تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الطفـل مدرســة العائلــة

سنابل الطفولة
الأحد 19-2-2012
ملك خدام

خلافاً للمقولة السائدة الأم مدرسة إذا أعددتها.. تنهض اليوم مقولة موازية أن الطفل هو مدرسة كذلك للعائلة بأكملها.. فحين قال القائد الخالد حافظ الأسد «علموهم وتعلموا منهم» كان يعني الكثير، وقد أصاب حينئذ بحكمته المشهورة كبد الحقيقة، وفي تجربة إحدى الأمهات جذبني قولها:

نحن كأهل توقعاتنا كبيرة جداً من أطفالنا ونتعامل خصوصاً مع الطفل الأول بمثاليات عالية كما أننا غالباً ما نحاول مع أطفالنا تفادي الأخطاء التي ارتكبها أهلنا معنا، فننتهي أخيراً إلى صراع داخلي بين تقييمنا أسلوب تربية أهلنا لنا، وبين تحسين وتطوير هذا الأسلوب بما يتماشى مع تطورات الجيل الحالي.. نحن نعيش زمناً صعباً جداً، زمن التكنولوجيا والتطور اللامحدود.. أنا شخصياً واجهت صعوبة في كثير من المجالات التربوية فمثلاً، لم أكن أرغب بجلوس أطفالي ساعات طويلة أمام التلفزيون، كي لا يكتسبوا منه عادات وتصرفات بعيدة كلياً عن عاداتنا، لكن وفي الوقت نفسه أنا على قناعة شخصية أن التلفزيون أساسي وضروري جداً في المنزل في حال تم استخدامه بالشكل الصحيح.. في ذات الوقت أنا أدرك أننا نعيش في بلد عربي محافظ أجمل ما فيه العلاقات الأسرية المتينة والترابط الأسري، وقد أردت -شخصياً- إنشاء أطفالي ضمن عادات وتقاليد هذا المجتمع ولكنني في الوقت ذاته لم أرغب بعزلهم عن العالم الغربي ولاسيما أنه سيأتي اليوم الذي سيضطرون فيه إلى الاحتكاك المباشر بهذا العالم وبالتالي هم بحاجة إلى المرونة اللازمة للتأقلم معه واكتساب ما هو مفيد وجيد منه وأسعى إلى جعلهم مثقفين غير مغرورين ولا مترفين ولا متعالين وشعاري المفضل دائماً لا يحتاج الأطفال إلى الألعاب التي تشترونها لهم وإنما هم أشد حاجة إلى تواجدكم معهم لتتعلموا منهم وتعلموهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية