|
|
مسرح ووضع نظاماً له وعنهم أخذ العالم هذا الفن والذي ارتبط بعقائدهم وآلهتهم فقد اعتادوا أن يقيموا للآله (ديونيسوس أو باخوس- إله النماء والخصب حفلين أحدهما في أوائل الشتاء (بعد جني العنب) ويغلب عليه المرح والأناشيد الدينية والرقص والأغاني فكان هذا الشكل بداية الملهاة أو الكوميديا أما الحفل الثاني فيقام في أوائل الربيع حيث تكون الكروم قد خفت واعتبر حفلاً جزئياً ومنه جاءت بداية المأساة أو التراجيديا. وكان التمثيل أول الأمر ليس أكثر من بعض الرقص والأناشيد الجماعية والأغاني التي تعبر عن حزنهم لغياب الإله والابتهال إليه وفرحهم بوجوده ورضاه عليهم حتى وضع اسخيلوس 525-456 ق.م- أول مسرحية شعرية سنة 490 ق.م وكان فيها ممثلان رئيسيان بجانب الفرقة إلى أن جاء سوفوكليس 495-416 ق.م وأضاف ممثلاً ثالثاً إلى الممثلين اللذين أدخلهما اسخيلوس وطغى جانب التمثيل على جانب الغناء وأدى ذلك إلى تقدم سريع في الحوار وأتاح فرصاً أكبر للتباين بين الأشخاص. وهناك آراء عن سبق الفراعنة في تقديم العروض التمثيلية والمسرحية حيث أشار هيرودوت المؤرخ الإغريقي إلى قيام كهنة مصر الفرعونية بطقوس دينية في شبه عرض تمثيلي يستمد قصصه من بحث ايزيس عن أوزوريس ومع هذا بقي أمر المسرح الفرعوني غامضاً وجاءت الأبحاث بعد ذلك لتؤكد أن نصوصاً تمثيلية قديمة يقع بعضها في أربعين مشهداً وتدور أحداثها حول إيزيس وأوزوريس وابنهما حويس وعدوهما ست إله الظلام وظلت تمثل إلى زمن هيرودوت أي إلى القرن الخامس قبل الميلاد وكان رجال الدين يقومون بالتمثيل فيها. وذكر هيرو دوت أن الإغريق أخذوا من المسرحية عن الفراعنة ولكن هناك سمات متشابهة بين الاغريق والفراعنة فأوزوريس الإله المصري القديم ودنيسوس الإغريقي يرمز كل منهما إلى الخصب والنماء لكن لم يقف المسرح المصري القديم على عتبة المعبد بل خرج إلى الشعب ويقوم بالتمثيل مجموعة من الفرق المتجولة يدخله بعض الرقص والغناء ثم كتب على هذا المسرح المصري بالنهاية وانمحت معالمه في مصر اليونانية والرومانية ولاسيما بعد ظهور المسيحية بسبب اتصاله الوثيق بالوثنية. |
|
