|
شؤون سياسية وفي ذات السياق لم تكن أيضاً تصريحات مسؤولين أمريكيين لصحيفة ماكلاتشي الأميركية حول مسؤولية تنظيم القاعدة عن تفجيرات دمشق وحلب مبنية على معلومات دعائية بل تؤكد حقيقة محاولات بعض دول الجوار التدخل في الشؤون الداخلية السورية خدمة لأجندة غربية أميركية إسرائيلية على وجه التحديد. إرسال قوات لتقديم الدعم سواء المعلوماتي أو اللوجستي يأتي ضمن إطار التصعيد الذي تنتهجه بعض الدول الغربية والعربية والاقليمية بعد الفشل الذريع في استصدار قرار عبر مجلس الامن يبيح التدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية خاصة وان دولاً كالولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وبريطانيا تحاول ان تعوض شعورها بالهزيمة على المستوى السياسي العالمي بعد الفيتو المزدوج الروسي والصيني على مشروع القرار العربي الغربي الذي يضع مقدمات مفتوحة للتدخل في شؤون سورية والذي يعد فاتحة جديدة لنشوء نظام عالمي متعدد الأقطاب يضع حداً للهيمنة الامريكية على المؤسسات الدولية لتبرير تدخل واشنطن في شؤون الدول التي لاتسير في فلكها ولاتخضع لمشيئتها ومن ضمنها سورية هذا من جهة ومن جهة ثانية فتح الموقف الروسي الصيني في مجلس الامن الباب لكي تاخذ هاتان الدولتان دورهما في حماية حقوق الشعوب عبر استعادة مكانتهما على الساحة الدولية . ولذلك فان التصعيد الحالي هو نتيجة طبيعية ليس فقط لفشل بعض الدول الغربية في أخذ تفويض للتدخل في شؤون سورية بل أيضاً فشل لملحقات هذه الدول في المنطقة من دول عربية واقليمية تريد أن تاخذ ادواراً جديدة خدمة لأسيادهم الغربيين كقطر وتركيا عبر مواصلة الضغط على سورية سواء بالتصعيد الميداني للعنف وتأجيج العنف والاقتتال بين السوريين وتهريب السلاح إلى داخل الاراضي السورية أو عبر الضغط بوسائل سياسية كإعلانهم المشبوه عن النية بتأسيس رابطة أوتجمع باسم ( أصدقاء سورية ) او ماشابه من ضغوط ومن هنا يمكن أن نفهم أيضاً إصرار المعارضة على عدم الدخول في أي تسوية للأزمة الحالية عن طريق الحوار لأن المطلوب أمريكياً وغربياً ليس التسوية والاصلاح والديمقراطية بل المطلوب أخذ الامور باتجاه المزيد من التصعيد والاقتتال الداخلي يقابله ضغوط خارجية تجعل من أي جهود تتخذه القيادة السورية باتجاه الإصلاح والتسوية عملية صعبة وغير واضحة النتائج بالرغم من الخطوات الكبيرة التي اتخذتها سورية في هذا المجال. لذلك فان الدور المشبوه لبعض الدول العربية سيزداد سعاره في الفترة القادمة سواء إعلامياً أو عبر تزويد المسلحين بكل وسائل القتل والدمار خاصة وان هذه الدول الصغيرة تسعى لأخذ دور أكبر من إمكاناتها البشرية والجغرافية والتاريخية وهي لذلك مستعدة لتقديم ولعب كل أنواع المؤامرات من اجل نيل رضا أسيادها الغربيين وقد كشفت مصادر معلوماتية عن العلاقة الوثيقة بين مسؤولي هذه الدول العربية واللوبي الصهيوني . ولذلك كما عبر كاتب مصري فان دويلة قطر على وجه الخصوص « تريد أن تعيش في ثوب الدول والكيانات الكبيرة وتتناسى دائما هي وحاكمها والذين يخططون لسياسة فضائيتها أن الكبير يظل كبيراً حتى ولو طرأ عليه بعض الضعف وأن الكيانات الصغيرة تنكمش وتبدو فى صورة مضحكة ومثيرة للسخرية لو ارتدت أثوابا فضفاضة لا تتناسب مع حجمها ولا مكانتها ولا تاريخها ولا ثقة العالم بامكاناتها0 وعلى هذا الأساس فان التفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا في حلب وراح ضحيتهما عشرات القتلى والجرحى يأتيان ضمن سياق التصعيد والحملة المسعورة ضد سورية وتنفيذا قامت به أدوات مجلس أسطنبول وبعض الأنظمة العربية والإقليمية والتي تسعى بالتعاون مع حلفائها الغربيين من المستعمرين القدماء الجدد إلى تأسيس ما يسمى مجموعة (أصدقاء سورية) من أجل زيادة تدخلها في شؤون سورية والمنطقة لتقسيمها وتفتيتها لتسهيل فرض الهيمنة الأميركية والغربية عليها. أن هذا التصعيد المتواصل ما هو إلا وسيلة لاستكمال مخطط التأمر على سورية واستباحة دماء أبنائها عبر دعاوى مغرضة تبيح القتل والتخريب وتأمين منافذ ومعابر لتهريب السلاح واستدراج عناصر من المرتزقة والارهابيين إلى الداخل السوري وهو الأمر الذي كشفه وكيل وزارة الداخلية العراقية حول توجه مسلحين عراقيين إلى سورية وتصاعد تهريب الأسلحة إليها. كما أن تقديم الدعم للمجموعات الإرهابية المسلحة هو جزء من هذا المخطط التصعيدي ولم يعد خافياً على احد هذه الحقيقة فقد كشفت العديد من التقارير ووسائل الاعلام الغربية ومن ضمنها صحيفة التايمز البريطانية عن قيام السعودية بتمويل المعارضة وتوجه قطر لتزويد ميليشيا ما يسمى الجيش الحر بصواريخ ميلان الاوروبية المضادة للدبابات. وبالمحصلة فأن الحملة التصعيدية ضد سورية أتت بعد الإفلاس الذي تلقته جوقة العدوان على سورية في مجلس الأمن فكان لابد من أوامر عمليات جديدة لتأجيج الوضع وإدخاله في فصل جديد هدفه سفك المزيد من الدم السوري خدمة لأجندة خارجية هدفها إضعاف سورية والنيل من دورها الوطني والقومي |
|