|
ثقافـــــــة
وجاء في المقدمة: قد يحتاج قارئ الرواية إلى إحداث حالة من التداخل بين رغبة أديبنا الممتلئة بالحب, المتجذرة في طبيعة أفكاره, المنتقاة من نشأته المكانية، ليجسد لغة نوعية تجمع المشاعر إلى المنطق, وترفض الفصل بين المادي واللامادي, ليبقى هو متجولاً بينهما, ومعتبراً أن رفض الواقع أو قبوله يخضع لجدلية تقييم الظروف بعد التأمل المنطقي بها. الكاتب حسين عبد الكريم يؤمن بأن أُسُس المدينة ماكانت لتكون لولا الحقول والأشجار والزهر والثمار والبحر والأنهار، حيث تشكل الطبيعة في مكوناته الأدبية الروائية الألفة والمحبة والجيرة الرضية. فيقول في فصل ( حرف عطف البحر واليابسة) بين بلدة زمرين والناطورة رسالة مفتوحة وآفاق متسعة صفحاتها لعناوين عديدة تكتبها كروم وبساتين عائلات القرى والبلدات والحارات المدردرة على أكتاف السهول والتلال والهضاب. ويضيف د.نبيل طعمة في مقدمته: روائينا لا يستعرض ذكريات, بل يرقب بالحب الذي يمتّع به حركة حياتنا اليومية, يتابعها بعين البصير ضمن صوفيته النوعية, وشفافية المرور الأليف بين نواقيس كنائس قلوب المحبين التي تقرع من أجل اللقاء والالتقاء, بغاية الدعوة للتنبّه لا الابتعاد, لذلك نجد أن وصايا الحب وأعمدته قائمة وثابتة وراسخة في ذهن الجنس البشري الذي هو منه, وأن إيمانه بأن من أبدعها أنثى تشبه زيزفونته, ومنه يكون أديبنا يؤصّل مفاهيمها, ويمنحها لقب مديرة الحياة بقلبها الحيّ الخفّاق.. |
|