|
فضائيات
إذا لم تلغوا اشتراك القنوات السورية الرسمية وغير الرسمية ، فسنلغي التعامل معكم. لكن هل يستجيب هؤلاء للتهديد والوعيد ؟ أعتقد أن الغاية الرئيسية لهؤلاء العربان ، هي محاولتهم إيقاف صوت الحق السوري ،من خلال هذا التصرف الأحمق، الذي لا يعبر إلا عن مجموعة من الخائفين منه، الذين يأملون ألا يصل هذا الصوت أو أصوات ٌ إعلامية ٌ أخرى ، مختلفة ٌ عن توجهاتهم ، إلى شعوبهم ، كي يبقى تأثيرهم عليهم ، وتضليلهم دائما . من هنا يأملون في استمرار دوران طاحونة التخلف ، وإبقاء (الثور العربي ) مطمش العينين وهو يستمر في الدوران حول (الترعة ) المتخلفة المرتبطة بالإدارة الصهيونية والأمريكية .. قرارات المتخلفين العرب التي بدأت بتعليق عضوية سورية ، وسحب السفراء ، تعليق بعثة المراقبين العرب ، التعلق بالجهود الدولية وإحالة الموضوع إلى مجلس الأمن بعد أن اقتنعـــوا أنهم لن يؤثروا بالموقف السوري ،هذه القرارات تأخذ منحى مختلفـــا اليـــوم بواسطة محاولـــة منع الصوت السوري من الوصول . تكمن المشكلة إذاً في أن أحدا ما ، أشقاء ما ، يحاولون جاهدين خنق سورية بأية وسيلة ٍ كانت ، أو توفرت ، وأرى بالمقابل أنها جعجعة بلا طحن ، هذا ما يجب أن نركز عليه في نقاشنا مع العربان الذين يجب أن نتعامل معهم على أنهم على الأقل ( الأخوة الأعداء ) إن لم يكونوا أعداء ً حقيقيين للمواطن والوطن السوري؟ هؤلاء (الأخوة) يسمحون للمحطات الجنسية والدينية الهدامة بالبث في أقمارهم ، ويمنعون أية قناة ٍ تختلف معهم ، وأية أفكار لا تناسبهم ، رغم تشدقهم الدائم ، وشعاراتهم الدائمة بالرأي والرأي الآخر ، ترى ما هو الرأي الآخر عندهم ؟ منذ أيام لفت انتباهي رسم ٌ كاريكاتوري ٌ لسيارة سعودية،أو أفغانية ، ملفوفة بشادر فيه مجال ٌ لعينين تريان الطريق فقط دون أي شيء ٍ آخر . ذكرني الرسم ببرنامج حوار ٍخليجي يبث تحت شعار - الرأي والرأي الآخر- برعاية ( شماغ البسام ) « وشنه تبغي ؟ شماغ البســـام ؟ هـــاد كاتـــم الذكـــاء المخصص للرجل الوسيم، ومصنوع في لِنْدِن «. كل ذلك لإلهاء الناس عن الحقيقة بينما يلهون هم تحت (شوادرهم الخاصة ) في قصورهم دون أي رقيب . وجامعتهم العربية ما تزال تراوح مكانها ، معتقدة ً أنها تفعل الصواب بقطع جميع الطرق مع دمشق . أما العربان ومن خلال ربيعهم العربي فقد اتضح أن عناصر التخلف ومعطياته ومفاهيمه صارت بفعل الثورات العربية أكثر من عناصر التنوير والتحضر، والطائفية والقبلية والأيدولوجيات الدينية أقوى من مفاهيم الحرية والمدنية والتسامح والعدالة ،مما يدل أن الثورات العربية خلقت حالة من حالات الفوضى السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهي فوضى لم تسلم منها جل الخارطة العربية . من هنا لا بد من بديل ٍ قدمه لنا التطور التقني وهو الاعتماد على الفضاء الالكتروني والاهتمام به جدياً ، لإيصال الصوت السوري المتفرد في عالم تخلف ٍ وغباء ٍ يحاول الاعتداء على قيم الحضارة السورية بكل مكوناتها . |
|