|
قاعدة الحدث وغالبا ما يكون المرتزقة من خارج طرفي النزاع في حالة الحروب وأول من تبنى المرتزقة واستخدمه الإمبراطورية البيزنطية في القرن الرابع عشر وفي الثلث الأول من القرن الماضي وبعد ازدياد ساحات الصراعات الدولية شهد العالم تحولا جذريا في الخطط العسكرية الهجومية على يد الإدارة الأميركية المتهورة وبات تبني المرتزقة وإشراكهم في الغزوات والمغامرات والحروب الطائشة الأميركية أكثر وضوحا حيث عرف العالم لأول مرة اصطلاح خصخصة الحروب والعمليات العسكرية وظهرت مجاميع متخصصة في خوض المعارك المدفوعة الثمن بتشجيع مطلق من البنتاغون وبدعم منقطع النظير من المنظمات الصهيونية السرية التي سارعت الى منح عناصر المرتزقة جوازات سفر تتيح لهم حرية التنقل عبر القارات.
وقد تعددت أساليب استخدام المرتزقة وطرق تبنيها ودعمها وتعتبر الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني وغيرها من الدول الاستعمارية من أكثر الدول الداعمة للمرتزقة واستغلالا لهم في تنفيذ أجندتها العدوانية وحماية مصالحها على حساب الشعوب الأخرى وهنا لابد ونحن نتحدث عن المرتزقة ومن يقف وراءها من ذكر احد أهم مهندسي عمل هؤلاء جون نغرو بنوتي صاحب التاريخ الدموي في فيتنام حيث اشرف على تسليح وتدريب وتمويل فرق الموت المتخصصة في التعذيب والتحقيق والاغتيال والقتل لأكثر من 40000 من المقاومين الفيتناميين ثم عمل في الفيليبين والمكسيك قبل تعيينه سفيرا للولايات المتحدة الأميركية في العراق عام 2004 ليكرر جرائمه في هذا البلد وذلك بناء على توجيه من المخابرات الأميركية وكانت فترة عمل نغرو بنوتي سفيرا في هندوراس عام 1980 محطة لا تقل أهمية عن عمله في فيتنام والسلفادور حيث عمل على تشكيل فرق الموت من المرتزقة وأشهرها الفرقة 316 للمساعدة في قمع شعب هندوراس كما عمل على تشكيل فرق الكونترا المعروفة بعملياتها الإرهابية ضد المدنيين من نيكاراغوا الأمر الذي يؤكد أن الولايات المتحدة الأميركية من أكثر الدول التي تقف خلف المرتزقة وتدعمها وتدربها وتقدم لهم كافة التسهيلات من اجل تنفيذ أجندتها العدوانية ضد الشعوب المستضعفة وتؤمن لهم التغطية الإعلامية والسياسية للتعتيم على جرائمهما التي تخالف كل المواثيق الإنسانية وما أدل على ذلك سوى ما نشرته صحيفة ميركوري نيوز في 11 حزيران 2010 والتي أكدت فيه أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أشاد بنشاط إمبراطورية شركات المرتزقة في جنوب السودان ممثلة في شركة بلاك ووتر سيئة الصيت وأمر بعدم التحقيق معها لخرقها القوانين الاميركية بالعمل في السودان بل منحها ترخيصاً بالعمل وعقوداً بمبلغ 220مليون دولار , ما يعكس حجم الدعم لهؤلاء المرتزقة الذين ارتكبوا أفظع الجرائم الوحشية في العراق وأفغانستان والتي تمثلت بالإبادة والاغتيال والسجون السرية وانتهاكات بلا حدود وعمليات عسكرية يندى لها جبين البشرية وهي بالتأكيد ستعيد تجاربها الدموية في السودان حيث بدا واضحا في حرب هجليج النفطية السودانية. لقد بدأ عصر دخول جيش المرتزقة تحت أسماء شركات أجنبية ومقاولين أو متعاقدين معركة الصراع على المصالح والنفط تحديدا حيث يقاتل المرتزقة بالوكالة عن الجيوش النظامية للدول الاستعمارية وذلك من أجل السيطرة على المعادن الثمينة في أنحاء العالم وتحقيق مصالح هذه الدول حيث تبين الإحصائيات وجود نحو 300 ألف شركة أمن ومساعدة عسكرية للمرتزقة في العالم ومن الشركات ذات الحجم الدولي التي تدخلت في العديد من الأزمات ذات الطابع الاقتصادي كالنفط في انغولا والألماس في سيراليون شركة جنوب إفريقية (executive outcomes) و(لفدان) الاسرائيلية والأميركية MPRI والبريطانية سان لاين ونورث بريدج الأمر الذي يشير إلى مدى التورط الأميركي الغربي الإسرائيلي والمنظمات التابعة لهم مثل الناتو في دعم المرتزقة الذين ترتكبون الجرائم بحق الشعوب خدمة للمصالح الاستعمارية والتي تنتهك بذلك أبسط حقوق الإنسان. دعم المرتزقة لا يقتصر على الدول الغربية والكيان الصهيوني بل دخل على خط دعم الإرهاب عربان الخليج الذين سخروا أموال النفط لمد المرتزقة بالمال والسلاح من أجل زعزعة استقرار شعوب المنطقة وسفك المزيد من الدماء البريئة كما سخرت مجموعة من المرتزقة الإعلاميين لتشويه الحقائق والتعتيم والتستر على جرائم الإرهابيين في تونس وليبيا ومصر وسورية واليمن وشجعت شيوخ الفتنة على إصدار فتاوى من اجل التحريض وبث الفتنة بين أبناء الشعب الواحد مقابل المنفعة المادية الأمر الذي ينطبق عليهم تعريف المرتزقة بكل جدارة. إن الخطط العدوانية الاستعمارية والانتشار العسكري الغربي الأميركي والإنفاق الزائد على جيوش المرتزقة والتستر على جرائمهم المخالفة لكل المواثيق الإنسانية والدولية لتحقيق رغبتهم التوسعية والسيطرة على ثروات العالم ومصادرة حقوق الشعوب في تقرير مصيرها ستمنى بالفشل وسيكون الانهيار مصير الحلم الإمبراطوري الأميركي الغربي الصهيوني بفضل تعاظم الوعي الإنساني لدى شعوب الأرض نحو إرساء أسس العدل والسلام في العلاقات الدولية ولاسيما أننا على أعتاب عصر متعدد الأقطاب وبالتالي أفول عصر القطب الواحد. |
|