|
شباب
فالرجل المولود في العام 1960 في قرية البازورية بالقرب من صور, والذي استلم الأمانة العامة لحزب الله عام ,1992 هو أولاً الرجل الذي قدم ابنه هادي شهيداً في المواجهات مع العدو الصهيوني, وهو ثانياً الشخصية العربية التي ترفع صورها في شوارع أكثر من مدينة عربية إسلامية وعالمية, بعد الراحل جمال عبد الناصر, وهو ثالثاً الشخصية التي تشكل محط أنظار الملايين أعداء وأصدقاء. الصدق.. الانفتاح على الآخر يجد سمير في شخصية السيد حسن نصر الله مالا يجده في شخصيات معظم القادة فيقول (إنه الشخص الذي تصدقه, فهو ليس رجل شعارات ولكنه رجل العمل والأمل والثقة بالنفس والإيمان, وما يلفت نظري تواضعه غير المتعمد, لذا يبدو قريباً جداً من الجماهير وحاضناً لهم وليس العكس, فهو عندما يتحدث عن الأسرى مثلاً فإنه يذكرهم بالاسم وكذلك عندما يتحدث عن شهداء الحزب). يحاول رامي التأكيد على تباين الخلفية العقائدية بينه وبين.. السيد.. فهو يوضح بمناسبة وبغير مناسبة أنه علماني جداً, ويقول (لكن هذا لا يمنع من القول أنني أكن كامل الاحترام للسيد, وخصوصاً بعد أن قرأت حواراً أجري معه, يؤكد فيه استعداده للنقاش في مسألة الإلحاد والإيمان, وشكل هذا مفاجأة بالنسبة لي, وأيضا فإن تحالفه مع التيار الوطني الحر ومع الحزب الشيوعي اللبناني يشير إلى مدى تقبله للآخر). أما عبير فتتحدث بكثير من الافتتان عن الحضور (الكاريزمي) للسيد, وهي تتفق مع سمير على عفوية وتلقائية هذا الحضور وتستدل على ذلك (بروح النكتة الخفيفة والرائعة التي يتمتع بها السيد, على الرغم من كونه مرجعاً دينياً وشخصية سياسية بارزة). أما سناء فهي تعتقد أن ما يجعل (السيد) حالة استثنائية هو البساطة التي يتعامل بها مع أشياء يعتبرها الكثيرون ضخمة و معقدة وتضيف (الطريقة التي يوصف بها القضايا ويحللها, هي طريقة القروي في حساب محاصيله, فهو يعلم أن الاحتلال شر لا بد من الوقوف في وجهه, وأن الحرية هي أغلى ما يمتلكه الإنسان, وأن اسرائيل هي العدو الأساسي للبنان والعرب, ولذا فهو يجسد بالقول والعمل وبالعمل قبل القول, مبادئه البسيطة ولا يساوم عليها). مبادىء ووضوح و.. شجاعة يعتبر محمد أن أهمية (السيد) تأتي اليوم في زمن حرج, ضاعت فيه المبادىء لحساب المصالح, ويضيف (لكن ما يميز السيد هو قدرته على التمسك بالمبادىء لأنه على يقين من أن هذه المبادىء هي التي تولد المصالح الحقيقية, والتي لا تعود بفائدتها على شخص أو فئة وإنما على شعب بأكمله وأعتقد أن هذا التمسك بالمبادىء لا يمكن أن يصدر سوى عن شخص نظيف القلب واليد) تتابع فاتن من حيث انتهى محمد لتؤكد ( أن تمسك السيد بالمبادىء نابع من إيمان عميق بها, ومن شجاعة لا يتمتع بها الكثيرون ممن يسمون- زوراً- قادة). يحاول عبد الله أن يضيء على الجانب الأكثر إنسانية في شخصية السيد- بحسب رأيه- فيقول (عندما كان ا لسيد يرد على رسالة المقاومين, كان صوته يتهدج وربما على حافة البكاء, وهذا ما انتبه اليه الكثير من الناس, كما أن اعتذار السيد من العائلة العربية في قرية الناصرية الفلسطينية, التي قصفت خطأ بصواريخ حزب الله, يدلل على المستوى الأخلاقي للسيد, وعلى الحساسية العالية التي يتعامل من خلالها مع هذه المسائل). يتفق فادي مع عبد الله, ويضيف(إن ابتعاد السيد عن الخطابات الرنانة والفارغة, يعيد طرح القضايا التي نسيناها, ويكسبها حيوية وراهنية, بعد أن أفرغتها الخطابات الرسمية من كل حيوية وحياة, لكن السيد, ومن خلال الإيمان العميق بهذه القضايا,يعيد طرحها كأسئلة جدية تتعلق بوجودنا كأمة وكقضايا ملحة لا تحتمل التأجيل). |
|