تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عدوى الاستغلال

أروقة محلية
الثلاثاء 31-7-2012
هنادة سمير

لم يكتف مستغلو الأحداث التي تشهدها البلاد من التلاعب بقوت المواطنين ورفع لأسعار المواد الأساسية واحتكار بعضها الآخر أو الغش والتدليس في مواصفاتها تحقيقا لمكاسب شخصية إذ لا تزال عدوى الاستغلال تنتقل لتطول حاجات جديدة من حاجات المواطنين لا تقل أهمية عن سابقتها في ظل رقابة شبه معدومة وضمائر غائبة.

فقد ظهر خلال الأسبوعين الماضيين نوع جديد من الاستغلال تمثل في رفع أسعار تعبئة رصيد الهاتف الخليوي لكل من شركتي الاتصالات الحصريتين حيث قامت نقاط البيع بتقاضي أسعار تفوق الأسعار المعتمدة من الشركتين والمحددة بهامش ربح معين مستغلة إغلاق مراكز خدمات الزبائن أبوابها في دمشق والحاجة المتزايدة لدى الناس للاتصالات.‏

وفيما يتعلق بالرقابة على الوكلاء ونقاط البيع فلم تحرك الشركتان والوزارة ساكناً تاركة المواطنين نهبا لمزاجية هؤلاء التجار وانتهازيتهم والحال ذاته ينطبق على مديرية حماية المستهلك ورقابتها على الأكشاك وأماكن البيع الأخرى؟!‏

صحيح أن أزمة تعبئة الرصيد قد انتهت مع عودة الأمور الى سابق عهدها في دمشق ولكن الأمر يشير إلى إمكانية ظهور أنواع من الاستغلال لم يحسب لها حساب في ظل غياب رقابة حقيقية وصارمة على الأسواق وانعدام المحاسبة لمن سولت له نفسه الكسب على حساب حاجة الناس.‏

الأمر الذي يحتم وضع آلية للتعامل مع الأزمة تفرض رقابة مستمرة وصارمة على جميع القطاعات الحيوية والإعلان عن تخصيص هواتف للشكاوى تعمل على معالجة المشاكل في حينها، إضافة إلى تعميم ثقافة المحاسبة حتى بعد انتهاء الأزمات المفتعلة تلك ليعلم الجميع أن لا احد سينجو من العقاب حتى ولو بعد حين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية