تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اعطي نفسك وقتاً..

مرايا اجتماعية
الخميس 7-6-2012
رولا عيسى

غالباً ما تنسى الأم نفسها بسبب انشغالها في أعباء المنزل المختلفة، ما يرتد سلباً على مظهرها الخارجي وشخصيتها وفي كثير من الأحيان تشعر نفسها غريبة عن العالم المحيط بها بعد انقطاعها عن التواصل مع الآخرين.

وأصعب ما تواجهه الأم أنها تجد نفسها أمام أدوار متضاربة مضطرة لتقمص شخصيات مختلفة والقيام بمسؤوليات عديدة طوال الوقت، ما يشعرها بالارتباك والتعب من كثرة الأعباء والتوتر، وقد يتحول هذا التوتر إلى طاقة سلبية تنعكس على العائلة إذا لم تراجع الأم نفسها وتستقطع قليلاً من الوقت لها.‏

وحينما تستقطع وقتا لنفسها فإنها ستشعر أنها موجودة وليست مجرد آلة تتحرك وفقا لبرنامج يومي كما أن ذلك يعطيها وقتاً للشعور بالهدوء بعيداً عن الضجيج الموجود حولها، فهي تعيش موسيقا تصويرية لحياتها اليومية وتحتاج لإفراغ دماغها وأذنيها الممتلئتين واستقطاع الوقت فرصة لمواصلة التحديات اليومية.‏

أما الوقت القليل المستقطع الذي تمنحه الأم لنفسها يساعدها على تنظيم أفكارها ويمنحها الوضوح المطلوب لإيجاد حلول للمشاكل اليومية التي تظنها أنها مستحيلة، كما انه يسهل إيجاد السكينة والهدوء الداخلي الذي سيساعدها على الاستمرار في الأعباء اليومية.‏

تلك الدقيقة التي تستقطعينها لنفسك يوميا ستساعدك على التخطيط لباقي اليوم، وبتنظيم اليوم وما عليك القيام به، تستطيعين تأدية المهام المختلفة بسلاسة وكفاءة. كما يساعدك التنظيم في تقليل الضغوط النفسية ويشعرك بالإنجاز لما قمت به من أعمال.‏

و بمجرد وضع قاعدة “وقت لي أنا وحدي”، ستجدين نفسك تلجئين لسعة الحيلة للحصول على هذا الوقت. وإذا لم تتمكني من استقطاع وقت لذلك، حاولي تجميع الأعباء للحصول على وقت مع نفسك.‏

وللعلم فإن “وقتك أنت” شديد الأهمية لصحتك النفسية، التي بدونها سيبدأ زوجك وأولادك في رؤيتك كسيدة مهتزة، لذلك احرصي على الظهور كامرأة متماسكة وممسكة بزمام الأمور من خلال استقطاع وقت لنفسك يساعدك على الاستمرار في القيام بمهامك المنزلية من جهة ويبعدك قليلا عن صخب الحياة وإيقاعاتها المتضاربة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية