تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ضريح صلاح الدين لا ضريح شهريار

لبنان
معاً على الطريق
الأربعاء 13-6-2012
نبيه البرجي

مهزلة لغوية وتدعى.. الصراع العربي الإسرائيلي؟

حقاً، ما المانع من أن تستضيف جامعة الدول العربية افيغدور ليبرمان لا كضيف شرف وإنما كحليف وكشريك في صياغة المستقبل الاستراتيجي للشرق الأوسط؟‏

كم ينظر نبيل العربي إليك بازدراء حين تسأله عن أحوال نابلس ورفح ورام الله وعن المخيمات التي مات فيها كل شيءحتى الحجارة وحتى الوجوه وحتى البنادق تكاد تشعر أنك تسأله عن المريخ . لم تعد القضية قضية أرض وقضية أمة وقضية حياة، حتى الحياة تستورد الآن بالصناديق.‏

القضية أصبحت أكياس الطحين وقوارير الغاز وتنكات الزيت التي عليها تواقيع من لايزالون على فراش ألف ليلة وليلة.‏

رغم كل شيء لا يتسع وجه شهريار لشاربي صلاح الدين ولا لقدمي صلاح الدين.‏

عبثاً تحاول أن تبحث عن إسرائيل في أي مقال، غواصاتها النووية غواصاتنا، دباباتنا، أنبياؤها أنبياؤنا، أما من يعترض، أما من يرفع يده، فالمال جاهز والايديولوجيا جاهزة لتحطيم هذه اليد.‏

نستعيد فقط ما قاله جون بولتون ذات يوم لمندوب عربي في نيويورك «بقاؤكم في إسرائيل ومع إسرائيل». هي التي تحميكم من هيستيريا الزمان ومن هيستيريا المكان. يعمل نبيل العربي بالنصيحة بحذافيرها لا عرب من دون.. إسرائيل!.‏

وإلا هل هذا الذي يحصل هو تحطيم للنظام في سورية أم تحطيم للدولة في سورية وللدور في سورية كما لو أن جوزف سيسكو لم يهمس في إذن أرييل شارون ومتى نراك في أسواق دمشق؟ وكان أحدهم في لبنان قد استصرخ رجب طيب أردوغان بالقول «ياحاكم اسطنبول ادخل فاتحاً أو غازياً إلى دمشق..»‏

كما لو أن هذه المدينة ليست روح العرب تاريخ العرب، لؤلؤة العرب التي ومهما تكاثرت الجراح تبقى الصرخة في وجه من قرر تدمير المنطقة على أهلها وتحت شعارات بلهاء، فمن قال إن الباب العالي سواء كان بعيداً أم قريباً يريد سورية البهية الشاهقة التي بدورها تحمي العرب وشرف العرب؟‏

اسرائيل ليست العدو، سورية هي العدو فأعدوا لها ما استطعتم من رباط الخيل ولا تبقوا فيها حجراً فوق حجر لأن بقاءنا في «إسرائيل» ومع «إسرائيل».‏

قال يوئيل ماركوس ما معناه إنها الحرب التي لم يقع فيها جندي إسرائيلي واحد.‏

تكفل العرب الأبرار بتدمير سورية وبتجويع سورية لكنهم لن يستطيعوا البتة أن يرغموها على أن تطأطئ رأسها..‏

تذكروا أن فيها ضريح صلاح الدين لا ضريح شهريار!!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية