|
منطقة حرة لسان حال الكثيرين يشير أن لا شيء تبدل والأسعار بدل أن تستمر على حالها ازدادت ارتفاعا بفعل ذريعة تقلبات سعر الليرة مقابل الدولار , مع إن هذا الأخير تراجع وبنسب مقبولة خلال الشهرين الأخيرين... والسؤال المشروع بهذه الحالة: إلى متى ستبقى التدابير الرسمية المتخذة لحماية المستهلك بمنأى عن الترجمة الفعلية على أرض الواقع.. تطبيق المراسيم الآنفة الذكر تزامن عملياً مع الأحداث الاستثنائية الجارية في بلدنا، أي لولا هذه الأحداث والانشغال بها من جانب بعض المعنيين، لكان هناك من سيعمل على تصويب المراسيم ووضعها على السكة الصحيحة، هذا ما يقوله البعض، غير أن هناك من يرى، بأن ردود الأفعال المتوقعة هي ذاتها التي تصدر في الأحوال العادية، والمقصود بهذا الكلام، أن يبادر البعض في المؤسسات الرسمية، إلى إطلاق تصريحات مكثفة تشير- ومثلما هي العادة - في معانيها، إلى تحميل مسؤولية الفشل بخفض الأسعار ليس للتجار وحسب وإنما للمواطنين العاديين كونهم لم يبادروا في تقديم شكاوى بحق هذا التاجر أو ذلك البائع، بهذا المعنى، فالأمر ليس أكثر من إعادة إنتاج سيناريوهات باتت أكثر من مألوفة، وقد يكون لغرف التجارة هذه المرة النصيب الأوفر في تحمّل المسؤولية، انطلاقاً من القناعة شبه الراسخة لدى الرأي العام، أن هذه الشريحة هي أساس الداء والدواء.. لكن السؤال: ماذا عن التدابير التي يتعيّن اتخاذها لتقويم أداء التجار دون الحاجة إلى إبقاء المستهلك تحت رحمة إجراءات لم تكن مجدية ؟! لسان حال الكثيرين، يشير بمناسبة وغير مناسبة أن كل الأساليب المتبعة لتقويم أداء البيع والشراء في الأسواق أكل عليها الزمان وشرب، وهي لم تعد صالحة في ظل المضي باتجاه اقتصاد السوق، كما أن الاستمرار في ملاحقة التجار ومطالبتهم بفواتير نظامية أو الالتزام بأسعار محددة، والتهديد بقوانين وتشريعات من شأنها التضييق عليهم بغرامات مالية أو بالسجن، كلها أساليب غير مجدية بسبب الفساد. فيما لو كانت هناك نيات جادة لوضع الإصبع على الجرح، لا بد بهذه الحالة من البحث عن حلول جذرية بدل الاستمرار في اتخاذ تدابير، الكل يعلم أنها ترقيعية وكان المستهلك قد عافها وشعر بفشلها وعدم جدواها مسبقاً.. الاستحقاق المطلوب، هو ليس أكثر من أبجديات أولى في ألف باء العلوم الاقتصادية المنتمية إلى اقتصاد السوق، يتمثل بمشكلة أساسية عنوانها الأساسي (علة الاحتكار)، فبعد انقضاء سنوات على صدور قانون المنافسة ومنع الاحتكار، يفترض إطلاق السؤال الآتي: هل تمكن القانون من الوقوف بوجه فئة بعينها من التجار.. وعلى وجه التحديد تلك التي أخذت على عاتقها استيراد قوائم لا حصر لها من المنتجات ؟! لا يمكن نكران، أن القانون ساعد على تحقيق الوفرة في عدد كبير من المنتجات والتشكيلات السلعية التي يعود مصدرها إلى الأسواق الخارجية، لكن ما يغيب عن الأذهان، بأن هناك من ساعد وفق آليات مدروسة وممنهجة على تعطيل بعض مضامين القانون بهدف الحفاظ على امتيازات ومكاسب كانت ومازالت تقود باتجاه تحقيق الإثراء السريع، والمقصود بهذا الطرح الذي يجري تداوله بكثافة، أن في السوق المحلية فئة محددة من التجار تحتكر السوق من بابه إلى محرابه بسبب حظوتها المميزة في بعض المؤسسات العامة، وهذه الفئة أو الشريحة التي يشار لها بالأسماء، كانت دائماً بالمرصاد لكل من يحاول منافستها، وفي مواجهة هذه الحقيقة يتعين وفي ظل الدعوات المتواترة لتكريس الشفافية الاعتراف أن الاحتكار أساس الداء. |
|