|
علوم وبيئة ثم أجرى الإنسان تحسينات هامة على الزلاّجات بنشره شرائح رقيقة وقويّة مثبتة بمحور يدور تحت الثقل المزمع نقله ، وهكذا كانت العجلة ، أو الدولاب .. الذي اعتبر أول آلة اخترعها الإنسان قبل ( 8000 ) سنة .. وظلّت العجلة تتطور ، واخترعت العربات المزدوجة والعربات ذات الأربعة دواليب والعربات ذات الستّة ، وكلها كانت تعتمد على الخيول أو البغال أو الحمير ، أو الحيوانات الأخرى التي استأنسها الإنسان ..ومع مرور الحضارات اختلفت أشكال العربات وأصبح بعضها أشبه بغرفة صغيرة مرفهة تجرّها خيول مطهمة مزينة صممت خصيصاً للحكّام والولاة والأثرياء ... ولعلّ أول عربة تسير لوحدها دون عون من الحيوان ، كانت عام (1769 ) حين اخترع ( جيمس واط ) آلته البخاريّة التي جعلها تجرّ العربات الضخمة ..ولم تنجح الآلات البخاريّة في المساعدة على نقل الركاب إلا في عام ( 1830 ) حيث غزت السكك الحديديّة المجمعات الصناعيّة ، والأماكن المزدحمة ، تسير عليها قطارات تنقل الركاب والبضائع ..وظلّت الآلة البخارية هي المسيطرة حتى عام 1862 حيث استعيض عن الفحم الحجري الوقود الأساسي في القطارات ، بغاز الفحم ، ثم بالبترول عام 1883 ، حيث اخترعت اول سيارة تتحرك بوقود النفط .. وتطورت أشكال وسائل النقل مع الزمن حتى أصبحت البواخر التي تنقل الركاب كمدن عائمة في البحر .. وتحولت الطائرات المروحيّة إلى طائرات نفاثة تطير بسرعة الصوت .. تحمل مئات الركاب ومئات الأطنان من المواد القابلة للشحن السريع .. واعتبرت الكونكورد أسرع طائرة ركاب تطير بأسرع من الصوت ، والمعلوم أن الصوت يقطع في الثانية ( 340 ) متراً وفي ساعة 1224 كيلو متراً .. ويمكن لهذه الطائرة أن تطير بسرعة كبيرة فوق الأرض الخالية أو فوق المحيط .. لأن الضجّة التي تصدر عنها عندما تطير في الأماكن المزدحمة تكون مزعجة قد لا يستطيع الإنسان تحمّلها ويشغل الزمن منذ نشأة الإنسان على الأرض ، اهتماماً كبيراً من بحوثه ودراساته ومحاولات ترويضه ، رغم أنه يعلم أن هذا الترويض يبدو مستحيلاً ، أمام ضآلة عمره القصير ، بالنسبة لعمر التغيرات على كوكبه .. تعرّف الإنسان على قياس الزمن بالتدريج ، الدورات القمرية ، مواسم السنة الزراعية ، تعاقب الفصول . وحدّد فترات معيّنة لهذه التغيّرات ، ثم حدّد الأزمان المختلفة تبعاً لتعاقب الأجيال ، ووقوع الكوارث الخطيرة مثل انتشار الأوبئة ، حدوث زلازل مدمّرة ، أو حدوث ظواهر غير متكررة كثيرة ، مثل كسوف الشمس وزيارة مذنب لسماء الأرض ..والزمن كان هاجس الإنسان ، يحاول استثماره أحياناً لفائدته الخاصة ، بتكبير ثروته ونفوذه وجاهه ، واستنفار جيش من الخدم والحشم لخدمته خلال حياته ، رغم أنه يعلم أنه مهما كان ثرياً ، متنفذاً فستصل إليه الشيخوخة وسيطعن في السن ، إذا سلم من الأمراض ، وسيموت مثل أي كائن له عمر محدّد يموت بعدها ..ولكن الأحلام بالانتقال إلى أزمان مقبلة ، عبر خيالات محجّة ظلّت هاجس الكتّاب والمفكرين ، الذين يستقرئون المستقبل ، ويحاولون رسم صورة له ، قد تكون أحياناً قريبة من الواقع ، فهاجس الزمن في نظرهم يظلّ هو الهاجس الأشد اختلاجاً في عقولهم المفكرة ... |
|