|
مجتمع
وتأتي أهمية هذا الصرح البانورامي في توثيق هذه الحرب نظراً لضرورة ترسيخها في الوجدان العربي وفي ذاكرة الأجيال ولجعلها نموذجاً وطنياً لإعداد جيل مؤمن بعدالة قضيته قادر على العطاء دون حدود ويتمتع بروح معنوية عالية عبر التواصل مع بطولات شعبنا على امتداد مراحل التاريخ من أجل ذلك كان لابد من إقامة صرح يجسد هذه الأفكار وهذه القيم فكانت بانوراما حرب تشرين التحريرية وللتعرف على هذا الصرح الحضاري التاريخي الجمالي التوثيقي بشكل أكثر كانت لنا هذه الوقفة مع السيد العميد علي محمود يوسف مدير البانوراما. عندما نتحدث عن بانوراما حرب تشرين التحريرية يجب علينا أن نعود إلى تاريخ إنشاء هذه البانوراما وماهو الهدف من إنشاء هذا الصرح وماهي الغاية من الحفاظ عليها فأوضح السيد مدير البانوراما أن التاريخ مليء بالأحداث لكن ليست كلها هامة هناك نكبات وهناك انتصارات في التاريخ فالشعوب التي تقرأ التاريخ بشكل جيد تستطيع تعميق وتعزيز الايجابيات وترسيخها في عقول الناس، وتستطيع أيضاً أن تجعل منها منهلا للأجيال القادمة وبالمقابل تعمل أيضاً على فرز السلبيات والابتعاد عنها كي لاتقع أجيالنا في المطبات،
والهدف من إنشاء هذا الصرح هو توثيق بطولات الجيش العربي السوري وانتصاراته على العدو الاسرائيلي وكسر هيبته وجبروته وصممت هذه البانوراما لتكون عمقاً في التاريخ وأتت لترصد منجزات حرب تشرين التحريرية التي قادها القائد الخالد حافظ الأسد وكيف استطاعت أن تعيد الثقة إلى المقاتل العربي وتغير وجهة التاريخ حيث كان أول انتصار على الغطرسة الاسرائيلية وكيانها الغاصب للأرض والشعب. من أين أتى هذا الاسم البانوراما؟ البانوراما اسم يطلق في الأصل للدلالة على منظر مرئي من جانب واحد لدى المشاهد إذا ما دار حول نفسه فإنه يرى جميع جوانب المنظر بوضوح وفي مجال الفنون الجميلة فإن كلمة بانوراما تعني لوحة مرسومة كبيرة متصلة مع ماكيت مكمل وهنا يدخل عامل خداع البصر. الموقع العام للبانوراما تقع وسط حديقة كبيرة مساحتها 62700 متر مربع يتوسطها تمثال برونزي للقائد الخالد حافظ الأسد بلباسه العسكري وهو يقود الحرب أما الصرح المعماري فيتألف من قسم دائري ومن جناحين جانبين مقبب قطره 43،6 متراً وارتفاعه الكلي مع المنار العلوي 37،1 متراً على طرفيه أدراج توصل الزائر إلى الجناحين ثم إلى منصة العرض البانورامي في الطابق العلوي بالإضافة إلى ساحتين لعرض الأسلحة مساحة كل منها حوالي 1760 متراً مربعاً في الساحة الأولى يتوضع بعض النماذج من الأسلحة والأعتدة السورية التي استخدمت في الحرب وفي الساحة الثانية نماذج من الأسلحة والأعتدة الإسرائيلية التي استخدمها العدو في حرب تشرين ثم الحصول عليها بصفة غنائم حرب خلال المعارك القتالية ضد العدو الصهيوني.
ربطت بين الماضي والحاضر والمستقبل يلاحظ المشاهد أن البانوراما ربطت بين انجازات القادة في الماضي والحاضر والمستقبل كيف تفسر ذلك بيّن السيد مدير البانوراما أننا إذا استعرضنا اللوحات داخل إطار البانوراما وخارجها نرى لوحتين حجريتين الأولى تمثل معركة ميسلون التي قادها البطل يوسف العظمة وهذه المعركة جسدت للتاريخ بوابة لأن يكتب لايمكن لمستعمر أن يدخل دمشق دون قتال وفي جانب آخر نرى الحركة التصحيحية بمنجزاتها والتفاف الشعب حول القائد الخالد حافظ الأسد هو الذي صنع القوة الوطنية والذي أمد الجيش العربي السوري بالعزيمة والقوة والإرادة الصلبة وأيضاً عندما ندخل إلى داخل البانوراما نجد اللوحات الزيتية التي تتحدث عن اتفاقية ايبلا وزنوبيا وعن اتفاقية فتح الأندلس والقادة الذين خططوا مع القائد حافظ الأسد لحرب تشرين التحريرية فهذا الربط صحيح ودقيق جداً وأن سورية هي ابنة التاريخ أقدم عاصمة أعطت الأبجدية .. صدرت الحضارة إلى أصقاع الأرض.. أعطت المحبة.. السلام، فعرفاناً من الشعب لدور وقيادة القائد الخالد حافظ الأسد كان لابد من أن ترصد هذه البانوراما لهذا القائد العبقري الذي خطط ونفذ حرب تشرين التحريرية. ديوراما تحرير مرصد جبل الشيخ ديوراما التي ترصد لنا مآثر جيشنا العربي السوري كيف استطاع أن يحرر مرصد جبل الشيخ الذي يعتبره العدو الإسرائيلي أكثر قلاعه المحصنة وكيف استطاع الجيش السوري من الساعات الأولى في المعركة أن يرفع العلم السوري عليه ويجسد ذلك بالصوت والصورة. وكيف تشكلت الثقة الكبيرة في نفس المقاتل العربي السوري وظلت مستمرة ولايمكن لأحد أن يزعزعها هذا انتصار كبير في حد ذاته وختم قائلاً: إن قائد حرب تشرين التحريرية صنع تاريخ النصر وسيبقى النصر عنوانه ونحن على العهد باقون. |
|