تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ديمقراطية الأرض المحروقة ...

البقعة الساخنة
الأحد 19-2-2012
ديب علي حسن

لا أدري لماذا نصدق أن المستعمر يغير لونه وأدواته ووسائله، أو غاياته ... نذهب إلى القول إنه صار أكثر ذكاء ودهاء ، وأن مايسعى إليه لم يعد فجاً مباشراً..

ترى هل مانراه الآن على أرض الواقع يدلل على صدق مانذهب إليه من تغيير أهدافه ووسائله...؟!‏

لاأعتقد أن عاقلاً على وجه الأرض لايرى ومن بعد آلاف الأميال، مباشرة ودون مواربة - يرى غايات الاستعمار الغربي المسعور حنيناً إلى مطلع القرن العشرين حيث كان هنا، وعملت مؤامراته تمزيقاً وفتكاً ، وتدميراً بهذه المنطقة وهانحن الآن ندفع ثمن مااقترفه بحقنا، وماكادت أوطاننا تلملم جراحها وتنهض حتى عاد ثانية ، والآن نرى مايجري من فظائع يرتكبها بألف شكل ولون وتحت مسميات مختلفة.. إنها سياسة الأرض المحروقة ، فهل من أحد يستطيع أن يصدق أن حرق وسائل النقل وتخريب الممتلكات العامة، وضرب خطوط نقل النفط والطاقة ، ونهب محتويات الكثير من مراكز البحوث الزراعية.. وما في القائمة من جرائم ترتكبها المجموعات المسلحة على الأرض السورية هو عمل من أجل الحرية.. وأي حرية وأي حراك شعبي هذا الذي يتكالب أعداء سورية على العمل من أجل دعمه وتزويده بالمال والسلاح، وربما كما تشير التقارير والمعطيات العمل مباشرة وعلى الأرض وتوجيهه نحو الأهداف التي يجب عليه أن يخربها لتشل حركة الاقتصاد السوري، ألم يفعل ذلك السفير الأميركي بدمشق حين التقى بما يسمى ( المعارضة السورية في باريس ) وكان أمر عملياته : استهدفوا البنية التحتية أينما استطعتم..!‏

تصعيد خطير كل يوم تتكشف أبعاده وأهدافه، ولايخجل رعاته من الأعراب والأغراب والغربان من التصريح أنهم يؤيدونه ويريدونه ويعملون على عقد مؤتمرات دولية من أجله..‏

فالغاية ليست ديمقراطية ولا تحولات سياسية واجتماعية، إنما شعارات أريد بها باطل.‏

تكسرت مؤامراتهم واحدة تلو الأخرى وتتساقط أوراقهم واحدة واحدة وتمضي سورية في طريق التجديد وبناء المستقبل فالإصلاح جار على قدم وساق نعمل عليه بالتوازي مع إعادة الأمن والأمان، والسوريون مدعوون في الـ26 من هذا الشهر للاستفتاء على الدستور الجديد الذي يشكل نقلة نوعية لسورية المتجددة .. هذه الإصلاحات كلهّا لايراها من يدعي الحرص علينا على دمنا وهو يهرقه بل نرى أنها تزيده إصراراً على متابعة مؤامراته ودفعه بالمزيد من الضغوط والمساعدات للعصابات المسلحة لئلا تحقق سورية أهدافها الإصلاحية كافة.. إنها سياسة الأرض المحروقة .. لكنها لن تفلح أبداً فحضارة عشرة آلاف عام لن تنحني أمام عواصف الغدر وتعرف كيف تعيد الأمن والأمان وتزرع الأمل في نفوس أبنائها .. وإن غداً لناظره قريب، وعلينا أن نسأل لماذا تزهر الديمقراطية في الغرب حواراً وتفاعلاً وعندنا يريدونها موتاً ودماراً وخراباً .؟‏

d.hasan09@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية