت يجد مردوداً مادياً يساعده في شراء أدواته ومواده للسنة القادمة. والفكرة هنا حسب د. عهد: أن تقوم المؤسسات بشراء لوحات الطلبة لتزيين بها مكاتبها، وقد تحسب من الضرائب التي يتوجب على المؤسسات دفعها وبالوقت نفسه نكون قد قدمنا العون والتشجيع للطلبة.. فلن تكون هذه الشركات خاسرة أبداً، لأن لهذه اللوحات قيمتها المادية والمعنوية بعد سنوات، ولا أعتقد أن يكون للفن التشكيلي في سورية مستقبل كبير إذا لم يحصل على الدعم المادي والمعنوي معاً. استبعاد الكوادر ويقول د. شفيق اشتي أستاذ في كلية الفنون الجميلة: الخطة التي تطبق حالياً تدخل فيها أشخاص غير مختصين وألزمت الكلية بتنفيذها وقد استبعد أساتذة الكلية القادرون على صياغة منهج تدريسي صحيح عن اللجان، والتي كانت مبنية على أساس (فلان وفلان) بينما الكوادر الحقيقية في الكلية لا يعلمون ذلك. بمعنى نحن في موقع التنفيذ للخطة، هذا أولاً، أما ثانياً: فإن 50٪ من الأساتذة في الهيئة التدريسية غير منتجين وغير فعالين، لأن دخولهم خطأ ومعدلاتهم أقل من 60٪. ويؤكد: وجود أساتذة يترفعون على المادة النظرية، علماً أن النظري في كلية الفنون الجميلة غير فعال أو ملغى.. والمفترض في مثل كليتنا أن يلعب المدرس دوراً في صقل موهبة الطالب. ومن جهة أخرى تحدث د. اشتي: عندنا تخبط بالمقررات والمواد، مشيراً إلى وجود مقررات لأساتذة ضمن الخطة لمجرد أن لديهم علاقات ودية مع الأعلى منهم. وعندما يخرج أستاذ المقرر على التقاعد، يصعب على استاذ آخر تدريس مقرره، فيخرج المقرر من الخطة التعليمية مع خروج صاحبه وهذا لا يدل على قوة المنهاج وفعاليته. والواقع أنه يجب التواصل بين أساتذة الكلية وما يدرس في كليات الفنون الجميلة في دول أخرى للاطلاع والمعرفة. مادة التشريح ويقول: للأسف نحن نعاني من بعض الأخطاء القديمة إذ حتى الآن تدرس مادة التشريح في الكلية كمادة نظرية، مع أنه يتوجب على الطلاب في كل الاختصاصات أن يعرفوا مادة التشريح 100٪، وإذا لم يفهم الطالب مضمون هذه المادة لا يستطيع متابعة مسيرته الفنية بعد الكلية فهي من أهم المقررات في المدارس الفنية. وحول نفس الموضوع تقول د. رويدة كناني استاذة في كلية الفنون الجميلة أن الخطة الدرسية لا تأتي من فراغ أو من خارج الكلية وكل فترة يوجد تحديث للمناهج لكن المشكلة أن كل لجنة تأتي تقوم على نسف الخطة الماضية من جذورها وتأتي بخطة جديدة، دون مراعاة الأخطاء التي تعاني منها تلك الخطة، والواقع أننا نعاني من بعض الإشكالات في تطبيق الخطة الحالية التي لم تتلاف سلبيات الخطة السابقة، علماً أنها مبنية على مقترحات خرجت من الأقسام لتقدم إلى لجنة نهائية للدراسة. وتوضح د. رويدة: أن بعض الأقسام تقاعست في تقديم المقترحات وبالطبع ممثل القسم في اللجنة لا يكون ملماً بجميع وجهات النظر والأفكار التي يريدها أساتذة هذا القسم ، فترك الأمور بكاملها إلى اللجنة. وتقول : أنا لست مع وجود كتاب جامعي ثابت ، والكل يعرف أننا نأخذ عنواناً ونبحث ضمنه ومطلوب من الطالب التعرف على ملحقات أخرى بالإضافة للكتاب، وبالتالي نحن لدينا مقررات ليس لها كتب، ويوجد مقررات تعتمد على النوطة، ويوجد مواد احدثت وتحتاج لفترة زمنية حتى يتم طباعة كتاب لها، ويوجد عدم تنسيق في توزيع المقررات على سنوات الدراسة وكل ما نريد قوله: إنه ليس من الاعجاز وضع خطة مناسبة تلم بكل الاختصاصات وبمشاركة الأساتذة الذين هم أكثر ملامسة لهذا الجانب. الفن يؤخذ ..لا يعلّم يناقش د.فواز البكدش عميد كلية الفنون الجميلة مسألة المناهج والخطة التدريسية من مقولة الفن يؤخذ ولا يعلّم، والكلية تعطي معلومات عن الفن مثل ( مبادئ المنظور، الظل والنور، والدراسة عن موديلات حية موجودة، نماذج تاريخية.. الخ) بمعنى نعطي معلومات للطالب الذي هو بالأساس موهوب. قائلاً: الكلية تعمل وفق خطتين، السنة الثالثة والرابعة تدرسان وفق الخطة السابقة والسنوات الأولى والثانية وفق الخطة الجديدة، ومع ذلك لا يوجد فوارق بين الخطتين الا في آلية تنفيذ الدرس. وقد وجهنا إلى الأقسام لإعداد دراسات وتصورات استعداداً لتحديث الخطة الدرسية، وبعد ذلك تحول هذه التصورات والمقترحات إلى مجلس الكلية ومنه إلى الجامعة. تشجيع حركة الترجمة وخلال هذا الحوار أكد د. فواز البكدش عميد الكلية أن إعداد الخطة هو من متطلبات العصر والفن بحالة تحديث عالمي، والأساتذة يطلعون على الخطط الدرسية في مدارس عالمية وفي دول عربية وعليه تبنى التصورات ، فيكون إعداد الكتب بالتشاركية وهنا نشير أن المراجع باللغة العربية قليلة جداً ومازالت حركة الترجمة ضعيفة بالنسبة للفنون الجميلة.. ونحن بحاجة لحركة تشجيع للمترجمين واعطائهم تشجيعاً مادياً لهذه المبادرات ، و لحسن الحظ أن مناهجنا بصرية بنسبة 70٪ ، و30٪ فقط تعتمد على القراءة.. ولكن هذا لا يلغي حاجتنا إلى مراجع مكتوبة في علم الجمال وتاريخ الفن والعلوم الفنية المعاصرة و ... الخ. ميساء الجردي |
|