تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من يخوض انتخابات الأليزيه؟

مجلة لوبوان
ترجمة
الأحد 19-2-2012
ترجمة مها محفوض محمد

دخل التنافس في انتخابات الرئاسة الفرنسية مراحله النهائية مع احتدام الصراع بين المرشحين على كسب أكبر شريحة شعبية من الناخبين ويبدو أن الغالبية العظمى من الفرنسيين يناهضون سياسة رئيسهم الحالي نيكولا ساركوزي.

فنسبة البطالة وصلت إلى المستويات التي سجلتها عام 1999 كذلك الأمر بالنسبة لزيادة الضريبة على المنتجات المستهلكة كما اشتد الهجوم على سياسة ساركوزي سواء من قبل الأحزاب اليمينيه أم من اليسارية إذ تشكك كل منها بقدرة ساركوزي على البقاء في منصبه.‏

و كان ساركوزي قد ادعى في العام 2007 بأنه قضى على الجبهة الوطنية التي كان يتزعمها جان ماري لوبين غير أنه اليوم لا يستطيع أبداً الادعاء ثانية مع نزول ابنة لوبين إلى الساحة وتحول الكثير من الفرنسيين اليمينيين إلى تأييد تلك الجبهة، كذلك الأمر بالنسبة للاشتراكيين الذين يتزعمهم اليوم فرانسوا هولاند و هو من أخطر منافسي ساركوزي على الرئاسة إضافة إلى صعود مرشحين لا يقلون أهمية و مكانة من فرانسوا هولاند و مارين لوبين مثل فرانسوا بايرو الذي أعلن رسمياً ترشيحه لانتخابات الرئاسة و يعتبر المرشح الثالث الأكثر احتمالاً للفوز بتلك الانتخابات.‏

هذا وقد أعلنت مارين لوبين على صعيد سياساتها المعلنة بأنها ستشد الأحزمة بالنسبة لموضوع الهجرة إلى فرنسا و بالنسبة لمساهمات فرنسا في الاتحاد الاوروبي أيضاً في مكافحة التهرب الضريبي و قد حصد حتى الآن أكثر من 12٪ من الأصوات المؤيدة في استبيانات الرأي.‏

هناك أيضاً دومينيك دوفيلبان ( رئيس وزراء شيراك ) الذي له شعبيته أيضاً غير أن المراقبين يرون في ترشيحه عملية انتقام من ساركوزي لا بل محاولة لإسقاطه على غرار ما فعلت ماري فرانس غارو عام 1981 لإسقاط جيسكار ديستان.‏

ومن المرشحين لتلك الانتخابات هناك أسماء أقل أهمية من غيرها مثل جان بيير شوفينمان و مارتين اوبريو أنصارهما مثل نيكولا ديبون ايغنون المرشح البديل للجبهة الوطنية هناك أيضاً كارل لانغ وهو من الكوادر السابقة في الجبهة الوطنية أسس حزباً يدعى حزب فرنسا هدفه إسقاط آل لوبين كذلك الأمر بالنسبة (لفريدريك اينهوس الذي كان مرشحاً عام 2007 ويمثل جماعة الخضر وهو من أكثر الذين يحظون بتأييد الأرياف إذ يشغل منصب رئيس جمعية حماية الحيوانات البرية و حماية الطبيعة أيضاً هناك ايرفي موران وزير الدفاع السابق الذي يمثل الوسط الفرنسي.‏

أما رئيس الوزراء الحالي فرانسوا فيون فيبدو أنه يتعرض لهجوم واسع من قبل المناهضين لسياسات ساركوزي باعتباره المنفذ لتلك السياسات حيث صرح هؤلاء بأن ما ينتظرونه ليس فقط تغيير رئيس الجمهورية إنما التغيير في سياسة الدولة على الصعيد السياسي و الاجتماعي وإنه يجب رد الصفعة صفعتين لساركوزي الذي يحتقر ذوي الدخل المحدود ويراهم عبئاً على الدولة كما العاطلين عن العمل و المرضى الذين اتهمهم ساركوزي بالكذب والدجل كما اتهم الشبيبة بأنها فئة من الأنذال كل ذلك التحويل أنظار الناخبين عن المشكلات الحقيقة الفعلية التي أوصلت سياسات ساركوزي المتهورة فرنسا إليها. فهو لم ينجح في تطبيق سياسات أنجيلا ميركل على الأوضاع الفرنسية لم يعط الفئات العمالية العطل المأجورة لا بل اعتبر أن التقاعد في سن الستين والـ 35 ساعة عمل خلاصاً للأزمات الاقتصادية التي تعاني منها فرنسا، وقد حمل ساركوزي وطاقمه الحكومة الاشتراكية هموم الشعب الفرنسي واعتبر أن السياسات الاشتراكية منذ أيام ميتران هروب إلى الأمام بالنسبة للميزانية وجاء رد النقابات العمالية من قبل الاشتراكيين على لسان برنارد تيبو بالقول:‏

لا يحق لأي رئيس التعرض للضمان الاجتماعي و الطبابة كما أنه لا يمكن لأي رئيس دولة مهما كانت سلطته أن يفعل ما يحلو له بالنسبة للتأمينات الاجتماعية فتلك التأمينات هي مكاسب للفئات العاملة ولأصحاب ذوي الدخل المحدود حيث كانت حكومة ساركوزي رفعت ضريبة T.V.Aعلى السلع بنسبة 3٪ ما أدى إلى تراجع القوة الشرائية عند الطبقات العمالية مع أن ساركوزي لا ينفك يردد بأنه يسير على خطا ديغول.‏

الجميع يعلم أنه يدعي ذلك لأن ديغول كان يقول للشعب كل شيء و لا يكتفي بتجميد فرنسا و اللعب على انقسامات اليسار فادعاء ساركوزي أن فرنسا تساوي ألمانيا على الصعد السياسية لا يكفي ثم إن طروحات فرانسوا بايرو المحتمل نجاحه الذي رفع شعار: «لنشتر بضاعة فرنسية» حقق شعبية أكبر من منافسيه ساركوزي وهولاند الذين يمتدحون المؤسسات الرأسمالية، أما احتمال أن يفوز بايرو فذلك لأنه لم يحرق أوراقه بالادعاء أن دخل المواطن الفرنسي يجب أن لا يتجاوز 850 يورو حيث أسقطت الأزمة الاقتصادية الحالية في فرنسا هذا الطرح مع تراكم ديون فرنسا الخارجية وشد أحزمة ميزانية الدولة لدرجة تثير القلق، هذا ما دفع ساركوزي للإعلان عن انسحاب القوات الفرنسية من أفغانستان بعد أن غاصت فرنسا وحلفاؤها الايطاليون والبريطانيون في وحول الحرب على ليبيا التي ستطيح بساركوزي ومؤيديه في الأحزاب الفرنسية كما يتوقع المحللون.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية