|
فنون
تزداد (الأنا) في نفوس أبنائه ويبيعون ضميرهم للشيطان ، ورغم عطاءات الأب كلها يصبح مصيره في مأوى العجزة محاولاً التمسك بالحياة في حين أن عقوق الأبناء دفعهم لعد ما تبقى له من أيام في الحياة .. إلا أن حدثاً افتراضياً يندرج ضمن إطار الخيال العلمي يقلب الموازين ويعيد للأب الأمل في الحياة .. فهل يقوى هذا الحدث على تغيير النهاية القاسية لحكاية عقوق الأبناء وتضحيات الآباء ؟.. تساؤلات يثيرها الفيلم التلفزيوني (الزائرة) الذي يحمل أبعاداً إنسانية اجتماعية وتربوية أخلاقية ويخاطب الضمير الإنساني الحي .. كتب نصه الدكتور طالب عمران ، الحوار لرانيا درويش ، وقامت بإخراجه سهير سرميني وهو من إنتاج الفضائية التربوية السورية ، وتمثيل عدد من الفنانين ، منهم : مظهر الحكيم ، شكران مرتجى ، جهاد سعد ، روعة ياسين ، شادي زيدان ، رباب كنعان ، صبحي الرفاعي ، فاتح سلمان ، علا بدر .. دراما وخيال علمي حول الجديد المُقدم في العمل تقول المخرجة سهير سرميني : (قام الكاتب د.طالب عمران بتوظيف الخيال العلمي بشكل ذكي في النص لتتم معالجته بشكل إنساني جذاب إضافة إلى ما يملك من عمق في المعالجة الدرامية فيما يتعلق بتخلي الأبناء عن والدهم) ، أما عن ماهية فكرة الخيال العلمي المطروحة في الفيلم ومدى المزج والانسجام بينها وبين الحكاية الدرامية والهدف من وجودها ، تقول : هناك حدث ما يظهر في حياة الأب يؤدي إلى تقديم يد المساعدة والرعاية له والسبب في ذلك حالة وفاء تجاه الأب لما قدمه بوقت سابق .. وبالتالي الخيال العلمي سيظهر من خلال الحالة التي سترعى الأب فيما بعد ، وهي حالة تحوي مفارقة بين الحالة الواقعية والحالة الافتراضية التي حدثت من خلال الخيال العلمي. ويشكل ذلك رسالة أكثر منه واقعاً أو حقيقياً والهدف منه إيصال فكرة معينة للناس . وحول سؤال إن كان لحالة الخيال العلمي التي ستظهر في المراحل الأخيرة من الفيلم مقدمات في بداية ، قالت : (أبداً ، فحتى المشاهد العشرة الأخيرة من الفيلم نعرف أن هناك حالة غير واقعية ستحدث) . أما عن خيارات الرؤية البصرية في العمل، فتقول : (هناك أماكن في النص تحتوي على جرعة انسانية عالية ، وأماكن أخرى تحوي حالات مختلفة من صراع وطمع الأولاد في الميراث .. وبالتالي تم توظيف الكاميرا بصرياً في كل مكان بالشكل المناسب لالتقاط حالة المشهد) . محطات أبي سمير الفنان مظهر الحكيم يؤدي شخصية (أبو سمير) الأب المضحي الذي عاش ألم جشع أولاده ، تحدث بداية عن أسلوب المخرجة سرميني في الإخراج مبدياً إعجابه بتعاملها مع أدواتها بانسيابية ورقي ، كما رأى أن النص يحوي حالة إنسانية هامة جداً . أما عن المحطات التي تمر بها شخصية (أبو سمير) فقال : يعيش أبو سمير في حياته مجموعة من المحطات والنقلات ، منها ، وفاة زوجته ، اعتناء أولاده به وهو يشعر بالسبب الحقيقي الكامن وراء هذا الاعتناء ، أنانية الابن ، انتهازية الصهر ووصوليته ، العلاقة مع الجيران والمحيط ، الوحدة القاتلة التي عاشها في منزل ضخم ، وعندما شعر أن الأمور ستخرج عن سيطرته لجأ إلى أسلوب مختلف فأعطى أولاده المال لكنهم أخذوه وابتعدوا لأن في نفسهم طمعاً نحو ما ابقاه ليضمن حياة كريمة له وهنا يأتي اقتراحهم بنقله إلى دار المسنين ، فيعيش (أبو سمير) هذا الصراع إلى أن نلمس اللعبة التي لعبها الكاتب عبر حالة إنسانية تجعله يعيش من جديد على الرغم من أن أولاده يتمنون له الموت بسبب جشعهم . خطأ لا يُغتفر تؤدي الفنانة روعة ياسين شخصية نورا ، حول خصوصيتها والصراعات التي تعيشها ، قالت : هي ابنة (أبو سمير) وتشكل ضمن العائلة الفتاة المغلوب على أمرها طيبة القلب و تحمل في داخلها نحو والدها الكثير من الحنان والحب ، إلا أن محبتها لوالدها لم تمنع قلبها من أن يمتلئ بالطمع حالها حال اخوتها بحجة أنها تفعل ذلك في سبيل تحسين مستواها المعيشي ، ولكن عندما يتوفى الأب تشعر أنها اقترفت غلطة العمر والخطأ الذي لا يُغتفر ، لأنه توفي قهراً وحزناً بسبب أولاده ومعاملتهم القاسية له . |
|