|
النص منتقى من قصة لطيفة للأطفال إبهام السمين القصير سبابة ذو الرأس الصغير وسطى الطويل بنصر الجميل خنصر الصغير النحيل
كان كل إصبع يسأل نفسه، نحن نعيش في مدينة واحدة لكن لماذا نحن مختلفون؟! لماذا نحن غير متشابهين؟! إبهام السمين يفكر، ياليتني كنت طويلاً مثل وسطى، لو كانت كل الأصابع سمينة وقصيرة مثلي! وسبابة يفكر: أنا أشبه بنصر لكن لو كان لي رأس مثل رأسه الجميل! وكان وسطى يفكر: أنا الوحيد الطويل لا أشبههم ولا يشبهونني هؤلاء القصار! وكان بنصر يفكر: أنا الأجمل، لكن أشكالهم تسيء إلى جمالي أوف ف ف... ليتني أستطيع الرحيل عنهم! أما خنصر الصغير النحيل فكان يفكر: يا إلهي! أنا أشعر بالخجل، لست طويلاً، لست سميناً، في الصف الأخير ولا أحد يراني، أنا صغير، صغير، صغير! كلما فكرت الأصابع بنفسها واختلاف أشكالها شعرت بالحزن والغضب... وابتعدت عن بعضها بعضاً لم يكونوا يتحدثون ولا يلعبون ولا حتى يبتسمون معاً ويظلون يتساءلون: لماذا نحن مختلفون؟! لماذا لا نتشابه؟! ويفكرون: نصبح كلنا طوالاً.. أو قصاراً.. أو سماناً.. أو.. أو... وفي أحد الأيام، سقطت قرب الأصابع كرة لامعة مضيئة ملونة بألوان الطيف فرحت الأصابع عندما رأت الكرة، وحاول كل إصبع جذبها لنفسه، لكن لم ينجح أحد منهم، تدحرجت الكرة مبتعدة، ومن دون تفكير أسرعت الأصابع معاً لالتقاطها وكانت تلك أول مرة.. يعملون، يتساعدون، مثل أصدقاء، مثل أخوة معاً.. مرحبا.. هذه كرتنا، فهل يمكن أن تعيدوها لنا؟ نظرت الأصابع إلى مصدر الصوت، وكانت أصابع أخرى تشبهها.. أنا: إبهام السمين القصير، أنا: سبابة ذو الرأس الصغير، أنا وسطى الطويل، أنا: بنصر الجميل، أنا: خنصر الجميل النحيل، وقالوا معاً: نحن أصابع المدينة اليمنى كنا نلعب معاً، لكن كرتنا سقطت في مدينتكم سألت أصابع المدينة اليسرى متعجبة: تلعبون معاً، وأنتم لا تتشابهون وأنتم مختلفون؟! ضحكت أصابع المدينة اليمنى وردت: نحن مختلفون... ولكننا متكاملون.. متساعدون.. قال إبهام: لو كنا كلنا قصاراً لم نستطع مسك الأشياء الكبيرة.. وقال وسطى: لو كنا كلنا طوالاً لما شعرنا بالراحة ونحن نعمل.. وقال بنصر: لو لم يكن صديقي خنصر صغيراً لتسربت الأشياء الناعمة والصغيرة من مدينتنا... وقالت سبابة: ما فائدة الأصابع من دون صديقنا السمين القصير إبهام؟ نحن لا نستطيع الإمساك بشيء واحد من دون مساعدته شعرت أصابع المدينة اليسرى بالخجل، فهم منذ زمن بعيد، لم يبتسموا، لم يلعبوا، لم يتحدثوا معاً.. سألت أصابع المدينة المينى: هل تريدون اللعب بالكرة معنا؟ أجابت أصابع المدينة اليسرى معاً: نعم وراحوا يلعبون ويمرحون ويضحكون. |
|