|
شباب إذا تعرضت كثير من الأنواع اللازمة للتوازن البيئي, تسممت الأنهار وماتت الحياة في بحار كثيرة, أصبحت السموم الكيماوية والإشعاعات تنتشر هنا وهناك كمخلفات لحضارة لا يدرك صانعوها أو لايهتمون ماذا سيتركون للأجيال القادمة من أمراض وعلل وسموم كل هذا أصبح مؤرقاً لكافة المجتمعات بمؤسساتها ومنظماتها وأفرادها. فالدفاع عن بيئة سليمة أمسى واجباً أخلاقياً مطلوباً التقيد به على كافة المستويات والتطوع بات من الأمور الملحة التي تتطلب من الجميع المشاركة في الخدمة العامة البيئية كضرورة ومقترح يعمل عليه الشباب كما في مجموعة (رواد الطبيعة) التطوعية التابعة للاتحاد الرياضي وقد حدثنا عنها عيسى شعبان عضو ورئيس سابق للفريق فقال: تعتمد المجموعة على جهود الشباب وأنشطتهم في المجال البيئي حيث تقام الندوات العلمية والثقافية حولها كما تنجز المعسكرات التخييمية والرحلات الهادفة للتعرف على الطبيعة والإرياف والأماكن الأثرية بقصد التشجيع للتعايش مع الطبيعة من خلال خطط وبرامج والفعاليات التي تقوم المجموعة بها ومشاركاتها الثقافية والفنية والإنسانية التي توجه تحديداً إلى الاهتمام بالبيئة, كما نحاول تعميم التجربة وأهدافها على كافة سورية مشجعين الشباب على العمل بأنفسهم للحفاظ والتوعية حول البيئة, خصوصاً أن الجانب التطوعي هو الأفضل في مثل هذه الحالات لأن حل المشكلة البيئية يعتبر مسؤولية واسعة الطيف تبدأ بالقطاعات المختلفة في الدولة وتنتهي بالأفراد, أما السيدة زاكية شعبان عضوة في الفريق قالت: قمنا مؤخراً بمعسكر تخييم نظّف شاطىء (العيسوية) كما شارك في السابق ثمانون عضواً من الفريق في حملة التنظيف الوطنية للشاطىء السوري وحصل على درع تكريمي لأعماله تلك. كما شاركنابحملة التشجير لقاسيون وقمنا بزرع 500 شجرة وآخر ما أنجزناه تنظيف (بحيرة زرزر) حيث نسقنا مع البلدية وساعدتنا في تحقيق ذلك, والجدير ذكره أننا شجعنا رحلة مدرسية للمشاركة في هذا العمل التطوعي بشكل تلقائي وإن دل ذلك على أهمية الأسلوب التطوعي الذي نعمل في إطاره ليس من أجل البيئة فقط بل توسعت أنشطتنا إلى مجالات ثقافية أخرى, وأقمنا حفلة موسيقية قام بها أعضاء الفريق كان ريعها بكامله لنادي الأمل لرياضة المعوقين. حول نشر الوعي وأسلوب العمل الشبابي المطروح حدثنا الدكتور (طلال مصطفى) جامعة دمشق فقال: المشاركة في الخدمة العامة والعمل التطوعي ظاهرة جديدة, وقد استندت ذهنية الناس على ثقافة متكئة على الدولة في كل شيء وبالتالي افتقد المجتمع اسلوب العمل عبر الجمعيات التطوعية التي يمكنها تقديم خدمات مختلفة وعلى الرغم من وجود إرث ثقافي يحث على تقديم الخدمات في شكل من التعاون والتعاضد إلا أنه لم يؤطر ضمن طابع مؤسساتي رغم إمكانية التصدي لكثير من القضايا الملحة كما أثبت الواقع بسبب التحكم السريع وسرعة اتخاذ القرار البعيد عن اليبروقراطية, وقد أنشئت الكثير من الجمعيات بعد عام 2000 فكان (الحفاظ على البيئة ومكافحة التصحر ,الهلال الأحمر, قوس قزح) وغيرها وأضحت مشاركة المواطن والشباب في مجال التنمية المستدامة من المسلمات التي تفرضها معطيات الواقع الجديد والذي يتطلب من الجميع المساهمة خصوصاً في القضايا الملحة ومثلها التوعية حول مشكلة البيئة ومخاطرها الاقتصادية والصحية والجغرافية وغيرها, حيث إن هذا الجانب يتطلب العمل الكثير والسبل مختلفة, فما المانع من أن ننشىء مثلاً منظمة لمكافحة (الهدر في الماء) وتقديم التوعية حتى بالشكل المباشر للناس وعبر الإعلام أيضاً, حيث يوجد لا مبالاة وجهل تجاه قضايا البيئة وتلوثها بأنهارها والحفاظ على محمياتها. من جهة ثانية تشجيع الشباب على العمل التطوعي يحمله قيمة ما لعمله بخلاف الأسلوب الإملائي, لذلك فشلت الحملات التي قامت بها الجامعة لأنها لا تحمل الطابع التطوعي للشباب من تلقاء أنفسهم, لذلك غرس ثقافة التطوع له الدور الأكثر فعالية, ولابد من التوجه إلى وزارة التربية كي تضمن ثقافة التطوع لكل المناهج الدراسية فهو الاسلوب الأهم لتطوير المجتمع كما أن التطوع سمة حضارية وعلى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في نفس الوقت تشجيع الجمعيات التطوعية وفتح المجال أمام الشباب وتسهيل الإجراءات القانونية لفسح المجال أمام الجميع للمشاركة في الخدمة العامة بكافة أشكالها, لكن أقول لماذا الشباب أكثر من غيرهم ..? لأنهم يشكلون 50% من المجتمع والأكثر تقبلاً وتحمساً لكل ما هو جديد ولديهم الإمكانية للقيام بالعمل التطوعي لأسباب كثيرة. وإذا كنا كتبنا هذه المادة قبل الأزمة الحالية فإننا بعدها نرى الشباب يتطوعون من كل مكان لهم للمشاركة وتثبيت دور لهم بما يدور. |
|