|
بيروت – مسقط وتارة أخرى هم مع الحل السلمي والحوار ولكن مواقفهم تعكس أنهم متورطون حتى النخاع في أسباب العنف من خلال تسليح وتمويل المجموعات الإرهابية في سورية، ناسين أو متناسين أن هذه الأزمة بدأت تطال بلادهم وسيعانون من نتائج مواقفهم الداعمة للإرهابيين، هذه القوى الظلامية تتذرع بخوفها على الشعب السوري في حين أنهم يعرضونه لمخاطر القتل والتشرد والدمار والخراب، بسبب تصرفاتهم من دعم للمعارضة السورية المسلحة التي اختارت العنف طريقاً لها، فهؤلاء لديهم مشروعهم وأجنداتهم المتمثلة بتدمير سورية وتحويلها إلى دولة ضعيفة لتحقيق مصالح حليفهم وراعيهم كيان الاحتلال الصهيوني. حيث حذر المفتي الجعفري الممتاز في لبنان الشيخ أحمد قبلان من نار الفتنة والتحديات الكبيرة التي تواجه لبنان ودول المنطقة داعياً جميع القيادات إلى بذل الجهود بكل الوسائل لإحباط محاولات الفتنة التي يقوم بها بعض المأجورين والمرتزقة. وقال قبلان في تصريح أمس "إن المرحلة مصيرية والمسؤولية الوطنية كبيرة جداً" ودعا المعنيين لاتخاذ "كل الإجراءات التي تحمي لبنان وتبعد عنه تبعات وتداعيات الأزمة في سورية" كما حث الذين "يقدمون النظريات ويطرحون الشروط ويمارسون الخداع والتشاطر إلى الكف عن سياسة الابتزاز". بدوره حذر رئيس جمعية قولنا والعمل الشيخ أحمد القطان من الوضع الأمني والاقتصادي والسياسي الصعب والمتردي في لبنان مشيراً إلى أن لبنان مهدد من خلال بعض الساسة ورجال الدين بالخراب ودخول المجهول. من جانب آخر انتقدت صحيفة الوطن العمانية بشدة الدول والأطراف التي تزود المجموعات المسلحة في سورية بالأسلحة والمال مؤكدة أن من يحب الشعب السوري وينتصر له فعلاً يجب عليه أن يعمل على تجنيبه مخاطر القتل والتشرد والدمار والخراب مشددة على أنه لا وسيلة للوصول إلى حل للأزمة في سورية سوى الوسائل السلمية. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها أمس تحت عنوان "الأزمة السورية وازدواجية المعايير": إنه في الوقت الذي تتبنى فيه القوى الدولية خيار تسريع الانتقال السياسي في سورية عبر الحوار لكونه المخرج الآمن والسلمي والأوحد بعد أن وصلت إلى قناعة بأن العنف لن يأتي بحلول بقدر ما يأتي بمآسٍ وآلام مزمنة ودمار وخراب لا يزال هناك من يراهن على "لغة السلاح واستمرار العنف معتبراً أنه الطريق الأوحد ولا يوجد غيره متوهماً أن السلاح النوعي المتطور هو من سينفث من فوهاته السلام والأمان والاستقرار والطمأنينة على الشعب السوري" وهو من سيهيئ عودة آمنة لأولئك الذين "شردهم عن منازلهم العنف الذي اختارته المعارضة السورية المسلحة وقياداتها في الخارج وداعموها أيضاً". وأعربت الصحيفة عن أسفها إزاء إصرار الأصوات الداعية إلى جلب وسائل القتل والدمار والخراب وعلى خيار العنف والسير في طريق وعر وذي متاهات موضحة أن هذا الطريق يؤدي إلى زيادة سيل دماء الشعب السوري الذي وجد نفسه فجأة بين "فكي كماشة الفك الأول يتمثل بالعصابات المسلحة وزعاماتهم الذين تربوا في دوائر الاستخبارات الغربية والإقليمية والفك الثاني يتمثل بالقوى الداعمة للمسلحين وزعاماتهم". ورأت الصحيفة أن هناك تبادل أدوار بين المعارضة المسلحة وقياداتها وبين داعميها الذين يتقاسمون ولاءها ففي الوقت الذي يتشدد فيه الطرف الأول في مواقفه ويطرح شروطاً تعجيزية ويبالغ في دعاياته المغلوطة يلين الطرف الثاني الداعم مواقفه ليظهر نفسه أنه مع الحل السياسي فقط ولا غيره والعكس صحيح. وأوضحت الصحيفة أن هؤلاء الذين يسوقون أنفسهم بأنهم مع الشعب السوري ويذرفون دموع التماسيح عليه "لديهم مشروعهم وأجنداتهم البارزة بتدمير سورية وتحويلها إلى دولة فاشلة من أجل حليفهم كيان الاحتلال الصهيوني" متسائلة لماذا يصر الطرف الأول على العنف ويطالب بالسلاح النوعي المتطور وهو يدرك "أن هذا السلاح النوعي لن يترك بشرا ولن يدع حجرا على حجر في سورية ويكون عونا في هذا الدمار". وأعربت الصحيفة في ختام افتتاحيتها عن حزنها وألمها إزاء بقاء الازدواجية في التعامل والمعايير والكيل بمكيالين المسيطرة على ملف الأزمة في سورية إذ يرفض هؤلاء الداعمون للمجموعات المسلحة التدخل في شؤونهم الداخلية بينما هم منخرطون حتى النخاع في تدخل مفضوح ومرفوض في الشأن الداخلي السوري وعلى الرغم من تسخير أموالهم في عقد صفقات السلاح وتسليمها إلى هذه المجموعات فإنهم يطالبون حلفاءهم بالدور ذاته وفوق ذلك أن يكون السلاح نوعياً ومتطوراً. |
|