|
الصفحة الأولى فلم يظهر كيري يرقص بالسيف في البلاط السعودي كما جورج بوش ذات يوم. لعبها الوزير الأميركي المنتظر ليعبر عن السياسة الأميركية المنتظرة بعد تسلم الإدارة المنتخبة مجدداً، وكانت تلك الانتخابات قد حددت موعداً للوصول إلى طرح الحل الدولي للأزمة السورية. الشيء الوحيد الذي أكده الوزير كيري في جولته الأخيرة هو أن الولايات المتحدة غير مستعجلة على حل في سورية، وإنما هي وبمقتضى موازنة علاقاتها مع روسيا الاتحادية كان عليها أن تساير بشكل ما الموقف الروسي الذي يسعى جاهداً منذ بداية الأزمة للخروج منها سلمياً وسياسياً، ولذلك يقيمون علاقاتهم مع كل أطراف الأزمة، في حين تشبه جولة جون كيري الأخيرة زيارة نمنمة ودغدغة للأصدقاء المتورطين عسكرياً في الأزمة، هذا ناهيك عن كلامه الذي يفسر بأشكال عدة حول تسليح المعارضة، وإن تكفل سعود الفيصل بتوضيح أن تسليح المعارضة هو الذي ما زال مطروحاً لدى المخالب الأميركية في المنطقة. هنا تماماً تقع نقطة العمل الأميركي المنتظرة للاقتراب من الحل؟ أعني أن تكون الولايات المتحدة على استعداد لفرض منع إدخال السلاح على سورية والتدخل العسكري المباشر وغير المباشر بشؤونها، وهذا طبعاً يمكن أن يقابله فعل للدور الروسي حول عمل الجيش السوري واستخدام السلاح في الأزمة، هكذا يمكن أن يبشر الدور الأميركي بدور جديد مختلف يسعى فعلياً لفتح الأبواب للحل السلمي، بواسطة وقف استخدام السلاح. فيما قاله الرئيس بشار الأسد في حديثه لجريدة «صاندي تايمز» ما يوضح ذلك، حيث اعتبر المهمة الرئيسية للدور الخارجي الغربي أن يمنع تركيا وقطر والسعوردية من إدخال السلاح والإرهابيين إلى سورية، هذا يترجم إظهار رغبة الغرب في الحل السياسي- إن توافرت- عن طريق دفع المعارضات للحوار الذي هو فعل وطني سوري تظهر أغلبية السوريين الاستعداد له، ولا يحتاج إلا إيقاف عمل السلاح. عادت الأخبار اليوم لتتحدث عن لقاء قريب بين مسؤولين بارزين في خارجيتي أميركا وروسيا «بغدانوف وبيريز» لبحث الملف السوري، وقد يكون تعليق عريض الآمال عليه نوعاً من الترجي، إنما برز اليوم نوع من الوضوح في موقف جديد لجامعة الدول العربية كطرف انحاز دائماً للمعارضة، خطأت فيه اتجاه المعارضة السورية للبحث عن الدعم الخارجي، الموقف فيه تراجع عن القناعة بالتداول وهو ما حمل لواءه نبيل العربي الأمين العام ، وفيه دعوة واضحة لأولوية الحوار وطبعاً لم يعلن من نبيل العربي بل من الأمين العام المساعد «بن حلي»، هل هو مؤشر ما؟ إن كان كذلك، ينتظر أن يظهر ما يدعمه من الجامعة أو من دول عربية أخرى عرفت بانحيازها لتدويل المسألة السورية، وإن كان كذلك ربما يشير إلى جديد في السياسة الغربية عموماً، ولاسيما إن أخذنا بالاعتبار مواقف الرئيس الفرنسي المعلنة من موسكو. |
|