تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إصدارات مسرحية... إعداد الدور المسرحي للمعلم ( ستانيسلافسكي)

مسرح
الثلاثاء 31-7-2012
هندبوظو

ثمة من يعتقد أن منهج « ستانيسلافسكي» هو منهج خاص بالفن المسرحي وحده هذا خطأ كبير إذ إن الأسس التي يقوم عليها المنهج هي في قوة الشمول بحيث تجعل منه منهجاً واقعياً لعملية الخلق الفني ذاتها سواء في المسرح..

أم في غيره من الفنون.‏

من خلال قراءة منهج ستانيسلافسكي المسرحي الروسي 1863- 1938 يستطيع الكاتب الأديب والفنان الممثل والمخرج وغيرهم من إدراك السر الإبداعي لعملية الخلق الفني.‏

ولكن.. ماذا نعرف عن منهج ستانيسلافسكي: يقول المترجم د. شريف شاكر والذي قام بترجمة كتاب واحد من أهم المسرحيين الروس لمؤلفه كونستانتين ستانسلافكسي نفسه بعنوان اعداد الدور المسرحي.‏

جاء للمترجم في المقدمة أن ستانيسلافسكي في كتابه هذا عمل سنوات طويلة ليخرج بنتيجة مفادها أن أهم ما توصل إليه هذا الكاتب والمخرج الروسي هو تعرفه على حقيقة معروفة منذ القدم، فالممثل ليس بحاجة للعمل في إعداد نفسه وحسب بل العمل في إعداد دوره أيضا.. وهذا مجال واسع يتطلب دراسة خاصة وتقنية مستقلة.‏

في هذا الكتاب ثمة محاولات مبكرة لقراءة الاكتشاف الذي اشتغل عليه الكاتب وهو استنباط مكنونات الدور «المعالجة السيكولوجية » واقتراح اظهار الأفعال الفيزيولوجية وكيف يتمكن الممثل من اظهار أعماق الدور فعلياً .. بحيث لا يكون الممثل مراقباً بل يدخل بعمق للشخصية والدخول بأحاسيسها الداخلية والخارجية بما يسمى الإحساس الواقعي بالحياة المسرحية.‏

المخطوط الأول حول مسرحية (ذو العقل يشقى بعقله) انتقل للبحث في عمق المعاناة والبحث والتحليل في الوقائع وقراءة دور الأفعال وإني لأؤكد أن الإبداع الذي يفتقر إلى دفء الشعور والمعاناة الأصيلة ولايبررهما من الداخل هو ابداع لاقيمة له وغير ضروري للفن.‏

وكانت عطيل لشكسبير البروفة الأولى لتعديل منهجه عملياً وتطبيق نظريته الجديدة التي أصبحت نقطة التحول في منهجه وهو ما يسمى الفعل البدني الفيزيولوجي لخلق الشخصية بما يتوافق مع الاتجاهات المسرحية الجديدة التي دعا لتغييرها.‏

فتخلى عن الطريقة القديمة وأصبح يبحث في لغة الحركة على الخشبة مكتشفاً أهمية الارتجال كقوة دافعة لخيال الممثل الحركي يمكن أن تساعده في تحليل المسرحية بسهولة بانجذابها للقوى الابداعية الداخلية وهو ما سماه ستانيسلافسكي الإحساس الواقعي بحياة المسرحية والدور من حيث أنها تحلل المسرحية وتدعم اكتشاف دواخل الشخصية وسلوكها وحقيقتها الداخلية..‏

ومواقفها العقلية حركة تستدعي استجابات حقيقية صادقة وتكشف عن ماضيها واحتمالات سلوكها وتصرفاتها في المواقف المختلفة باستدعاء الحياة الإنسانية للإبداع من داخل الممثل .. تكشف عن ماضيها وسلوكها وتصرفاتها في المواقف الحياتية الإنسانية المختلفة..‏

واعتبر ستانيسلافسكي أن طريقته هذه تبحث عن الدوافع الشعورية الفعالة للأفعال واللازمة من أجل تنفيذها وأن الأفعال التي يؤديها الممثل يجب أن تولد من المجموعة المعقدة من الظرف الاجتماعي والشعور والعلاقات المتبادلة ماضي ومستقبل الشخصيات المسرحية والجو الذي تعيشه ونظرتها إلى الحياة والتربية والميول والعادات والمظهرو العمر والهواية وعلاقاتها ببعضها البعض وهي ذروة الأوضاع المفجعة أو المضحكة العادية أو الخارقة والصاخبة والمتآلفة أو الهاوية ولاتكاد يلحظها الناس.‏

فالممثل عليه الشغل على إظهار الصراع بين الوجود الحقيقي للبطل وبين واقع حياته اليوم وكيف يجب.. ويمكن أن يعيشه.‏

الكتاب يفسر ويشرح مخطط ستانيسلافسكي حول بناء الدور المسرحي والذي أكمل به المعلم الأول جدران منهجه في العمل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية