|
ثقافة ناداهم البرق فاجتازوه وانهمروا عند الشهيد تلاقى الله والبشر في ساعتين خلقنا لكنا بشراً قبل الشهادة.. لا وجه ولا صور في ساعتين تعالت كبرياؤهما كيف انتهى في عصور الغربة السفر دم الشباب أفيقي يا بيادرنا على العطاء وجنّ الزرع والثمر واليوم يعيد التاريخ نفسه، ويلقن حماة الديار من الجيش العربي السوري الارهابيين المرتزقة على كل بقعة من أرض سورية في حمص وحماة.. والرستن وجسر الشغور وحلب ودمشق، درساً لن ينسوه ويلاحقون فلولهم أينما وجدوا. في تينك الساعات الخاطفة المضيئة من عمر التاريخ، انتضت الشام كبرياءها وعروبتها.. واليوم لو كان سليمان العيسى في تمام الصحة والعافية - أمد الله في عمره - لراح ينشد من جديد عن الشام: تلقن المعتدي درساً.. تعلمه كيف الطريق إلى الإنسان يختصر وكيف تهوي «أساطير» هياكلها وكيف يرجع حق.. ظن سارقه أن الشرائع بالسكين تندثر في تلك الأيام وفي غمرة البطولات ينتهز العدو فرصة فيقوم بغارة صهيونية حاقدة على عرائش الضوء، والحب والجمال على الشام.. وتحت الحمم المتساقطة يكتب العيسى قصيدة صغيرة بعنوان «ياسمين دمشق»، في يوم 29 /10/1973 ويقول: فهل تأذن لي بنت قاسيون مدينتي الخالدة، إلياذة العروبة، ونبضها المتجدد أن أختم حديثي بهذه الأبيات، وإلى لقاء يتجدد معها كلما رن وتر، وغنت قافية وامتشق حسام: ماذا أقول؟ وأي خمرك أعصر يا ياسمين دمشق.. عطرك أبيض وتغطرست أفعى فعطرك أحمر وغضبت، فالوطن الكبير عباءة حطت على بردى، ونسر أسمر هشمتها أسطورة.. وذروتها كل الغزاة.. على العبيد تكسروا كل الغزاة.. وظل قنديل الهوى أبداً على العطر المدلل يسهر نعم أيها الشاعر الكبير وذلك كله بفضل حراس الوطن الساهرين على أمنه وأمانه، رمز الرجولة والشرف والتضحية والإخلاص الرافعين الرؤوس.. والحاملين الوطن في قلوبهم، من وعدوا فصدقوا، وهانحن نحارب معهم بالقلم والصوت والصورة لننقل ملاحم بطولتهم التي سطروها في كل بقعة من بقاع الوطن وتصغر حروفنا أمام أشرف الناس وأنبل بني البشر لأننا نشهد ولادة حقيقية لوطن يلفظ الإرهاب والإرهابيين بفضل قبضات وسواعد جنوده، وها نحن نحيا من جديد بعد أن ظننا بأنا لن تخرج من مستنقع الموت الذي أراد أعداؤنا أن نغرق به، فما حصل في وطننا الحزين ترك ندبة عميقة اسمها «الإرهاب» لكن اليوم مع تطهير أرض الياسمين يبدأ عمر جديد ويوم جديد وربما نذهب ـ كما نزار قباني ـ إلى مديرية الأحوال المدنية لنريهم صك ولادتنا التي حدثت في مستشفى عسكري نقال يتحرك مع المقاتلين في كل حي وحارة وركن وشارع لننشد لحماة الديار أنشودة عشق زاهية مرصعة على سيف دمشقي ونصف حبنا الكبير لأبطال الميدان الذين وصف بطولتهم سليمان العيسى على لسانهم فقال: على أقدامنا سقط المحال وأورقت الرجولة والرجال سرايا من ترابك يا بلادي نبتنا من شموخك ما نزال في مثل هذه الأيام علينا أن ننفض غبار اليأس ونعلن بأن سورية انتصرت بفضل رجال العز سياج الوطن ودرعه وننشد مع جوليا بطرس: أحبائي.. أنتم مثلما قلتم رجال الله في الميدان.. ووعد صادق أنتم.. وأنتم نصرنا الآتي.. وأنتم من جبال الشمس عاتية على العاتي.. بكم يتحرر الأسرى بكم تتحرر الأرض بقبضتكم بغضبتكم يصان البيت والعرض.. وأنتم مجد أمتنا وأنتم القادة وتاج رؤوسنا أنتم.. وأنتم أنتم السادة.. أحبائي.. أقبل نبل أقدام بها يتشرف الشرف بعزة أرضنا انغرست.. فلا تكبو وترتجف.. بكم سنغير الدنيا ويحني رأسه القدر.. بكم نبني الغد الأحلى بكم نمضي وننتصر. |
|